تشييع الخرّاط وضاهر في صيدا وعكار والجيش يواصل قصف مواقع الإرهابيين
فيما شيّع الجيش اللبناني وأهالي بلدتي سيروب في صيدا وعيدمون في عكار، كلاً من الجندي علي الخراط والجندي محمد ضاهر، اللذين استشهدا من جراء التفجير الإرهابي الذي تعرضت له شاحنة عسكرية في منطقة عرسال، يوم الجمعة الماضي، واصل الجيش قصف مواقع المسلحين الإرهابيين في جرود بلدة عرسال.
وأعلنت قيادة الجيش أنّ قواتها المنتشرة في منطقة عرسال نفذت خلال الليل قبل الفائت، رمايات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة ضدّ عددٍ من مراكز وتحصينات الجماعات الإرهابية الموزّعة في جرود المنطقة، وحققت خلالها إصابات مباشرة، أدت إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف الإرهابيين.
وأكدت القيادة أنّ «الجيش سيستمر في إجراءاته الميدانية المشدّدة لحماية المواطنين، وتأمين حسن سير المهمّات الأمنية المكلّف بها، وهو متمسّك بحقه في استخدام كافة الوسائل المتوافرة لديه، ولن يتهاون مع الجماعات الإرهابية أينما وجدت على الأراضي اللبنانية، ومهما بلغت التضحيات».
تشييع الخراط وضاهر
وفي سياق متصل، أقيمت أول من أمس، مراسم تكريم أمام المستشفى العسكري المركزي في بدارو للجنديين الشهيدين الخراط وضاهر. وأدت لهما ثلة من الشرطة العسكرية وموسيقى الجيش التحية والتشريفات اللازمة، وتمّ تقليدهما أوسمة الحرب والجرحى والتقدير العسكري من الدرجة البرونزية، لينقل بعدها جثمان الشهيد ضاهر إلى عيدمون في عكار حيث أقيم مأتم في جبانة البلدة وسط إطلاق نار في منطقة العبدة، تزامناً مع مرور موكب الشهيد. أما جثمان الخراط فقد نقل إلى منزل شقيقته في شارع دلاعة في صيدا وأقيم له مأتم في جبانة بلدة سيروب، قبل أن يوراى الثرى إلى جانب والده الذي لم يحتمل سماع نبأ استشهاد ابنه، وهو على فراش المرض، فتوفي على أثر الصدمة.
وقد مثل كل من العقيد نصري عليق والعقيد حسن حسن، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي في حفلي التأبين، وألقيا كلمة جاء فيها: «إنّ المؤسسة العسكرية تدرك تماماً خطورة أوضاعنا الداخلية، وفي المقابل تؤكد قيادتها مجدداً أنّ الجيش لن يسكت على استهدافه، لأنه يعني استهداف لبنان بأسره، كما أنه سيبقى بالمرصاد للإرهاب ولكلّ متربّص شراً بالوطن».
إلى ذلك، توالت ردود الفعل الشاجبة للاعتداء على الجيش، وفي هذا السياق، أكد عضو كتلة التحرير والتنمية النائب علي عسيران «أنّ الجيش يجب أن يكون بالمرصاد «لإسرائيل»، وها نحن نصرف جهدنا لاستنزاف طاقاتنا هنا وهناك بدل المواجهة مع العدو».
وحيّت عضو كتلة المستقبل النائب بهية الحريري «تضحيات المؤسسة العسكرية التي تتوالى فصولاً يوماً بعد يوم ذوداً عن لبنان»، معربة عن «إدانتها للاعتداءات والجرائم الإرهابية في حقّ جنود الجيش».
وأكد الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب السابق أسامة سعد «أنّ مدينة صيدا تفتخر بابنها البار الشهيد علي حمادي الخراط، وبرفاقه العسكريين الآخرين الذين قدموا حياتهم دفاعاً عن الشعب والوطن»، داعياً الحكومة إلى «المبادرة إلى استخدام مختلف الوسائل السياسية والعسكرية والديبلوماسية وسواها من أجل وضع حدّ لتمادي الجماعات الإرهابية وإجرامها، وفي الدرجة الأولى من أجل تحرير العسكريين المخطوفين، وإنقاذ عرسال من براثن الإرهابيين الذين حولوا أهلها إلى رهائن، وأقدموا على تهجير الكثيرين منهم وتشريدهم، كما يمارسون التهديد والوعيد في حقهم».
وحمّل الرئيس السابق لبلدية صيدا الدكتور عبدالرحمن البزري «الدولة اللبنانية بمؤسساتها كافة مسؤولية عدم حماية أبنائها ومواطنيها وتقصيرها في القيام بواجبها، ما أدى إلى تسيّب البلاد أمنياً واجتماعياً وصحياً وخدماتياً، وإلى دفع اللبنانيين الى شفير الفتنة المذهبية وخطر الانهيار».
كما دان لقاء الجمعيات والشخصيات الإسلامية في لبنان» الاعتداءات على الجيش»، معتبراً «أنّ المدان الأكبر هم أصحاب الخطابات التحريضية الفتنوية في حقّ المؤسسة العسكرية». وحذّر اللبنانيين «مما تخطط له المجموعات الإجرامية لضرب صيغة التعايش في لبنان»، داعياً إلى «الوحدة بين الجميع درءاً للمخاطر وصوناً لاستقرار البلاد».