وظائف «المعارضات السورية» «خريطة طريق للسلام» مع العدو الصهيوني

معن حمية

«خريطة طريق للسلام» مع العدو الصهيوني كشفت عنها الإذاعة «الإسرائيلية» قبل أيام، تنصّ على الانتقال بالعلاقة بين سورية و»إسرائيل» من مرحلة العداء إلى مرحلة الصداقة والتعاون ثمّ التحالف والعلاقات الاستراتيجية، وتشتمل على إنهاء وجود الفصائل الفلسطينية على الأراضي السورية، وغير ذلك من التعهّدات والالتزامات التي يعتبرها العدو الصهيوني أهدافاً له. وتحمل الخريطة اسم وتوقيع «جبهة الإنقاذ السورية المعارضة».

هذا الأمر على خطورته، لم يشكل مفاجأة للذين يعرفون حقيقة دور مئات التشكيلات الإرهابية التي تصنف نفسها معارضة سورية، وضمناً «داعش» و»النصرة» وأخواتهما. فكلّ هذه التشكيلات منخرطة في الحرب على سورية، تمارس القتل والتدمير والتشويه وفقاً لخطة صهيونية ـ استعمارية، هدفها إسقاط دول المقاومة وأحزابها، من أجل تسهيل تصفية المسألة الفلسطينية، وتفتيت بلادنا السورية.

لكن، المفاجأة المدوية، أنّ أخباراً صاعقة تكشف عن أفظع الخيانات وعن عمالة قذرة وعملاء للعدو الصهيوني، باتت لا تلقى ردود أفعال شاجبة. وهذا بحدّ ذاته، يمثل تحدّياً خطيراً، ويحرّض على ضرورة معرفة الأسباب الكامنة وراء غياب ردود الأفعال.

أن يصبح فعل الخيانة وجهة نظر، والتطبيع والتعامل مع العدو موقفاً، والتفريط بالحق والكرامة فضيلة، أهداف سعى وراءها العدو الصهيوني مع حلفائه الغربيين على مدى سنوات الصراع، لكنه لم يبلغ مراده، ولم لم يحقق أيّ خرق إلا بعد أن وظّف دولاً إقليمية وعربية، تولت بدورها الترويج لثقافة التطبيع معه والاستسلام لمشيئته.

إنّ السبب الرئيس وراء خفوت ردود الأفعال على فعل الخيانة والتطبيع، هو نجاح الأنظمة والمملكات والإمارات الحاكمة في العالم العربي بإشغال شعوبها بأولويات وعناوين وهمية، وإبعادها عن الاهتمام بالقضايا المصيرية، وتسخير مئات الفضائيات والإذاعات والصحف والمواقع لهذا الغرض، تماماً كما فعلت عشرات الدول الغربية والإقليمية المنخرطة في الحرب الإرهابية ضدّ سورية، التي استخدمت شعارات الحرية والديمقراطية والتغيير للتعمية على حقيقة أهدافها التي تصبّ في مصلحة «إسرائيل»، وسخرت مواقع التواصل الاجتماعي لبدع «الهاشتاغ» عن كلّ صغيرة تافهة وكبيرة!

عود على بدء، فإنّ «خريطة طريق السلام» ليست الفعل الخياني الأول المسجل باسم مَن يسمّون أنفسهم معارضة سورية، فقد سبق أن أعلن منسق الجبهة المذكورة فهد المصري، في نيسان 2016، أنّ «سورية الجديدة لن تكون قوة معادية لإسرائيل». ودعا العدو لـ»تشكيل مجلس للأمن الإقليمي للتنسيق حول أمن المنطقة»، مؤكداً أنّ دعوته للعدو «واجب أخلاقي ووطني». كما أنّ زميلاً له هو كمال اللبواني زار فلسطين المحتلة مرات عدة، وشارك في مؤتمر هرتسليا الصهيوني، تماماً كما فعل زميل آخر له هو محمد حسين الذي يرأس حركة «سورية السلام» والذي عقد لقاءات علنية ولمرات عدة مع مسؤولين صهاينة. وهناك عشرات المعارضين السوريين الإرهابيين التقوا بمسؤولين صهاينة، وآخرون أطلقوا مواقف عبر وسائل إعلام «إسرائيلية» أكدوا من خلالها علاقتهم بالعدو، ناهيك عن قيام المجموعات الإرهابية بتسهيل دخول عناصر استخبارية وإعلامية «إسرائيلية» إلى الأراضي السورية، ومؤازرتها.

كلّ يوم يتكشف خيط جديد من خيوط المؤامرة على سورية، وتتوضح الصورة أكثر فأكثر عن حقيقة دور مَن يسمّون أنفسهم معارضة سورية، وأنهم ليسوا سوى أدوات تمّ توظيفها لخدمة أهداف صهيونية استعمارية.

وأمام هذه الحقائق الثابتة لدينا منذ الأساس، لا عجب حين يتزامن تفجير إرهابي يضرب في كفرسوسة مع صواريخ «إسرائيلية» تستهدف محيط مطار المزة، أمّا العجب العجاب، هو أن تغيب ردود الأفعال الشعبية على الخيانات الموصوفة.

عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى