الكشف عن خطة أميركية لإشغال روسيا من3 جبهات
كشف الخبير السياسي الأميركي ستيفن كوهين، عن خطة جهنمية لواشنطن، كانت تريد بها إشعال ثلاث جبهات تطوق بها روسيا، في القرم والقوقاز وأوكرانيا وآسيا الوسطى، فتيلها النازيون و«داعش» و«ممالك الشرق الأوسط».
وأكد البروفسور والمؤرخ والخبير السياسي المخضرم، الذي همشته وسائل الإعلام الأميركية، في حديث بثته إحدى القنوات الأميركية مؤخرا، إنه يلمس أكثر من أي وقت مضى ومنذ 1960 احتمال نشوب حرب حقيقية بين روسيا والولايات المتحدة. وأنه علم بخطط وضعها فريق من كبار المسؤولين الأميركيين، تهدف إلى إشعال مواجهات مسلحة مباشرة مع روسيا، تثيرها أوكرانيا وتركيا وممالك الشرق الأوسط التي سلحتها واشنطن حتى آذانها، على أن يكون تنظيما «داعش» و«القاعدة» الإرهابيان رأس الحربة الأولى في هذه الجبهات. وتقتضي خطة المسؤولين الأميركيين، حسب كوهين، مهاجمة روسيا على ثلاثة محاور هي: أوكرانيا، القوقاز الروسي عبر تركيا وآسيا الوسطى، حديقة روسيا الخلفية منذ عهد الإمبراطورية الروسية وإبان الاتحاد السوفياتي. وإنه من أجل إنجاح خطتهم، اختار الأميركيون سورية منطلقا لـ«داعش». ودبروا انقلابي أوكرانيا وتركيا وشرعوا في القضاء على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن مخططهم لم ينجح إلا جزئيا، ليتحقق في كييف ويفشل في أنقرة.
وأعاد كوهين إلى الأذهان، ما صرح به الرئيس فلاديمير بوتين في شباط 2014 خلال مؤتمر صحافي عقده في سوتشي، عندما كان يتابع أحداثها الأولمبية، حيث قال: «لقد بدأوها قبل أوانها». وهذا يعني حسب كوهين، أن موسكو كانت على علم بخطط الإطاحة بالنظام الشرعي في أوكرانيا، عبر الانتخابات مطلع 2015 بما يخفف على الجانب الأميركي إشعال الجبهة الأوكرانية في خاصرة روسيا.
أضاف: إن الولايات المتحدة تمكنت رغم ذلك، من إنجاح الانقلاب في أوكرانيا، لكن موسكو استغلت انعدام شرعية نظام الانقلابيين الدموي في كييف وأقدمت على ضم القرم إلى قوامها بلا تردد. وانتزعت مفتاح البحر الأسود، بما يتيح لها تغطية المنطقة بالصواريخ وصولا إلى البوسفور وميناء أوديسا الأوكراني ومرافقه وحرمان الأسطول الأميركي من أي ملاذ آمن، يقدر منه على دعم قوات الانقلابيين في كييف، إذا ما هاجموا روسيا.
وأشار كوهين إلى أن الخطة الروسية المضادة في أوكرانيا، تجسدت في دعم موسكو لانتفاضة جنوب شرق أوكرانيا، على كييف. وفي تكبيلها الكتائب القومية الأوكرانية، بما خلص إلى تصفية دماء نظام أحفاد ستيبان بانديرا، راعي النازيين الأوكرانيين، الذي صفاه الجيش الأحمر وقضى على فلول قواته، التي كانت تأتمر مباشرة من قادة هتلر العسكريين ومخابراته.
واعتبر أن الضربة الروسية القاضية والأخيرة على الحلبة الأوكرانية، كانت سياسية بحتة وتمثلت في «اتفاق الاستسلام غير المشروط» في إطار خطة مينسك للتسوية، التي بادرت إليها برلين وباريس استرضاء لموسكو وحقنا للدماء في أوروبا قريبا منهما. لافتا، إلى أن تغيب الولايات المتحدة عن تسوية مينسك لم يأت من فراغ، بل جاء نتيجة لافتقادها أدنى حقوق المشاركة في هذه المفاوضات، بعد أن أعدت لحرب شعواء على روسيا في ثلاث جبهات.
وذكر كوهين، أن الإفصاح عن حرب كبرى ضد روسيا، جاء على لسان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، خلال مفاوضات الاستسلام التي عقدها والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع بوتين، ليكشف الاتحاد الأوروبي بذلك، عن محاولة إقحامه في حرب مدمرة. ويخرج عن طاعة واشنطن وبشروط مجزية لموسكو.
وبالوقوف على الجبهة التركية في خطة واشنطن لضرب روسيا، أشار كوهين إلى أن الوصفة الناجعة التي أعدت لقلب الوضع هناك، تمثلت أولا في تنظيم «ثورة ملونة» في ميدان تقسيم وسط اسطنبول، سنة 2013. وفي الانقلاب العسكري الفاضح والمباشر على السلطة في تركيا، الذي ما صمد في وجهه رجب طيب أردوغان، لولا دعم موسكو. وأكد كوهين، أن روسيا هي التي حذرت الرئيس التركي، حسب مصادر دبلوماسية إيرانية، من هذا الانقلاب ومن مواجهة مصير الزعيم الليبي معمر القذافي، الأمر الذي حمله للاقتناع بضرورة التقارب مع روسيا وإيران على الساحة السورية. وأن أردوغان، كزعيم تركي يتحلى بالمسؤولية، أدرك الجهة التي أرادت الإفادة من اندلاع النزاع بين بلاده وروسيا وحقيقة أن الجانب الأميركي أفرد لتركيا في خططه هذه، دور كبش الفداء. وهذا يعني أن أردوغان رفض الحرب على روسيا ودفع الثمن مرتين.
وذكّر كوهين في حديثه المتلفز، إسقاط الجانب التركي القاذفة الروسية شمال غرب سورية، والتي غدرت بها المقاتلات التركية منطلقة من قاعدة «إنجرليك» التي تحولت لاحقا، إلى نقطة قيادة أدير منها الانقلاب الفاشل على أردوغان، بعد رفض أردوغان الانصياع لقرار إقحام بلاده في الحرب على روسيا.
وأعاد إلى الأذهان على الجبهة السورية، قرار موسكو إرسال قواتها الجوية إلى هناك، لمؤازرة الرئيس السوري بشار الأسد، الذي صمد في وجه تنظيم «داعش» والزمر الإرهابية الأخرى، لتخلص الخطة الروسية المضادة في سورية، إلى دحر الجماعات الإرهابية وانفراد موسكو وأنقرة وطهران في رعاية التسوية بلا أي دور لواشنطن. لكن ستتم دعوة الولايات المتحدة إلى مفاوضات أستانا، لمتابعة مفاوضات الضامنين الجدد للتسوية. وأن موسكو بذلك، تكون أحبطت الهجوم عليها على جبهتين وجمدته على الثالثة في أوكرانيا، منبها لمدى خطورة الوضع هناك، حيث أن «القادة الأميركيين والغربيين وطدوا للزمر النازية هناك».
ودعا كوهين القادة الغربيين إلى الكف عن دعم جميع القوى التي تبرر النازية، تفاديا لنزاع خطر، مستذكرا في هذه المناسبة ألمانيا النازية في بداياتها والتي حازت حتى على إعجاب أفراد العائلة الحاكمة في بريطانيا آنذاك، الذين كانوا يرفعون أيديهم للتحية على الطراز الفاشي.
وختم بالقول: لم يعلّقوا ضربتهم العسكرية لروسيا إلا بفضل حزم فلاديمير بوتين. وبعد أن ولّت تركيا وجهها شطر روسيا. وزالت الغشاوة عن أعين قادة «الناتو» عندما تعرفوا على قدرات القوات الجوية الفضائية الروسية.