عبد اللهيان: أمن واستقرار إيران من أمن واستقرار لبنان ونعوّل على دور «القومي» الطليعي قانصو: حريصون على ترسيخ العلاقات المشتركة وتطويرها

أكد المستشار الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان أن الحل السياسي هو الوحيد المتاح لنهاية الأزمة السورية. وشدّد على أن أمن واستقرار إيران من أمن واستقرار لبنان. ونوّه عبد اللهيان بدور الحزب السوري القومي الاجتماعي في مواجهة الإرهاب والعدو الصهيوني وحيا شهداءه، وأشاد بمواقفه الثابتة على كل الصعد.

بدأ عبد اللهيان على رأس وفد إيراني ضمّ السفير في بيروت محمد فتحعلي، زيارة للبنان، استهلها من مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتم عرض الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية.

بعد اللقاء قال عبد اللهيان: كانت فرصة خلال اللقاء كي نتداول مع الرئيس بري في التطورات الإقليمية كافة، خصوصاً المجريات في الساحات السورية واليمنية والفلسطينية. ونظراً للدور المحوري والمركزي الذي تشغله القضية الفلسطينية والقدس الشريف، تنوي الجمهورية الاسلامية الإيرانية عقد مؤتمر دولي لدعم واحتضان ومؤازرة القضية الفلسطينية المحقّة والعادلة في العاصمة الإيرانية طهران. وأجرينا محادثات قيّمة ومفيدة مع حول كل الامور المرتبطة بعقد هذا المؤتمر وإنجاحه، إن شاء الله. وكانت هناك وجهات نظر سياسية مشتركة بيننا وبين دولته تجاه كل الامور والخطوات التي تنجز في هذه الفترة من أجل حل سياسي للازمة السورية من خلال مفاوضات الاستانة.

وأكد عبد اللهيان أن الحل السياسي هو الطريق الوحيد المتاح لإيجاد نهاية للأزمة السورية، ولكن هذا الأمر بطبيعة الحال لن يثنينا عن دعم الجمهورية العربية السورية في مواجهتها للإرهاب والإرهابيين. أيضاً الأزمة اليمنية والأزمة البحرينية ليس لها من أفق سوى الحل السياسي. تمنى أن تؤدي كل الجهود التي تبذل في هذه المرحلة من أجل حل كل الملفات الإقليمية العالقة. وتمنى أن يبادر العالم الإسلامي والعربي الى التركيز على القضية الفلسطينية المركزية والمحقّة والعادلة .

وزار عبد اللهيان رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير علي قانصو في مركز «القومي»، يرافقه السفير فتحلي وعدد من المستشارين. وحضر اللقاء الى جانب قانصو، عضو الكتلة القومية النائب مروان فارس، عميد الخارجية حسان صقر، عميد الإعلام معن حمية والعميد وائل الحسنية.

جرى خلال اللقاء عرض الأوضاع في لبنان وسورية وفلسطين والمنطقة، وتحديات الإرهاب التي تواجه شعوب العالمين العربي والاسلامي والمجتمعات قاطبة، وكان تشديد على ضرورة مواجهة الإرهاب وإرساء أسس الاستقرار، وذلك من خلال الدفع نحو الحل السياسي في سورية على قاعدة وحدة الدولة وسيادتها.

واعتبر المجتمعون أن المسألة الفلسطينية التي تمثل القضية المركزية والمحورية، التي يجب أن تكون في رأس قائمة الأولويات، وعليه كان التأكيد على مواجهة الأخطار الصهيونية التي تتهدّدها، في ظل العدوانية الصهيونية المستمرة ضد الفلسطينيين، واستمرار عمليات القتل والاستيطان والتهويد.

وقد نوّه عبد اللهيان خلال اللقاء بدور الحزب السوري القومي الاجتماعي في مواجهة الإرهاب والعدو الصهيوني وحيّا شهدائه، وأشاد بمواقفه الثابتة على كل الصعد. وقدّم في نهاية الزيارة هدية رمزية لقانصو.

قانصو

وقدّم قانصو من جهته، عرضاً سياسياً شاملاً يعكس رؤية الحزب حول مختلف القضايا، وشكر موقف المسؤول الإيراني والقيادة الإيرانية لناحية تأكيد أهمية دور الحزب وشهدائه وتضحياته في مواجهة الإرهاب والعدو الصهيوني، مؤكداً حرص الحزب القومي على العلاقة المشتركة وتعزيزها، ومشيداً بمواقف إيران الصادقة والحاسمة في دعم مقاومة شعبنا في لبنان وفلسطين، والدفاع عن المسألة الفلسطينية والوقوف الى جانب سورية في مواجهة الحرب الإرهابية الكونية التي تشنّ ضدها.

وأكد قانصو أن إيران ومنذ انتصار الثورة الإسلامية وقفت الى جانب فلسطين، ولعبت دوراً أساسياً وبناءً في دعم نضال شعبنا، لافتاً أهمية المبادرات الإيرانية ودعوتها الى مؤتمر حول فلسطين، مشدداً على ضرورة أن يؤكد المؤتمر حق المقاومة في مواجهة الاحتلال الصهيوني.

وأبدى قانصو حرصاً على تعزيز العلاقات بين لبنان وإيران على المستويات كافة، خصوصاً في المجالات الاقتصادية والتنموية. لافتاً إلى أن إيران وقفت دائماً الى جانب لبنان وشعبه ومقاومته، وهي على الدوام تُبدي استعداداً للتعاون بما يصبّ في مصلحة لبنان.

وأطلع قانصو المسؤول الإيراني على ما تمّ إنجازه في لبنان لجهة انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة، وتحصين استقرار لبنان في مواجهة الإرهاب، معتبراً أن الخطوة الأساس التي تساهم في عملية التحصين هي قانون انتخابات جديد يقوم على النسبية، ونحن نتطلع وندفع باتجاه إقرار مثل هذا القانون، لأنه الأمثل للبنان ويحقق صحة التمثيل.

وبعد الزيارة صرح عبد اللهيان للصحافيين قائلاً: كانت فرصة طيبة جمعتنا بمعالي الوزير الصديق، حيث تحدّثنا معه حول التطورات الجارية كلها في المنطقة وركّزنا على الشأنين اللبناني والفلسطيني. وأيضاً اغتنمنا هذه المناسبة كي نقدم إلى معاليه ومن خلاله إلى الحكومة واللبنانيين كافة التهنئة على كل الإنجازات السياسية الهامة التي تحققت في لبنان في الآونة الأخيرة، إضافة إلى الانجازات الأمنية في مجال مكافحة ومواجهة الإرهاب الآثم.

أضاف: «نحن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية نعوّل على أهمية الدور الطليعي والهام الذي يقوم به الحزب السوري القومي الإجتماعي، في مجال انضمامه وانتمائه إلى محور المقاومة والممانعة في هذه المنطقة.

ونحن نعتبر أن إيران ولبنان يقفان في خندق واحد، وبالتالي نعتبر أنّ أمن الجمهورية الاسلامية الإيرانية واستقرارها هو من أمن واستقرار الجمهورية اللبنانية الشقيقة».

وقال: «من الأمور الأساسية والهامة التي تم التداول فيها ضرورة تضافر كل الجهود المخلصة والدؤوبة في العالمين الإسلامي والعربي من أجل احتضان القضية الفلسطينية المحقة والعادلة ومؤازرتها».

وختم بالقول: «نحن نعتبر أنّ لبنان الشقيق لطالما كان له دور أساسي في محور المقاومة والممانعة، في مجال احتضانه للقضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني المجاهد، وفي مجال وقوف بشكل صلب ومقاوم بوجه العدو الصهيوني الغاشم، لذلك نحن نعوّل كثيراً على أهمية الدور اللبناني المقاوم».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى