شتاينماير يتوقع حقبة مضطربة
أكد رئيس مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، أن بلاده ستستأنف البرنامج النووي السابق سريعا، في حال أراد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تمزيق الاتفاق النووي معها. في حين توقع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، حقبة مضطربة مع انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدةن تنهي «عالم القرن العشرين القديم إلى الأبد». وطلبت حركة «طالبان» في رسالة وجهتها إلى ترامب، مراجعة السياسة الأميركية تجاه أفغانستان وعدم اتباع التوجهات السابقة.
وقال صالحي في مقابلة مع شبكة «سي بي سي» الكندية، أن إيران لا تريد تمزيق خطة العمل المشترك الشاملة الاتفاق النووي ، لكن في حال قيام ترامب بتمزيقه «يمكننا ببساطة استئناف البرنامج النووي السابق وليس فقط العودة إلى المكان السابق فحسب وإنما يمكننا من الناحية الفنية، الذهاب إلى ما هو أبعد بكثير عما كنا عليه سابقا».
واعتبر صالحي أن عدم تطرق ترامب لإيران، في الكلمة التي ألقاها خلال حفل التنصيب، أمر جيد. واصفا في الوقت نفسه، ما أعلنته الحكومة الأميركية بشأن بناء منظومة دفاعية صاروخية، لمواجهة إيران وكوريا الشمالية، بأنه «هراء»، معتبرا أن هذا القرار السياسي يتعارض مع المنطق، حيث تبلغ المسافة بين بلاده والولايات المتحدة أكثر من 16 ألف كيلومتر، قائلا: لم نفكر أبدا ببناء صواريخ تقطع هذه المسافة.
وكان ترامب وصف خلال حملته الانتخابية، الاتفاق النووي بأنه «كارثة» و«أسوأ اتفاق جرى التفاوض عليه على الإطلاق». وقال إنه قد يؤدي إلى محرقة نووية.
من ناحية ثانية، كتب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في مقالة نشرتها صحيفة «بيلد أم زونتاغ» أمس الأحد، بعد يومين على تنصيب الرئيس الأميركي الخامس والأربعين: «ما هي مفاهيم النظام العالمي التي ستفرض نفسها في القرن الحادي والعشرين. وماذا ستكون معالم عالم الغد. ليس هناك ما هو محسوم، الأمر أصبح مفتوحا تماما. كما هو الحال دائما، عند انتقال مقاليد السلطة، تظهر بعض الشكوك والتساؤلات بشأن المسار الذي ستسلكه القيادة الجديدة».
واعتبر أن على العالم أن يستعد «لحقبة مضطربة»، موضحا أنه «كما في كل مرحلة انتقالية هناك نقاط غموض، لكن في هذه الحقبة من الفوضى الشاملة الجديدة، فإن الأمر يمضي أبعد من ذلك». وشدد على أن «هناك مسائل كثيرة على المحك». ومع ذلك، أشار إلى أن بلاده ستسعى إلى الحوار مع الإدارة الأميركية الجديدة وإلى توضيح «موقفنا وقيمنا ومصالحنا». وأبدى ثقته بأنه «سيجد في واشنطن محاورين يصغون، يدركون أن الدول الكبرى أيضا بحاجة إلى شركاء».
في سياق آخر وفي بيان، صدر في أعقاب تنصيب الرئيس الأميركي، ذكرت «طالبان» أن العنف في أفغانستان سيستمر، إذا واصلت إدارة ترامب اتباع توجهات الإدارتين الأميركيتين السابقتين، بقيادة أوباما وجورج بوش. وقالت، إن الغزو الذي قادته الولايات المتحدة، بدعم قوات التحالف لأفغانستان، أسفر عن دمار وخسائر في الأرواح وخسائر مالية بالمليارات في السنوات الـ16 الماضية، كما أن استخدام القوة أسفر عن تكوين صورة سلبية عن الولايات المتحدة وتزايد الكراهية ضدها.
الجدير بالذكر أن إدارة ترامب لم تكشف النقاب عن سياستها في أفغانستان حتى الآن. غير أن الرئيس التنفيذي لأفغانستان، عبد الله عبد الله، رحب بالتزام ترامب تجاه القوات الأميركية في أفغانستان.