لافروف: نتائج لقاء أستانة شكّلت نقلة نوعيّة لتسوية.. وبحثنا محاربة «داعش» مع «المسلّحين»

قال وزير الخارجية سيرغي لافروف أمام مجلس الدوما، إنّ نتائج اجتماع أستانة يرتقي بالتسوية السوريّة إلى مستوىً جديد. وأشار إلى أنّ مسوّدة الدستور الجديد التي قُدّمت للمسلحين تأخذ بالاعتبار موقف دمشق والمعارضة ودول المنطقة، موضحاً أنّ مشروع الدستور السوريّ الذي وُزّع في أستانة يعتمد على اقتراحات الحكومة والمعارضة معاً.

وأضاف لافروف، «لقد بحثنا مع المعارضة السورية المسلّحة في أستانة آفاق محاربة تنظيم «داعش» سوياً»، مشيراً إلى أنّ نتائج اللقاء تمثّل نقلة نوعيّة في الجهود المشتركة لتسوية الأزمة السوريّة.

وزير الخارجية الروسي أكّد على تكثيف الجهود المشتركة مع تركيا وإيران ودول أخرى لتسوية الأزمة السورية.

وفي السِّياق، أكّدت وزارة الخارجية الروسية أمس، أنّ لافروف سيلتقي غداً الجمعة بممثّلي «المعارضة السورية» في العاصمة موسكو.

وكان رئيس الوفد الروسي ألكسندر لافرينتييف إلى مفاوضات أستانة قد قال إنّ وفد المعارضة السورية المسلّحة سيزور موسكو الجمعة.

وأكّد مسؤول في المعارضة، أنّ الاجتماع في موسكو مع وزير الخارجية الروسي سيكون تشاوريّاً، مشيراً إلى أنّ هدفه عرض وجهة نظر المعارضة حول السَّبيل الأفضل لإنجاح جولة المفاوضات المقبلة في جنيف.

إلى ذلك، أعلن حسين جابري أنصاري نائب وزير الخارجية الإيراني، أنّ بلاده لن تنظر في مطالبة المعارضة السوريّة بسحب وحدات القوات الإيرانية من سورية، معتبراً ذلك «تصريحات ضعيفة وخسيسة».

وقال أنصاري في حديث لوكالة «نوفوستي» الروسيّة: «لن ننظر في هذه التصريحات ولن نردّ عليها، لأنّها تصريحات ضعيفة وخسيسة لأطراف ورّطت نفسها والشعب السوري ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها في المحنة»، مشيراً إلى أنّ هذه القوى منحازة وتفسّر حلول الأزمة بشكل غير واقعيّ.

وأضاف أنّ المشاكل في سورية نشأت بسبب تفكير الجماعات المسلّحة التي سعت إلى تحقيق نتائج سريعة منذ بداية الأزمة بعد سقوط النظام الحاكم، إلّا أنّها وضعت نفسها في حالة حرجة.

وأكّد الدبلوماسي الإيراني: «نسعى بالتعاون مع شركائنا من روسيا وتركيا إلى وضع حدّ لهذه المأساة وإطلاق مرحلة جديدة في حياة سورية، التي يحقّ لشعبها أن يقرّر مصيره ومصير بلاده بشكل مباشر».

من جهةٍ أخرى، قال أنصاري إنّ أول لقاء روسي إيراني تركي على مستوى الخبراء حول إنشاء آليّة للرقابة على الهدنة في سورية قد جرى في أستانة، مؤكّداً أنّ اللقاء الثاني سيُعقد بعد أسبوع أو أسبوعين، وسيتعيّن عليه إكمال الإجراءات الخاصّة بإطلاق عمل الآليّة.

وأكّد نائب وزير الخارجية الإيراني، أنّ أهم نتائج مفاوضات أستانة يتمثّل في توصّل الدول الضامنة الثلاث إلى اتفاق على إنشاء لجنة تضمّ ممثّلين عن الدول الثلاث لمراقبة تنفيذ الهدنة ووقف القتال في سورية.

هبوط حوّامات أميركيّة

أكّدت مصادر أهلية بدء هبوط حوّامات تابعة للتحالف داخل القاعدة في الشمال السوري، والتي من المتوقّع أن تُستخدم للتدريب قبل معركة ريف دير الزور من خلال تدريب ما يُسمّى بـ«مقاتلي «المجلس العسكري» لدير الزور، الذي تمّ الإعلان عنه مؤخّراً بإشراف خبراء عسكريّين أميركيّين وبريطانيّين وفرنسيّين.

ويسعى الكرد والتحالف الدولي لاستقطاب أبناء قبيلة البكارة لزجّهم بعمليات عسكرية لصالح التحالف الأميركي والوحدات الكرديّة، وذلك لقطع الطريق على شيخ القبيلة نواف البشير، الذي عائد إلى دمشق مؤخّراً ويعتزم تشكيل جيش عشائري لتحرير ديرالزور من «داعش»، في حين التقت قيادات كرديّة بعض وجهاء العشائر من قبيلة البكّارة لحثّهم على دعم الوحدات الكرديّة وعدم الانخراط في مشروع البشير في المنطقة، والانخراط في المشروع الأميركي المشبوه.

وتُعتبر هذه القاعدة الأميركية الثالثة في محافظة الحسكة بعد مطار أبو حجر في ريف رميلان القاعدة الرئيسية وقاعدة اللايف ستون بالقرب من سدّ الحسكة الغربي على الطريق بين الحسكة وبلدة تلّ تمر، والتي أكّدت مصادر عدّة أنّ الأميركيّين كثّفوا استخدامها مؤخّراً لنقل معدّات وخبراء لدعم معركة ريف الرقة الشمالي التي تخوصها وحدات حماية الشعب الكرديّة بغطاء جوّي من التحالف الدولي.

كما أنّها تُعتبر القاعدة الأميركيّة السادسة في سورية، فبالإضافة إلى قواعد الحسكة الثلاث، هناك قاعدتَين في تلّة مشته نور وخراب عشك في ريف مدينة عين العرب بريف حلب الشمالي، وقاعدة معمل لافارج للإسمنت القريبة من الطريق الدولي حلب/الرقة.

ميدانيّاً، سيطر الجيش السوري على بعض مواقع تنظيم «داعش» في ريف حمص، فيما استمرّت الاشتباكات بين مسلّحي جبهة فتح الشام النصرة سابقاً وفصائل مسلّحة معارضة في ريف حلب الغربي وبعض مناطق إدلب.

وكان مصدر عسكري سوري أعلن أنّ وحدات الجيش حقّقت تقدّماً جديداً في منطقة التيفور بالريف الشرقي لحمص، وذلك باستعادة السيطرة الكاملة على منطقة بئر الفواعرة جنوب مطار التيفور بنحو 15 كم، بعد عمليات مكثّفة سقط خلالها العشرات من إرهابيّي «داعش» بين قتيل وجريح، وأوضح المصدر أنّ هجوم الجيش أدّى أيضاً إلى تدمير العديد من المواقع والآليّات الثقيلة والعتاد والأسلحة لإرهابيّي «داعش»، مشيراً إلى أنّ التقدّم الجديد للجيش وفرض السيطرة على منطقة بئر الفواعرة من شأنه تأمين مطار التيفور بشكل كامل، ومنع أيّ هجوم إرهابيّ محتمل عليه.

وكانت وحدات من الجيش السوري قد استعادت مطلع الأسبوع الحالي السيطرة على مفرق القريتين الاستراتيجي وبئر المرّ وتلّة التياس في منطقة التيفور.

كما قضت وحدات من الجيش السوري على 10 إرهابيّين من تنظيم «داعش»، خلال قصف استهدف تجمّعات ومحاور تحرّكهم على طريق خان المنقورة – مثلث تدمر في أقصى ريف دمشق الشمالي الشرقي على أطراف البادية.

وفي حين واصل الطيران الحربي استهداف مواقع تنظيم «داعش» في مدينة دير الزور ومناطق أخرى في محيطها وفي ريفها وسط اشتباكات بين وحدات من الجيش وعناصر التنظيم في محيط مطار دير الزور العسكري، أعلن مصدر عسكري أنّ وحدات الجيش أحبطت بتغطية من الطيران الحربي هجوماً لتنظيم «داعش» على مطار دير الزور خلال الساعات الماضية، بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر التنظيم الذين شنّوا هجوماً على محورَي الساتر الشرقي للمطار وقرية الجفرة – بيت دغيم شمال شرقي المطار.

كما أفاد المصدر أنّ سلاح الجو نفّذ سلسلة غارات على مقرّات وتحرّكات ونقاط تحصين لإرهابيّي تنظيم «داعش» في شارع ستة إلّا ربع ومحيط دوار التموين وحي الكنامات ومنطقة المقابر وجبل الثردة، وفي قرى البغيلية ومراط وخشام بريف دير الزور.

وفي الريف الشرقي لحلب، اندلعت اشتباكات عنيفة بين وحدات من الجيش السوري وعناصر تنظيم «داعش» على اتجاه المحور الجنوبي الغربي لمدينة الباب، وذلك بعد سيطرة الجيش السوري خلال الأيام القليلة الماضية على عدد من القرى والمناطق بالريف الشرقي لمدينة حلب.

وفي السِّياق، أفادت وزارة الدفاع الروسية بأنّ ست قاذفات روسيّة بعيدة المدى قصفت أمس مواقع لتنظيم «داعش» الإرهابي في محافظة دير الزور السورية، وذلك لليوم الثالث على التوالي.

وجاء في بيان صادر عن الدفاع الروسية، أمس، أنّ «ست قاذفات بعيدة المدى من نوع «تو-22أم 3» أقلعت في 25 كانون الثاني من مطار في أراضي روسيا، ووجّهت بعد عبورها أجواء إيران والعراق ضربة جويّة، لمواقع تابعة لإرهابيّي «داعش» في محافظة دير الزور».

وأوضح البيان، أنّ الغارة الروسيّة الجديدة استهدفت مركزَي قيادة للمسلّحين ومستودعات للأسلحة والذخيرة والآليّات العسكرية، مشيراً إلى أنّ وسائل الرقابة الموضوعيّة أثبتت إصابة كلّ الأهداف المحدّدة.

في الأثناء، تواصل القتال العنيف في شمال سورية بين الجماعات الإرهابيّة التي تنضوي تحت لواء ما يُعرف بـ«الجيش الحر» من جهة، وجبهة «فتح الشام» النصرة سابقاً من جهةٍ أخرى، غرب حلب وفي بعض مناطق محافظة إدلب.

وأصدرت جبهة «فتح الشام» بياناً، قالت فيه إنّها اضطرت لاتخاذ ما وصفتها بالخطوة الوقائيّة لإفشال المؤامرات التي تُحاك ضدّها. واتّهمت الجبهة مقاتلي المعارضة الذين يشاركون في محادثات كازاخستان بالتآمر ضدّها، بينما قال مسؤولون بـ«الجيش الحر» إنّ الهجوم استهدف إحدى الجماعات التابعة لتحالف جماعات ما أسماها المعارضة المعتدلة في مناطق غرب حلب، ومحافظة إدلب المجاورة التي تسيطر عليها مجموعة من فصائل المعارضة بينها جبهة «فتح الشام»، في حين قال قائد بـ«الجيش الحرّ» إنّه ردّاً على ذلك تدور ما وصفها بحرب شاملة الآن ضدّ «فتح الشام».

وقد وصف قائد جيش المجاهدين، وهو أحد فصائل «الجيش الحر»، في تصريح صحافي الهجوم الذي تنفّذه جبهة «فتح الشام» بالشرس جداً، مشيراً إلى سيطرة جبهة «فتح الشام» على بعض المواقع. وكان فصيل جيش المجاهدين قد دعا في بيان رسميّ باقي الفصائل إلى ما أسماه الوحدة في مواجهة جبهة «فتح الشام».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى