حبيب أبو حمد: كنت زميله في مدرسة برمانا وهو علّمني مهنة التنضيد

السيد حبيب أبو حمد كان زميل دراسة لسعاده في بلدة برمانا، ثم غادر الى البرازيل فالتقى سعاده بعد فراق سنوات، ليمارس مهنة صف الحروف في المطابع العربية في سان باولو. وكان ان توطدت عرى صداقة متينة بين المواطن حبيب ابو حمد والأمين نواف حردان الذي كان يصدر في سان باولو جريدة اسبوعية باللغتين العربية والبرتغالية باسم «الأنباء» فكان يتردّد إليه في مكتب الجريدة فيتبادل الحديث عن صديقه انطون سعاده الذي كان يحبه كثيراً. يروي الأمين نواف أنه كثيراً ما كان يرى حبيب ابو حمد يذرف الدموع كلما اتيا على ذكر الطريقة التي قضى بها سعاده شهيداً.

عندما أصدرنا العدد الخاص عن «سورية الجديدة» عام 1983 كان للسيد أبو حمد الكلمة التالية:

«عندما انتشرت الجيوش التركية في بلادنا من أدناها الى أقصاها أثناء الحرب الكبرى عام 1914، وسنّ الوالي التركي القوانين الصارمة وراح جواسيسه وجنوده يلاحقون كلّ شخص لا يدين لتركيا بالولاء من الزعماء ورجال الفكر والصحافيين، وانقطعت كلّ صلة بين المقيمين والمغتربين الذين كانوا يمدّون ذويهم بالمساعدات كي ينتشلوهم من مخالب الموت المحتم جوعاً وتشريداً، وتحوّلت كلّ مقدرات البلاد المادية الى أيدي الأتراك بقيادة جمال باشا السفاح وأتباعه… في هذا الجو الملبّد بالغيوم السوداء أصابني ما أصاب غيري من الضيق والفقر والجوع الذي راح يعذب الناس كباراً وصغاراً.

«وفجأة انفرجت الغمة، وحدث أن تشكلت لجنة من فاعلي وفاعلات الخير والرحمة، وبدأت بجمع الفتيان المعوزين الذين كانوا يتامى او سافر آباؤهم الى المهجر فلم يبق لهم معيل، وفتحوا لهم مدرسة «الفرندز» الداخلية في بلدتي برمانا التي ولدتُ فيها وترعرعتُ.

«وهناك ضمن جدران تلك المدرسة كان علينا أن نحمل الشعار التركي على صدورنا، ونقوم بتحية العلم التركي عند رفعه صباحاً. فكنا نقوم بذلك بامتعاض والثورة تغلي في صدورنا لأننا كنا نعلم الشيء الكثير عن المظالم التي أنزلها الأتراك بشعبنا وبلادنا. الى أن ظهر بيننا زميل لنا كان أقوانا وأذكانا. صار يجمعنا سراً ويقرأ علينا مقالات «المجلة» التي كان يصدرها أبوه المغترب في الأرجنتين والتي وصلته سراً من مصر بواسطة أحد أصدقاء أبيه. فكان يستولي علينا الحماس عندما نسمعه يقرأ وتضطرم في نفوسنا ثورة كبيرة.

«وكان زميلنا ذاك الذي أصبح شبه قائد لنا، هو أنطون سعاده من الشوير ابن الدكتور خليل سعاده صاحب «المجلة» الصادرة في الأرجنتين.

«لكن برغم امتعاضنا وكرهنا الكبير للأتراك، لم نكن نجرؤ على القيام بعمل ما خوفاً من العقاب أو الطرد من المدرسة.

«الى أن علمنا ذات يوم بأنّ جمال باشا الوالي التركي الذي يقيم في برمانا سيقوم بزيارة للمدرسة. فراح أساتذتنا يتأهّبون لاستقباله، وقالوا لنا إنّ جنابه سوف يستعرضنا وعلينا أن نتدرّب على ذلك.

«ورحنا في اليوم التالي نتدرّب على المشية العسكرية. واختار المدير أقوانا وأجملنا لكي يحمل العلم التركي ويسير في مقدمتنا. وكان انطون سعاده هو الذي وقع الاختيار عليه.

«وكم كانت دهشتنا كبيرة عندما رأينا انطون يرمي العلم التركي أرضاً ويغادر الصفوف الى غرفته. وعندما لحق به الأستاذ المكلف بحفظ النظام، وأذكر ان اسمه كان وديع سعد، سائلاً اياه عن الدافع لتصرفه ذاك، أجابه، والدماء تكاد تفرّ من وجهه بصوت اجشّ يهزه الغضب: «إانسان هتك أمتّي ما بقعد تحت بيرقو، وما بحملو لو هلكت».

«علمنا بذلك من الأستاذ نفسه الذي لم يغضب ولم يشِ بأنطون، بل طيّب خاطره وابتسم له مشجعاً واختار سواه لحمل العلم ذلك اليوم، وهو يقول لنا: «قريباً ينتهي الليل وتطلع الشمس. فما علينا سوى الصبر الى الصباح».

«ومنذ ذلك الحين كبر انطون بأعيننا وازداد تعلّقنا به. وكنت أنا بنوع خاص أحبه لتهذيبه وعطفه عليّ اذ كان دائماً يدافع عني ضدّ الذين يعتدون عليّ من الذين هم أكبر مني سناً.

«والحق أقول إنّ المدة التي قضيتها في تلك المدرسة والاحتكاك بأنطون سعاده والاستماع لأقواله الرائعة، ضمن المدة التي قضيناها سوياً، ما يقارب السنتين، جعلتني أتشرّب روح الحرية، وبدأتُ أثور على كلّ ما أراه مجحفاً بحق الإنسان وحريته واستقلاله.

«هذا وعندما وضعت الحرب الكبرى أوزارها وانهزم الجيش التركي شرّ هزيمة على كلّ الجبهات السورية، لم يفطن أحد في غمرة الفرح والسرور إلى أنّ العلم التركي بقي مرفوعاً على سارية في أعلى المدرسة. وكم كانت دهشتنا كبيرة عندما رأينا انطون نفسه يتسلّق ذلك المكان العالي وينزع العلم التركي عن السارية ويعود به الى الأرض، ويقوم بتمزيقه ارباً ارباً على مرأى من المعلمين والطلاب، أمام تصفيق الجميع وهتافاتهم، مردّداً قول الشاعر:

لا تسقني ماء الحياة بذلّة

وجهنّم بالعز أطيب منزلِ

بعد مدة قليلة غادر أنطون المدرسة لخلاف نشب بينه وبين أحد الأساتذة، فلم أعد أراه أو أعرف عنه شيئاً.

يتابع حبيب ابو حمد: عام 1920 وصلتُ البرازيل، وكان والدي جورج ابو حمد قد هاجر قبلي الى البرازيل قبل اندلاع الحرب الكبرى وأحتلّ مركزاً تجارياً مرموقاً في بلدة اسمها «موجي ميريم» في ولاية سان باولو. وعندما انتهت الحرب أرسل يطلبني للاجتماع ببقية العائلة في البرازيل آملاً بمستقبل مثمر ينسيني ما قضيته في لبنان من الحاجة والفاقة والجوع مع جدة حنونة ضمّتني تحت جناحيها طيلة 14 سنة.

«بقيت مع الوالد سنتين تبيّن لي بعدهما أنّ بقائي الى جانبه لن يؤمّن مستقبلاً كنت أحلم به، فيمّمت وجهي شطر «سان باولو» وليس لدي سوى الأمل والاتكال على الأقدار وما تخبّئه لي من المفاجآت، وكان ذلك عام 1922.

«قصدت شارعاً شهيراً في المدينة الكبيرة اسمه «فلورنسو دي ابريو» حيث كان يعمل اقارب لي. وعندما عرضتُ عليهم امري قال لي احدهم: «عندنا الدكتور خليل سعاده من الشوير، وهو رجل عظيم يصدر جريدة كبيرة ولديه مطبعة عربية. ولعلّك اذا قصدته يدبّر لك عملاً».

«نفذّت ما قاله لي قريبي وقصدت الدكتور سعاده الذي كان مكتبه قريباً. فاستقبلني بلطف وقال لي بعد أن سمع مني ما أريد: يا بني، في الشارع المحاذي واسمه «25 دي مارسو رقم 201» توجد لنا مطبعة فيه مكتب يقوم على إدارته ابني. فخذ هذه البطاقة واذهب إليه لعله يساعدك في تدبير عمل ما. وانت وحظك ونصيبك.

«ذهبت أبحث عن المطبعة في الشارع المذكور الى ان وجدتها. فسألت عن ابن الدكتور سعاده، فقادني رجل أجنبي الى غرفة داخلية كانت تحوي صناديق الحروف العربية. فرأيت شاباً واقفاً أمام أحدها منهمكاً في رصف حروف إحدى المقالات، وظهره إلي.

«لم يلتفت إلينا عندما دخلنا لأنه كان مستغرقاً في عمله، الى أن ناداه مرافقي وقال له بأنّ صديقاً له يريد مقابلته.

«عندئذٍ فقط التفت نحوي وحدق بي. وكم كان مؤثراً وقع المفاجئة عليّ، اذ عرفتُ في ذلك الشاب صديقي الحبيب وزميلي في الدراسة انطون سعاده. انه هو نفسه بطلعته البهية وجبهته البارزة ووجهه الصبوح وابتسامته اللطيفة… ولا يمكن أن يكون سواه.

وكان هو قد عرفني أيضاً فصاح: «حبيب؟ حبيب انت هنا؟!»

«وأفلت المصف من يده وتقدم نحوي مسرعاً يعانقني عناقاً حاراً ويرحب بي. ثم دعاني الى الجلوس وسألني عن حالي باهتمام، فحكيتُ له حكايتي وسلّمته بطاقة أبيه. فصمت يفكر برهة ثم قال لي: ما استطيع ان أفعله هو تعليمك رصف الحروف، فيصير بإمكانك العمل في المطبعة لقاء أجر شهري. وأثناء ذلك الى أن تتعلم وتتقن المهنة تنام حيث أنام وتأكل مما آكل على تواضعه ومن ساواك بنفسه ما ظلمك…

«رضيت طبعاً بما عرضه عليّ وأنا مسرور لذلك، وراح بعد ذلك يعلمني مهنة رصف الحروف الى أن أتقنتها. وكنا نقطن معاً غرفة واحدة تقع فوق غرفة الحروف العربية.

«لم يكن يذهب الى بيت والده لزيارة اخوته إلا يومي السبت والأحد فقط، اذ لم يكن لديه متسع من الوقت لأنه كان وحده يرصف الحروف لثماني صفحات في «الجريدة» من القطع الكبير يومياً. ولم يكن بوسعي وحيداً أن أقوم بذلك لأني لم أكن ماهراً في تلك المهنة بعد، ولم أكن أحسن الرصف بالبورتغالية اذ كانت تصدر بعض الصفحات بهذه اللغة.

«وكانت غرفتنا تحوي سريرين وكرسيين وطاولة و«بابور بريموس» كنا نستعمله لصنع الشاي وطبخ بعض الأطعمة. والجدير بالذكر انه في الليلة الأولى دعاني للنوم في سريره الخاص، وألحّ عليّ بذلك الى أن قبلت على مضض فيما كان هو ينام على رزم من الجرائد رتبها على الأرض.

«في اليوم التالي اشترى لي سريراً رحت استعمله وأنا أشعر بأني سأبقى مديناً له طيلة حياتي. وقد تضاعف تعلقي به وازدادت محبتي له.

«وقد ظلّت هذه حالنا الى آخر ذلك العام 1922 عندما تيقن بأني صرت أستطيع أن أستغني عنه في رصف الحروف، فصار يتركني وحيداً ليقوم بجولة على المشتركين أحياناً، ويساعد والده في إدارة «الجريدة»، وينام عند اخوته في البيت ليشرف على دروسهم، ويعتني بهم.

«ولا بأس أن أروي هنا قصة صغيرة حدثت على ما أذكر في شهر تموز من العام 1922:

أذكر اني كنت صباح ذلك اليوم في المطبعة منهمكاً برصف مقال طويل للدكتور سعاده، فإذا بي أرى أنطون يدخل المطبعة مسرعاً كالعاصفة وهو بادي الغضب أحمر الوجه، دون أن يحيّيني. فيقف امام صندوق الحروف فجأة كأنه ينقضّ عليه انقضاضاً ويمسك المصف، ويبدأ الرصف بسرعة مدهشة دون أن يضع أمامه الورقة اللازمة المكتوبة بخطه او خط أبيه الحاملة المقال كالعادة.

«وقفت أراقبه متعجباً مدهوشاً محترماً صمته ومتهيّباً غضبه، دون أن أجرؤ على سؤاله، الى أن طال الأمر فرحت أتشاغل بربط ما يرصفه ويضعه على الطاولة بالخيطان لأجعل منه «العواميد» المطلوبة للصفحة اللازمة. وهو مستغرق بالرصف ولا يتوقف ولا يتلفت نحوي، الى أن بلغ ما رصفه أكثر من صفحة كاملة من صفحات «الجريدة». عند ذلك فقط تشجعت واقتربت منه وسألته بلطف:

«ما هذا المقال الطويل الذي ترصفه؟ أظن أنّ صفحة واحدة من «الجريدة» لا تتسع له.

فأجابني دون أن يتوقف وهو مقطب الجبين:

دعني انتهي من المقال أولاً، وبعد ذلك نقرّر ما نفعل.

«فتراجعت بعد قليل الى مكان آخر في المطبعة بعد أن بحثت تحت الطاولة على «الورقة التي ينقل منها المقال» وقد ساورني شك بأنها قد تكون سقطت على الأرض سهواً دون أن ينتبه اليها، ولعلمي بأنه سيحتاج اليها حتماً لكي يصحّح المقال عندما ينتهي من رصفه. فلم أجد شيئاً.

«ازداد تعجبي وتضاعف فضولي. ولبثت في مكاني أراقبه وأنتظر بفارغ الصبر أن ينتهي من الرصف كي أطرح عليه بعض الأسئلة.

«ولم أنتظر طويلاً بعد ذلك، اذ رأيته ينتزع السطور الأخيرة من «المصف» ويضعها على الطاولة مضمومة الى سابقاتها. ثم يلتفت الي وقد انفرجت أساريره وتراقصت على ثغره ابتسامة صبوحة ليقول لي:

تعال يا حبيب واسحب لي «صورة» «prova» عن هذا المقال الطويل، لكي اقرأه وأتحقق فيما اذا كان قد جاء كما أردته.

«فتقدمت نحوه كي أنفذ ما طلب. ولكني قبل أن أبدأ سألته والفضول يعذبني:

«لكن قل لي بحق الله اين الورقة التي نقلت عنها هذا المقال الطويل. لقد بحثت عنها فلم أجدها، فكيف رصفته ومن أين أتيت به؟

«فحدق بي ثم رفع يده واضعاً اصبعه على رأسه، وأجاب والابتسامة اللطيفة لا تزال تتراقص على شفتيه: أتيت به رأساً من هنا أيّ من رأسه دون أن أكون بحاجة الى الورقة كواسطة. لم يكن لدي وقت للكتابة على الورق يا حبيب. فأملاه عليّ دماغي رأساً بدون وسيط. لقد عيل صبري وأنا أنتظر أن يكتبه أحد سواي.

«فوقفت حائراً وأنا أكاد لا أفهم ما يقول ولا أصدّق ما أرى. ورحت أمرّ الحبر على سطور المقال لكي أسحب صورة عنه وأنا بادي الحيرة والارتباك.

«وكأنه لحظ حيرتي وارتباكي، فراح يقصّ عليّ قصة «التمثال» الذي ستقدّمه الجالية السورية هدية للبرازيل بمناسبة مرور مئة عام على استقلالها. وقصة المسابقة الشعرية التي أجرتها «اللجنة» بين الشعراء واختيارها أبيات الشاعر فرحات لتنقش على قاعدة التمثال. وكيف أنّ «لجنة التمثال» اخطأت خطأ كبيراً باختيارها تلك الأبيات، ليس لأنها غير لائقة فحسب بل لأنها محقرة لشعبنا وتراثنا ومهينة لشعور المسيحيين والمسلمين معاً برغبتها انتزاع قبر المسيح من القدس وقبر صلاح الدين من دمشق وتقديمهما هدية سائغة للبرازيل إلخ إلخ…

«وأخبرني أيضاً انه انتظر كثيراً أن يتقدّم أحد سواه من المستنيرين والمفكرين فيلفت نظر «اللجنة» الى خطئها فلم يتقدّم أحد، إلى أن فرغ صبره ذلك اليوم وكاد ينفجر، فجاء مسرعاً الى المطبعة ورصف المقال وقال فيه ما كان يجب أن يقوله من دون أن تكون هناك حاجة لكتابته أولاً على الورق.

«وكنت أثناء ذلك اصغي إليه فيما أنا أسحب صورة عن المقال، فتناولها مني عندما انتهيت وراح يقرأ ويصحّح الأخطاء القليلة. ثم أعاده إليّ طالباً مني بعد ان قرأه بتمعّن ان أنشره في عددين متتابعين من الجريدة، على مسؤوليته مكان افتتاحية أبيه.

«ورحت بعد انصرافه أقرأ المقال، ثم أعدت قراءته فيما كانت دهشتي لتصرفه تزداد، وإعجابي بجرأته يبلغ الأوج، وانا أقول لنفسي: لا شك في أنه رجل غير الرجال.

«هذا، ولا حاجة الى القول أنه بعد ذلك راح يتابع رصف مقالاته بنفسه رأساً دون أن يكتبها على الورق كلما أتى إلى المطبعة وخطر له أن ينشر شيئاً ما. وقد ظلّ ينهج هذا النهج في ما بعد في مجلة «المجلة» الى حين توقفها، إلا نادراً.

أزيدك معلومات فأقول أنه كان يمارس الرياضة البدنية يومياً، ويستحمّ بالماء الباردة صباح كلّ يوم مهما كان الطقس بارداً. ومن هواياته السباحة وركوب الخيل والمطالعة ودرس اللغات المختلفة. واني أذكر جيداً اني عندما افترقت عنه عام 1925 بعد توقف «المجلة»، كان يتقن ست لغات هي: العربية والفرنسية والانكليزية والالمانية والبورتغالية والاسبانية» ويطالع بكثرة.

«كنا نذهب صباحاً الى مطعم قريب كان مختصاً بصنع نوع من الأطعمة، وكنا نشتري على قدر ما كان أخي انطون يملك في جيبه من الدراهم، وما أقلها. فكنا معاً نستلذّ بأكل نوع من البطاطا الحلوة لرخصها لأنّ الحالة لا تسمح بالمزيد، وعندما ينتهي المبلغ المرقوم والمخصص لذلك، كان على أخي انطون ان يطلب إليّ الذهاب لجمع الاشتراكات لسدّ المصاريف ومنها الإيجارات والطباعة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى