حفتر يلوّح باستعادة طرابلس
أعلن المشير الركن خليفة حفتر، عن استكمال الجيش الوطني الليبي تحرير منطقة قنفودة غرب بنغازي، في شرق ليبيا من الفصائل المسلحة، التي كانت تسيطر عليها. ودعا جيشه إلى الاستعداد لتحرير مدينة طرابلس قائلا: «استعدوا للنصر الكبير في طرابلس».
وأشاد حفتر، في كلمة مُتلفزة بثتها قناة «ليبيا الحدث» بجهود الجيش، مؤكدا أن تحرير قنفودة يحمل وسالة واضحة إلى الإرهابيين والعالم، مفادها أن الجيش الليبي عازم على تحرير كامل التراب الليبي. وهدد حفتر بملاحقة المتورطين في الهجمات على الموانئ النفطية، داخل بيوتهم. وهو ما يعني أن الجيش قد يشن هجمات خارج منطقة الهلال النفطي، الذي يفصل مناطق سيطرة كل من الحكومتين المتنازعتين.
وذهب حفتر إلى أبعد من ذلك، عندما دعا قوات جيشه إلى الاستعداد لتحرير مدينة طرابلس من سيطرة حكومة الوفاق الوطني قائلا: «استعدوا للنصر الكبير في طرابلس». وهي ليست هذه المرة الأولى، التي يهدد فيها حفتر بالسيطرة على طرابلس لكن توقيت تصريحاته أثار الكثير من الجدل حيث رأت فيه أوساط ليبية تهديدا صريحا لجهود الوساطة، التي تقودها دول جوار ليبيا وأسفرت عن لقاء مرتقب مع رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج، الذي يتوقع أن يلتقي حفتر في القاهرة في غضون أيام قليلة، للتباحث حول مبادرة عربية، قدمتها تونس ومصر والجزائر خلال اجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي، الأسبوع الماضي.
وتقول صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية إن حفتر يهدد بإشعال حرب أهلية في ليبيا، خصوصا مع تقدم وحدات جيشه نحو مناطق سيطرة كتائب مصراتة الموالية لحكومة الوفاق. وخلال الشهر الحالي تحرش الجيش الليبي بمجموعة تابعة لكتائب مصراتة، حيث قصف قاعدة جوية تسيطر عليها ميليشيات مصراتة، التي قادت معارك تحرير سرت.
ويعول الليبيون كثيرا على اللقاء، الذي يتوقع أن يعقد قريبا في العاصمة المصرية القاهرة، بين حفتر والسراج من أجل نزع فتيل الأزمة، التي ترداد تعقيدا مع مرور الوقت.
ويقول المتحدث باسم مجلس النواب الليبي، عبد الله بليحق، إنه يأمل أن تكون نتائج اللقاء المرتقب بين حفتر والسراج إيجابية. ودعا بليحق السراج إلى إدراك حقيقة أن الدعم الخارجي لن يجدي نفعا، ما لم يحصل توافق ليبي داخلي يشارك فيه الجيش ومجلس النواب.
هذا، ويخوض الجيش الليبي معارك ضارية منذ وقت طويل، مع مجموعات مسلحة تسيطر على مناطق عدة محيطة بمدينة بنغازي، شرقي البلاد. ويؤكد العقيد ميلود الزوي أن الجيش تمكن من السيطرة على كامل منطقة قنفودة، التي تعدُّ آخر معاقل المجموعات المسلحة. ويلوح الجيش الليبي من حين لآخر، بالزحف نحو طرابلس وانتزاعها من المقاتلين التابعين لحكومة الوفاق الوطني، بعد الانتهاء من تحرير المناطق الشرقية.