عشق الصباح

ويسألني الفجر: «أين تلك النغمات القدسية التي كانت تتوهّج في ليالي البرد لتصبح الأمكنة دفئاً؟». ويسألني البحر والموج والنوراس، وتسألني النوافذ والأبواب والأمكنة وعتبات البيوت الطينية، وأحواض الحبق، وبراري القمح وسفوح الزيتون والتبغ والتين والليمون. وتسألني الصباحات وزهور الرمان عن الذين يسكنون البال والذاكرة: «شو سولفك يا نديم لروح، أنا وها الليل عم نبكيك، وحدهن نجوم الليل سهرانين، مشتاقلك مشتاق، شوق البلابل للغنى، شوق الأرض للمطر، مشتاقلك شوق الزرع للشمس، شوق المحبّ للحبيب المنتظر. مشتاقلك مشتاق، شوق الكفيف للبصر. أنت حكاياتي كلّها، شو سولفلك عن الصبر والانتظار وليالي المطر، والبوح متل ناي بنزيف الروح بعدو عم يغنّي؟ وسراج عم يضوي وطاولة وأوراق وشويّة كتب وأحلام على قدّ الحال. شو بتشبه حكاياتي يللي ما بتنتهي». هواي شرقي، وفيروز لم تزل ترتّل «يا رايحين مشرّق». هناك لم تزل وجوههم بدور تضيء ليل العتم ليجيء النهار. النهار آتٍ. كل الاتجاهات تأخذني إليك، «اشتقتلك»!

حسن ابراهيم الناصر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى