الردّ الأقوى والأفعل على «إسرائيل» ضربات قاصمة للمجموعات الإرهابية
معن حمية
مع بدء الحرب على سورية، وتشكُّل المجموعات الإرهابية، كشفت تقارير استخبارية وإعلامية عن أنّ العدو الصهيوني وجد موطأ قدم لـ «موساده» على الأراضي السورية، وظهر للعلن وجود صحافيين يهود بين عناصر المجموعات الإرهابية يزوّدون القنوات «الإسرائيلية» بتقارير إخبارية مباشرة، متضمّنة تصريحات لهذه العناصر مرحبة بالصهاينة ونافية العداء معهم، وعلى الشاشة «الإسرائيلية» أعلن أحد الإرهابيين بأنه سيستقبل شارون على الأرض السورية.
تلك الوقائع والمشاهدات رسمت وقتذاك صورة مكتملة تبيّن حقيقة وأهداف الحرب على سورية، وهي ومنذ البداية لم تكن، لا «سلمية» ولا «حرية»، بل كانت حرباً إرهابية بامتياز، هدفها إسقاط الدولة السورية بكلّ مؤسساتها وتدمير سورية بشراً وحجراً وتفتيتها وتقسيمها. وكاذب كلّ مَن يدّعي أنّ بداية الأحداث كانت «سلمية».
بالأمس قصفت الطائرات «الاسرائيلية» محيط مطار المزة قرب دمشق، وسبق هذا القصف بساعات قليلة عملية إرهابية نفّذها انتحاريون ضدّ السكان المدنيين الآمنين في منطقة كفرسوسة. وهذا التزامن في العملين الإرهابيين أعاد إلى الأذهان عبارات الترحيب بشارون من قبل أحد العناصر الإرهابية، وحميمية العلاقة بين المجموعات الإرهابية والعدو الصهيوني، والتي ترجمت تنسيقاً مشتركاً طيلة سنوات الحرب على سورية، من خلال عمليات التسليح والمؤازرة الدائمة، وبمعالجة آلاف العناصر الإرهابية في مستشفيات العدو داخل الأرض الفلسطينية المحتلة.
لـ «إسرائيل» دور أساسي في الحرب على سورية، وصلاتها بالإرهاب أعمق بكثير من صلات الدول الأخرى الراعية لهذا الإرهاب. الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون تعاونوا مع «داعش» و «النصرة»، ومن ثم أدرجوا هذين التنظيمين الإرهابيين على قائمة الإرهاب وتركيا التي كانت تعتمد على «داعش» لاحتلال مناطق سورية وتسلُّمها منها، انفصلت عنها عند مفرق «الباب»، وأبقت على علاقتها مع النصرة بمسمّى آخر والسعودية التي شكلت «النصرة»، ذهبت نحو «جيش الإسلام»، وقطر التي تبنّت «داعش»، انحرفت باتجاه «النصرة»، وحدها «إسرائيل»، تدعم الإرهاب بكلّ فصائله، وهي لا تميّز بين فصيل إرهابي وآخر طالما أنّ الإرهاب يخدم أهدافها.
لذلك، فإنّ العدوان الصهيوني على محيط مطار المزة، لا علاقة له على الإطلاق بشحنات أسلحة لمصلحة المقاومة، لأنّ أسلحة المقاومة الكاسرة وغير الكاسرة، غير مرئية، ولا يستطيع العدو أن يراها، لا من خلال أجهزته الاستخبارية وعملائه، ولا من خلال منظار وزير الحرب الصهيوني السابق عمير بيرتس، ولأنّ صواريخ المقاومة مؤمّنة خسرت «إسرائيل» حرب تموز 2006، وانتصرت المقاومة.
إنّ كلّ عملية قصف ينفذها العدو على مناطق سورية، تأتي في توقيت تكون فيه المجموعات الإرهابية في مواقع محدّدة على شفير الهاوية، وهذا ما يؤكد بأنّ هذا العدو الصهيوني يترجم التزامه بدعم المجموعات الإرهابية من دون حدود، وهو بأيّ ظرف من الظروف لن ينأى بنفسه عن أيّ دور أو محاولة فيها إنقاذ المجموعات الإرهابية من الانهيار.
حينما تعتدي «إسرائيل» وتصعّد وتقصف، معنى ذلك أنّ الإرهاب يتلقى ضربات قاسية. لذلك عندما تكون الضربات قاصمة لظهر المجموعات الإرهابية، سيكون وجع «إسرائيل» كبيراً، فالإرهاب ضالة «إسرائيل» وذراعها لضمان أمنها واستقرارها وبقاء احتلالها.
الجواب على مَن يسأل كيف يكون الردّ على عدوانية «إسرائيل»، قد لا يكون معلوماً قبل حدوثه لكننا نقول بأنّ القضاء على الإرهاب والتطرف هو أولوية الأولويات، وهو الردّ الأقوى والأفعل. فنحن لا نواجه عدواً يهودياً واحداً، بل نواجه دولاً كبرى ومتوسطة وصغرى تدعم الإرهاب، ونواجه يهود الداخل الأشرار.
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي