وجهات داعش الجديدة: السعودية والمغرب العربي وجنوب شرق آسيا
الظروف العسكرية الصعبة التي يعيشها اليوم تنظيم «داعش»، بعد تواصل العمليات العسكرية عليه في سورية والعراق وضعته في موقف صعب وأزمة كبيرة. وهو ما يمكن أن يدفع بهذا التنظيم الإرهابي، الأخطر على وجه الأرض، للتفكير والبحث جدياً عن سبل تحميه من السقوط والانهيار.
فالمبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، حذر من تحوّل إدلب الى حلب أخرى، في حين أنّ الخبراء في التنظيمات الإرهابية المسلحة، متيقنون من أنّ أفراد تنظيم «داعش» سيفرّون من الموصل ومن إدلب، عبر فتح طرق جديدة وممرات آمنة لمقاتليه، من خلال دول صحراوية أخرى، تتناسب ظروف معيشتها مع أفراد التنظيم وما عايشوه. حيث يقدّر الخبراء، أنّ السعودية أصبحت، مع بداية العام الجديد، الهدف الأول لـ«داعش» إذا اضطر للخروج بشكل كامل من الموصل.
في المعلومات المتوافرة، أنه بعد الهزائم التي يتلقاها «داعش»، لن يكون متماسكاً كتنظيم، أو جماعة. وسيتحرك بأسلوب الهروب الفردي والعمل كخلايا نائمة، تموّل نفسها بنفسها. وهو أسلوب قد يتكرّر في دول المغرب العربي، كالجزائر، التي تعدّ من أكثر الدول المؤهّلة لدخول عناصر «داعش» كأفراد والإقامة فيها، كون التنظيم أرسى فيها بعض القواعد، من خلال بثّ الأفكار المتطرفة بين أعداد كبيرة من المواطنين الجزائريين والمغاربة، خصوصاً بين النساء.
وما ينطبق على الجزائر، ينطبق على المغرب، فالظروف الاجتماعية واحدة. ولكن الخطورة الحقيقية، هي من جنوب شرق آسيا، حيث يسهل الاقتناع بالأفكار المتطرفة هناك.
خلاصة القول، إنّ التنظيم الإرهابي يجهّز نفسه، ليس فقط للهجرة جنوباً وغرباً ولكن أيضاً، لنمط حياة جديد على مقاتليه، لم يعتادوه منذ أن احتلوا مدناً كاملة وصكّوا عملات خاصة بهم وأصدروا هوياتهم الخاصة، ليعودوا مواطنين متخفّين، كلّ في بلده أو مهجره. ولينفرط عقدهم بعدما كانوا قوة، اجتمع العالم ليحاربها.