زمكحل: لمعالجة ديون القطاع الخاص بجذب الاستثمارات من الداخل والخارج
لفت رئيس تجمع رجال الأعمال د. فؤاد زمكحل إلى أن «الاقتصاد العالمي يتغير وسط ظروف مختلفة تتزايد فيها نقاط الضعف ومسببات التعثر»، معتبراً أنّ «ما سمي بالربيع العربي أدى إلى تراجع إضافي في مستوى العيش وهناك مشاكل اقتصادية متزايدة قابلة للتفاقم ومصر مثال كبير بما تعانيه على المستويين المالي والاقتصادي».
كلام زمكحل جاء خلال محاضرة بعنوان «نظرة مستقبلية حول الفرص الاستثمارية لرجال الأعمال اللبنانيين في لبنان والشرق الأوسط»، في فندق «لامونيا» القلمون، في حضور عبد الغني كبارة ممثلاً رئيس الحكومة سعد الحريري وأحمد الصفدي ممثلاً النائب محمد الصفدي.
ورأى زمكحل «أنّ أياً من القوى الكبرى لا تقدر أن تعرف مستقبل الأمور في الشرق الأوسط. وإنّ بعض الحروب تؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد في المنطقة ومن هنا قد تكون النظرة المستقبلية للمنطقة مخيفة جداً».
وأعرب عن مخاوفه من «المؤثرات المتعددة على حركة رجال الأعمال في أوروبا، والوقائع في السنوات الأخيرة خير دليل إذ تدفع دول عدة أثماناً كبيرة للأزمات المختلفة. وفي المقابل لا يمكن معرفة نتائج التغير الكبير في الولايات المتحدة مع وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة وقد يكون لذلك تبعات إيجابية وقد لا يكون كذلك خاصة على المنطقة ومن هنا ينبغي الحذر والعمل بحكمة».
ورأى أنّ «التقارب بين أميركا وروسيا قد يكون مفيداً لنا»، وقال: «نتجه إلى تراجع نسبة التوتر في المنطقة وما سينتج عن ذلك، خصوصاً على مستوى إعادة إعمار سورية وهذا مشروع مهم للسوريين».
أضاف: «نحن نريد أن يمر مشروع إعادة إعمار سورية عبر لبنان ومؤسساته وشركاته ومصارفه وعبر طرابلس حيث المرفأ المؤهل الذي يعمل بأقلّ من ثلث طاقته القصوى. ونحن نريد طبعاً أن نعمل مع الشركات الدولية لنأخذ دورنا لا دور غيرنا فبلدنا صغير وشركاتنا كذلك وحجم أعمالنا محدود أيضاً».
ونوّه زمكحل بزيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لدول الخليج العربي، معتبراً أنها مهمة «لإعادة بناء العلاقات مع هذه الدول كما مع عدة قارات ويجب أن نتجه إليها كأفريقيا والشركات اللبنانية فيها كثيرة وناجحة».
وتابع: «هناك أميركا اللاتينية حيث الحضور اللبناني كبير أيضاً فمعظم الفنادق الكبرى أساسها لبناني و12 في المئة من الناتج المحلي مبني على الجهد اللبناني أو من أصل لبناني. وعلينا أن ننظر إلى قارة آسيا أيضاً لا سيما الجنوبية: الهند، إندونيسيا، وباكستان حتى سريلانكا، لأنّ هذه الدول يكبر إنماؤها الآن وربما أكثر من الصين ويمكننا أن نذهب ونستثمر هناك بشركات صغيرة».
وقال زمكحل: «محكومون كرجال أعمال بأن نتقدم إلى الأمام ونجد الفرص وألا ننتظر أو نضيع الفرص وعلينا أن نستفيد من المتغيرات وحيث يمكن للشركات الصغيرة أن تنمو وتكبر. فلبنان مبني على الشركات الصغيرة ومن المهم أن يعمل الشباب العاطل عن العمل من خلال الشركات الصغيرة. وأحيي حاكم مصرف لبنان على الأفكار التي تؤدي إلى النهوض بالاقتصاد. ونحن طبعاً نتحدث دائماً عن الدين العام لكن الأهم هو الدين الخاص يعني دين الأفراد والشركات لدى المصارف اللبنانية. والدين الخاص هذا وصل العام 2015 إلى 55 مليار دولار ما يساوي 110 في المئة من الناتج المحلي. ثمة حاجة لضمانات وقد نصل إلى مشكلة سيولة وعلينا أن نخرج من منطق الشركات العالمية وأن نقلب قسماً من الدين إلى جذب الاستثمارات من الداخل والخارج».
وتناول ملف النفط في ضوء القرارات الأخيرة، داعياً إلى «تسريع الإجراءات وأن نوفر الاستقرار المناسب وأن نستخدم النفط والغاز داخلياً قبل أن نباشر بالبيع مع كلّ الإجراءات المواكبة».