العبادي: بدأ التحرّك ضدّ «داعش» غرب الموصل

قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إنّ «العالم مَدين للعراق لأنّه يقاتل الإرهاب بالنيابة عنه»، مضيفاً أنّ بلاده «تقاتل منظمة إرهابية وليس عسكرية، واستئصالها يحتاج إلى وقت».

وأشار العبادي خلال مؤتمر صحافي إلى أنّ القوات العراقيّة بدأت بالتحرّك ضدّ «داعش» في غرب الموصل، «حيث بدأ «داعش» يفقد قدراته وقد شهد ضعفاً كبيراً».

كما لفتَ إلى أنّ القوات العراقية أحبطت عشرات العمليات الإرهابية ضدّ المدنيّين عبر تعاونهم مع الأجهزة الأمنيّة، بحيث «نجحنا عسكرياً وأمنيّاً في المعركة ضدّ الإرهاب، لأنّ «داعش» يحاول استهداف المدنيّين».

وإذّ لفتَ إلى تحقيق «نجاح في حماية المدنيّين أثناء معركة تحرير الموصل، وتقليل الجهد العسكري في المدن الآمنة والاعتماد على الجهد الاستخباري»، دعا المواطنين «إلى المحافظة على الإنجازات المتحقّقة وعدم السماح بالعودة إلى الوراء».

ورحّب رئيس الوزراء بـ«التحالف الإسلامي للمشاركة في إعادة النازحين وإعمار المدن المدمّرة».

وبشأن التدخّل الأميركي في العراق، قال العبادي إنّ «انعكاس التدخّل أدّى إلى فوضى وفسح المجال إلى الجماعات الإرهابيّة للدخول»، داعياً إلى تحقيق شامل لتعويض العراقيّين تبعات الدخول الأميركي للعراق عام 2003.

إلى ذلك، أثنت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون على الإنجازات التي تحقّقها القوات العراقية ووصولها إلى درجة الزَّخم المطلوب بالمعركة ضدّ تنظيم «داعش» الإرهابي، وما حقّقته من نصر رمزيّ وعمليّاتي بتحريرها مباني محافظة نينوى ومجلس المحافظة.

وقالت مساعدة وزير الحرب الأميركي لشؤون الأمن الدولي إيليسا سلوتكن خلال مؤتمر صحافي لها، إنّ «القوات العراقية حقّقت نصراً رمزياً وعملياً مهمّاً بتحريرها مبنيَي محافظة نينوى ومجلس المحافظة»، مُعربة عن انبهارها بـ«استمرار النجاحات التي تحقّقها القوات العراقية، ووصولها إلى درجة الزّخم المطلوب بالمعركة ضدّ داعش».

وأضافت سلوتكن، أنّ «داعش يشكّل تهديداً للعالم، ويتطلّب ردّاً دوليّاً لمواجهته»، معتبرةً أنّ «درجة الزخم والضغط المستمرّ عاملان ضروريّان في المعركة ضدّ التنظيم لتطويقه من الجهات كلّها، بسبب قدرته على الاختفاء في مكان ومعاودة الظهور في وقت آخر».

وشدّدت سلوتكن على ضرورة «مواصلة العمل والتنسيق مع الشركاء المحليّين على الأرض لتحقيق النجاحات المطلوبة»، موضحة أنّ «قوات التحالف تعمل مع القوات العراقيّة على هذا الأساس بمراعاة عامل التوقيت الزمني في عمليات الإسناد الجوي»، على حدّ تعبيرها.

ورأت المسؤولة الأميركية، أنّ «الحملة العسكرية ضدّ «داعش» مرتبطة بقدرة القوات العراقية على التحرّك على الأرض، وأنّ عمليات القصف التي تنفّذها الطائرات الأميركيّة وتلك التابعة للتحالف الدولي، مرتبطة بتحرّكات تلك القوات والتنسيق المشترك معها».

كما رحّب المتحدّث بِاسم «قوات التحالف» في العراق، الكولونيل جون دوريان، بـ«التقدّم المستمر الذي تحرزه القوات العراقيّة شرق الموصل»، مؤكّداً أنّ هناك «المزيد من العمل الذي ينبغي فعله»، معتبراً أنّ «أيام داعش في الموصل ستنتهي سريعاً»

ميدانيّاً، خلال عمليات أول أمس، تمكّنت قوات الفرقة السادسة عشر في المحور الشمالي من تحرير حيّي القيروان والكندي. وداومت القوات على تماسها المباشر شرقاً مع منطقة القصور الرئاسية، وشمالاً مع كتلة من الأحياء السكنية ستكون هي الهدف التالي لتحرّكاتها المقبلة، خصوصاً حيّ العربي.

وأمس، حرّرت قوات مكافحة الإرهاب العراقية منطقتي السويس وسنحاريب، وأحياء المهندسين والوزراء والمهندسين الزراعيين وجامع الدولة الكبير في الموصل.

وأفاد مصدر في العراق بانفجار سيارة مفخّخة في منطقة أبو دشير جنوب العاصمة بغداد، ما أدّى إلى استشهاد 5 من عناصر الأمن بعد إبعادهم المواطنين ومحاولتهم تفكيك السيارة المفخّخة.

وكان قد أفاد سابقاً باستشهاد 14 مدنياً وعسكرياً واحداً بانفجار سيارتين مفخّختين في منطقة تلّ يابس التابعة لقضاء تلكيف شمال شرقي الموصل.

وفي حيّ الحدباء، سيطرت استخبارات الجيش على معمل للطائرات المسيّرة التي يستخدمها «داعش» في إلقاء المتفجّرات، ونسف التنظيم ما تبقّى من الجسر الثالث بين الساحلين الأيسر والأيمن للموصل.

من جهته، قال قائد عمليات «قادمون يا نينوى»، الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، إنّ قوّات مكافحة الإرهاب العراقية تمكّنت من تحرير حيّ نينوى الشرقية وسوق الأغنام ومنطقة باب شمس، ورفعت العلم العراقي فوق مبانيها، كذلك كبّدت مسلّحي «داعش» خسائر في الأرواح والعتاد.

وأفاد مصدر أمنيّ بأنّ طيران الجيش وجّه ضربة جويّة بواسطة طائرة مسيّرة. ووفقاً لمعلومات المديرية العامّة للاستخبارات والأمن، أسفرت الغارة عن تدمير آليّة مفخّخة في منطقة وادي عكاب في الجانب الأيمن من مدينة الموصل المحتلّ من قِبل «داعش».

هذا، وكانت خلية الإعلام الحربي التابعة للجيش العراقي أعلنت الاثنين الماضي عن تحرير مرقد النبي يونس وحيّ الشرطة، في الساحل الأيسر من مدينة الموصل شمال العراق.

واعلن المتحدّث الرسمي بِاسم جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، أنّ القوات العراقية استعادت نحو 90 من الجانب الشرقي الأيسر لمدينة الموصل من قبضة «داعش»، في إطار العمليّات الجارية لاستعادة السيطرة على المدينة التي تُعدّ آخر أكبر معاقل مسلّحي «داعش» في البلاد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى