الذئب الشرّير
يكتبها الياس عشّي
مرت ستّ سنوات على أول رصاصة أطلقت باتجاه الوطن الذي بارك طفولتي، وسهر عليها، وأعدّني لأكون نموذجاً يتماهى بالانتماء إلى سورية ـ الحضارة.
ست سنوات كانت كافية ليصير الموت مجزرة يومية، وتنمو «ثقافة» الذبح والنطع والحرق إلى مستوى من التوحّش لا تقبل به حتى الوثنية.
ستّ سنوات أعادتني إلى ذلك الجدّ الذي كُلّف يوماً برعاية حفيدته البالغة من العمر أربعة أعوام، فجلسا أمام التلفاز ليشاهدا برنامجاً عن فنّ الطبخ. وكان الطاهي يحضّر حملاً للشيّ، فراح الجدّ يشرح لحفيدته أنّ الرجل يتحضّر لطبخ هذا الخروف الصغير ليأكله. نظرت الحفيدة إلى جدّها برعب، وقالت بصوت مرتجف: «أهذا هو الذئب الشرّير»؟