الجيش وقوى الأمن ينقذان الحمراء من مجزرة إرهابيّة وحشيّة بعمليّة استباقيّة نوعيّة: إحباط محاولة انتحاري «أسيري» تفجير نفسه بحزام بين روّاد مقهى وتوقيفه بعد عراك مع القوى الأمنيّة
أنقذت مخابرات الجيش وقوى الأمن الداخلي شارع الحمراء مساء أول من أمس من مجزرة إرهابيّة وحشيّة بعد إحباطها عمليّة انتحاريّة للإرهابي عمر حسن العاصي، كان يهمّ بتنفيذها بواسطة حزام ناسف في مقهى كوستا.
وتبيّن أنّ الإرهابي المذكور لبناني الجنسيّة من صيدا 18 عاماً ، كان يضع الحزام تحت سترته، وقد تمّ توقيفه ونقله إلى أحد مستشفيات المنطقة بعدما كان أُصيب في خلال احباط العملية.
ولاحقاً، صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: «في عمليّة نوعيّة ومشتركة بالتنسيق مع فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، أحبطت قوّة من مديرية المخابرات حوالى الساعة 10.30 من مساء أول من أمس، عملية انتحارية في مقهى «كوستا» في منطقة الحمراء، أسفرت عن توقيف الانتحاري المدعو عمر حسن العاصي الذي يحمل بطاقة هويّته، حيث ضبطت الحزام الناسف المنوي استخدامه ومنعته من تفجيره. وقد حاول الموقوف الدخول عنوة إلى المقهى، ما أدّى إلى وقوع عراك بالأيدي مع القوة العسكرية، ونُقل على الأثر إلى المستشفى للمعالجة».
وإلحاقاً بالبيان السابق، أعلنت قيادة الجيش أنّ قوّة منه «دهمت المبنى الذي يقطنه الإرهابي العاصي في منطقة شرحبيل – صيدا، حيث أوقفت أربعة أشخاص من المشتبه فيهم.
كذلك، تبيّن بنتيجة كشف الخبير العسكري على الحزام الناسف أنّه يحتوي على 8 كلغ من مواد شديدة الانفجار، بالإضافة إلى كميّة من الكرات الحديدية، وذلك بهدف إيقاع أكبر خسائر بالأرواح. وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص».
وأُفيد أنّ الجيش صادر جهاز كمبيوتر من منزل العاصي، فيما تمّ توقيف شقيقيه وعدد من أقاربه من آل بخاري وآل حبلي للتحقيق معهم.
ونُقل عن معارف العاصي في صيدا، أنّه كان من أتباع إمام مسجد بلال بن رباح في عبرا سابقاً الموقوف في سجن روميه أحمد الأسير، وأنّه شارك في معظم الأحداث الأمنيّة والاعتصامات التي كان ينظّمها الأسير، وخلال الاشتباكات الدامية بين الجيش اللبناني ومسلّحي الأسير في عبرا، أُصيب العاصي بجروح، وأُدخل إلى المستشفى، علماً أنّه يعمل ممرّضاً في مستشفى حمّود الجامعي في قسم الأطفال الطبقة السابعة، وعاده في المستشفى بعض الجهات الرسميّة في المنطقة.
إشادات
وأشادت شخصيّات سياسية بالإنجاز، وفي مقدّمهم رئيس الجمهورية ميشال عون الذي هنّأ القوى «التي نفّذت العملية الاستباقية، ما أنقذ روّاد المطعم من مجرزة محقّقة».
وكان رئيس الجمهورية تابع تفاصيل العملية منذ ليل أول من أمس، واطّلع على كلّ المعطيات المتعلّقة بها.
كما هنّأ رئيس الحكومة سعد الحريري مخابرات الجيش وفرع المعلومات على إحباط العملية الانتحارية، وقال في تغريدة عبر «تويتر»: «وحدتنا تحمي الوطن والمواطنين».
ومساء أمس، تفقّد الحريري يرافقه وزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير الدفاع يعقوب الصراف مقهى «كوستا».
كما هنّأ الرئيس نجيب ميقاتي عبر «تويتر» اللبنانيّين على «إحباط استخبارات الجيش وفرع المعلومات بجهد مشترك العمل الإرهابي الذي كان يُخطَّط للبنان»، وقال: «حمى الله لبنان من كلّ الشرور والمخاطر».
من جهته، اعتبر الوزير الصرّاف، «أنّ مثل هذه الإنجازات هي خير دليل على المتابعة الحثيثة للملفّات الأمنيّة، والسهر الدائم على أمن الوطن والمواطن».
وزار وزير الأشغال العامّة والنقل المحامي يوسف فنيانوس، قائد الجيش العماد جان قهوجي، حيث قدّم له التهاني بـ«الإنجازات الأمنيّة المتواصلة التي تُوّجت بإلقاء القبض على انتحاري الحمراء قبل تفجير نفسه».
كذلك، حيّا وزير الشباب والرياضة محمد فنيش، قيادة الجيش اللبناني والقوى الأمنيّة «على عملها الرائع، ممّا جنّب بلدنا والأبرياء والمدنيّين ما كان يمكن أن يتسبّب فيه هذا المجرم بمأساة أو سقوط ضحايا، وما يترتّب عليه من تأثيرات سلبيّة على الصعيد الأمني والاقتصادي، وهذا يُثبت أنّ العمل الأمني يرتكز على المعلومات والمبادرة والوقاية، لا أن ننتظر المجرم حتى يقوم بعمله لنلاحقه»، مضيفاً: «وهذا يحتاج أيضاً إلى تعاون بين مختلف القوى الأمنيّة وبين الناس لتكون أعيناً ساهرة من أجل الوصول إلى إنهاء هذه الشبكات، أو من أجل إتمام ما يقوم به الجيش والقوى الأمنيّة من تفكيك هذه الشبكات، والمقاومة من تصدٍّ ومبادرة في مواجهة المشروع التكفيري قبل أن يصل إلى قرانا وبلداتنا ومدننا».
بدوره، اعتبر وزير المهجّرين طلال أرسلان، أنّ العمليّة الاستباقيّة لمخابرات الجيش وشعبة المعلومات «تثبت القرار الحازم والجدّي لدى الدولة بالإمساك بالوضع الأمني»، وقال: «كلّ التقدير والشكر لهذين الجهازَين على جهودهما الجبّارة».
وقال عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب ياسين جابر، خلال جولة في النبطية: «أمام هذه العمليّة النوعيّة والصيد الثمين لقوانا الأمنيّة، نقف معهم ووراءهم من خلال تأمين كلّ الإمكانات لهم للتميّز في أعمالهم الأمنيّة في محاربة الإرهاب، سواء أكان على الحدود الشرقية والشمالية أو في الداخل. ذلك أنّ محاربة الإرهاب هذه الأيام أولويّة، وهو الذي لا يميّز بين طائفة وأخرى أو بين منطقة وأخرى، إنّما هدفه ضرب الاستقرار والأمن في ربوع وطننا لبنان».
ورأى عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب قاسم هاشم، أنّه «مرة جديدة تثبت الأيام والتجربة، أنّ الاستثمار على الأمن هو أهم استثمار وطني في مواجهة الإرهاب الذي ما زال يضع وطننا في دائرة استهدافاته».
وأضاف: «وحده الموقف الوطني يستطيع تحصين الواقع في ظلّ الإرهاب الذي لا يقف عند حدود وطن أو دين أو هويّة، إنّما هويّته القتل والدمار والخراب».
فاعليّات وروحيّون
وأثنى رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، على «الإنجازَين الأمنيّين في يوم واحد، يشهد لهما في إنقاذ الآمنين من شرّ الإرهابيّين المتربّصين شرّاً باستقرارنا وسلامتنا».
وقال في تصريح: «الإنجاز الأمني، اللافت بنوعيّته، الذي حقّقته استخبارات الجيش بالتعاون الوثيق مع شعبة المعلومات، وباغتت فيه حامل الحزام الناسف التكفيري عمر العاصي لتنفيذ تفجير في مقهى الكوستا في شارع الحمراء في بيروت، يُسجَّل للساهرين أمنيّاً على سلامتنا بأحرف من ذهب».
وتابع: «ما كادت استخبارات الجيش تستعيد حرية المواطن سعد ريشا بعد ثلاثة أيام على اختفائه، وبتدخّل مباشر من رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، حتى جاء الكشف المباغت للإرهابي في وكره قبل أن يتحرّك، والذي كان سيفجِّر حزامه في شارع الحمراء. والسهر الأمني المتواصل لمواجهة أيّة عملية يقوم بها الإرهاب في أيّ شبر على الأراضي اللبنانية، هو في مثابة المرصاد الساطع لكفاءة الأجهزة الأمنيّة في لبنان».
ورأى رئيس حزب «القوات» سمير جعجع، أنّ إحباط العمليّة «يثبت أنّ الدولة قادرة قديرة عندما يكون هناك من قرار سياسي واضح بشأن ما»، وقال: «هذا الأمر يعطينا مزيداً من الأمل بقيام دولة حقيقية وقادرة في كلّ المجالات في لبنان، بدءاً من تفكيك شبكات الخطف والفدية في البقاع، مروراً بتنظيف الإدارة من كلّ فساد، وليس انتهاءً بالدفاع عن كلّ شبر من لبنان».
وهنّأ نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان الجيش والقوى الأمنيّة، بـ«الإنجاز الكبير»، وطالب السياسيّين بأن «يشكّلوا شبكة أمان سياسي تحمي الاستقرار السياسي للوطن، وتدعم الجيش والقوى الأمنيّة في بسط الأمن وحماية الاستقرار وصون الحدود ومنع كلّ الاختراقات بما يحفظ لبنان واستقرار شعبه، وعليهم أن يوفّروا كلّ الدعم العسكري واللوجستي المطلوبَين بما يسهّل مهام الجيش في بسط الأمن والاستقرار، فضلاً عن توفير المناخات السياسية الهادئة التي يحتاجها وطننا من خلال الابتعاد عن المناكفات ونبذ الكيديّة والخلافات».
من ناحيته، أعلن مُفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، «أنّ صيدا حرصت، وما تزال، على القانون والنظام، والتمسّك بالعدل والاعتدال والمحبة والسلام بين الناس جميعاً»، معتبراً في بيان، «أنّ الاعتداء على الآمنين هو أمر ترفضه صيدا، كما ترفضه كلّ المواثيق الإنسانيّة والحضاريّة والدينيّة والأخلاقيّة».
وقال: «إنّنا وفي ظلّ هذه الأجواء والظروف الصعبة التي نعيش، وفي ظلّ ما حدث ويحدث من حولنا، أحوج ما نكون للتوجّه بكلّ الأساليب والوسائل لتربية شبابنا وأبنائنا على الفهم الحقيقي للإسلام، وما يحمله من مضامين، ومن قِيم محبة ورحمة واعتدال وسلام، إن كان في مدارسنا أو في مساجدنا».
وختم سوسان بتوجيه التحيّة إلى الجيش اللبناني وإلى كلّ القوى الأمنيّة الساهرة على أمن الوطن والمواطن.
ورأى عضو المجلس المركزي في حزب الله، الشيخ نبيل قاووق، أنّ ما حصل في منطقة الحمراء «يؤكّد مجدّداً خطورة الإرهاب التكفيري على لبنان، الذي ما زال في دائرة الاستهداف منه»، موجّهاً «التحية والشكر والامتنان للجيش والأجهزة الأمنيّة على إنجازاتها في كشف العصابات التكفيريّة والانتحاريين، وهذا يوجب مجدّداً أن نعمل على عملية استباقية لاستئصال وجود «داعش» و«النصرة» في جرود عرسال ورأس بعلبك».
كما هنّأ إمام مسجد الغفران في صيدا، الشيخ حسام العيلاني، مخابرات الجيش وفرع المعلومات على إحباط العملية الانتحاريّة الإرهابيّة، وقال: «ما تمّ تداوله بأنّ الانتحاري من صيدا وينتمي إلى جماعة الأسير، نؤكّد أنّ صيدا عاصمة المقاومة ترفض هذه الأعمال الإرهابيّة العدوانيّة».
وختم بالقول: «ليس جديداً أن يخرج من جماعة الأسير انتحاري، وكلّنا يذكر جيداً معين أبو ظهر الذي فجّر نفسه أمام السفارة الإيرانية في بيروت، ما يعني أنّ التعبئة الخاطئة والتحريض هو الذي يتسبّب بقتل الأبرياء وبخراب وطننا لبنان».
ورأى رئيس حركة «الإصلاح والوحدة» الشيخ ماهر عبد الرزّاق، أنّ «هذه الإنجازات تبعث الطمأنينة في نفوس المواطنين وتزيد ثقتهم بمؤسساتهم الأمنيّة الناجحة، والتنسيق بين الجيش والشعب والمقاومة أثبت جدارته وأثمر الأمن والاستقرار».
وتوجّه رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي مهنّئاً، بِاسمه وبِاسم المجلس البلدي في المدينة، مخابرات الجيش وفرع المعلومات على إحباط العمليّة الإرهابيّة في شارع الحمراء.
ورأى الأمين العام لـ«التيار» الأسعدي المحامي معن الأسعد، «أنّ إحباط القوى الأمنيّة للعملية الانتحاريّة في أحد مطاعم الحمراء يُعتبر إنجازاً نوعيّاً، وأنّ الجيش والقوى الأمنيّة في يقظة وجهوزيّة تامّة من أجل الحفاظ على أمن اللبنانيّين وسلامتهم واستقرار لبنان»، مؤكّداً «الحاجة والضرورة الوطنية لدعم المؤسسة العسكرية والوقوف معها، وعدم زجّها في تجاذبات ومصالح الطبقة السياسية الضيقة من أجل مواصلتها ضرب الإرهاب، وكشف خلاياه النائمة والمتحرّكة».
وختم الأسعد: «ما نحتاجه في هذه المرحلة هو الوحدة والتماسك، ووضع مصلحة الوطن والمواطن فوق مصالح السياسيّين، الذين لا هم عندهم سوى تحقيق المكاسب والمواقع السلطويّة وتكديس الثروات».
كذلك، نوّه رئيس تيار «صرخة وطن» جهاد ذبيان، بـ«إحباط العملية الانتحارية التي كادت أن تقع في شارع الحمراء في العاصمة بيروت، والتي كانت تستهدف كلّ لبنان من أقصاه إلى أقصاه، لولا الجهود الجبّارة التي بذلها جهاز المخابرات في الجيش اللبناني، بالتنسيق مع فرع المعلومات، ما أدّى إلى إحباط هذا العمل الإرهابي الغادر».
ولفتَ في بيان إلى أنّ «إحباط الأعمال الإرهابية على امتداد مساحة الوطن هو نتاج ثلاثيّة الجيش والشعب والمقاومة». أضاف: «ها هي الجهود تتضافر بين الأجهزة الأمنيّة وأمن المقاومة، وتُترجم بإحباط المخطّطات الإرهابية في الشمال وبيروت، وهو ما يزيد ثقة اللبنانيين بمؤسساتهم الأمنيّة الساهرة على حفظ أمنهم».
وختم ذبيان داعياً إلى «حالة طوارئ شعبيّة وأمنيّة وسياسيّة في مواجهة المشروع الإرهابي الذي يستهدف كلّ الوطن»، لافتاً إلى أنّ «الإرهاب يريد أن يقوّض أمن لبنان مجدّداً بعد التفجيرات الدمويّة، ولكنّنا نعوِّل على يقظة الدولة ومختلف أجهزتها الأمنيّة، وعلى الشعب اللبناني في التنبّه من المشاريع المشبوهة وإسقاط كلّ المشاريع الهادفة إلى النَّيل من أمن واستقرار لبنان واللبنانيّين».
كما أشاد التحالف المدني الإسلامي في لبنان بالإنجاز الأمني.