«الغربان السوداء» ستطير إلى سورية!
سلطّت الصحافة الروسية الأضواء على الجيل الجديد من طائرات «سوخوي» التي ستلتحق بالقوّة الروسية الموجودة في سورية، في حربها ضدّ الإرهاب.
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة «إيزفستيا» الروسية تقريراً تطرّقت فيه إلى تحديث طائرات «سوخوي 25 إس إم 3» مشيرة إلى أنها ستتوجه إلى سورية لضرب مواقع الإرهابيين ليلاً ونهاراً. وقالت الصحيفة إنّ أحدث الطائرات الروسية الهجومية «سوخوي 25 إس إم 3»، ستتوجّه نهاية الصيف المقبل إلى قاعدة حميميم في سورية، لتنضمّ إلى مجموعة طائرات القوة الجوّ ـ فضائية الروسية العاملة هناك. وستتمثل مهمة هذه الطائرات، المزوّدة بأحدث الأجهزة الخاصة بتحديد الهدف في مختلف الظروف المناخية، بتدمير العربات القتالية ووسائط النقل وتحصينات الإرهابيين. هذه الطائرات مزودة بأجهزة حماية ذاتية، لذلك أطلق عليها اسم «الغربان التي لا تقهر».
أما في ما يخصّ القوّة العسكرية الأميركية، نشرت صحيفة «كومرسانت» الروسية تقريراً جاء فيه: بسبب قرار دونالد ترامب بناء جدار فاصل على الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة ومنع مواطني عدد من الدول الإسلامية الدخول إلى الأراضي الأميركية، لم يلتفت أحد إلى الأمر، الذي وقّعه نهاية الأسبوع الماضي في شأن القضايا الدفاعية. وتتحدث هذه الوثيقة عن إعادة بناء القوات المسلّحة الأميركية. وقد وعد سيّد البيت الأبيض بتحديث الثالوث النووي الأميركي وتجهيز الجيش بطائرات وسفن وموارد ومعدّات جديدة. ولا يستبعد الخبراء أن يجري تعديلات على الدرع الصاروخية الأميركية تصبّ في مصلحة روسيا.
في حين تواصل الصحف البريطانية هجومها على ترامب، ولم تتوانَ صحيفة «غارديان» عن التحريض، إذ نشرت مقالاً للكاتب أوين جونز بعنوان «هزيمة الترامبية تتطلب مقاومة شعبية غير عادية».
وفي ما يلي، جولة على أهم التقارير الصحافية الغربية الصادرة أمس.
إيزفستيا
تطرّقت صحيفة «إيزفستيا» الروسية إلى تحديث طائرات «سوخوي 25 إس إم 3» مشيرة إلى أنها ستتوجه إلى سورية لضرب مواقع الإرهابيين ليلاً ونهاراً.
وجاء في المقال الذي نشرته الصحيفة أمس: ستتوجه أحدث الطائرات الروسية الهجومية «سوخوي 25 إس إم 3» نهاية الصيف المقبل إلى قاعدة حميميم في سورية، لتنضمّ إلى مجموعة طائرات القوة الجوّ ـ فضائية الروسية العاملة هناك. وستتمثل مهمة هذه الطائرات، المزوّدة بأحدث الأجهزة الخاصة بتحديد الهدف في مختلف الظروف المناخية، بتدمير العربات القتالية ووسائط النقل وتحصينات الإرهابيين.
هذه الطائرات مزودة بأجهزة حماية ذاتية، لذلك أطلق عليها اسم «الغربان التي لا تقهر».
وقد أشارت مصادر مطّلعة في وزارة الدفاع وقطاع صناعة الطائرات في حديث مع «إيزفستيا»، إلى التخطيط لإرسال أربع طائرات من هذا النوع إلى سورية، من دون أن تحدّد هذه المصادر تاريخ إرسالها بدقّة.
وقال أحد هذه المصادر إن هذه الطائرات تخضع حالياً لاختبارات إضافية شاملة، لأن اختبارات السنة الماضية أظهرت وجود بعض المشكلات في توجيه منظومة التهديف، والآن وبعد التعديلات، التي أُدخلت عليها، تخضع لاختبارات إضافية. وسوف تتوجّه نحو سورية في آب المقبل.
وقد زوّدت هذه الطائرات بمنظومة توجيه «سولت 25» بصرية ـ ليزرية، تستطيع بواسطة كاميرا تصوير تلفزيونية وأجهزة التصوير الحراري اكتشاف الهدف في مختلف الظروف المناخية ليلاً ونهاراً، فيما يقيس جهاز الليزر المسافة إلى الهدف ويحدد إحداثياته. كما أنه يُسقط بقعة خاصة على مواقع العدو، لكي تراها الصواريخ والقنابل ذاتية التوجيه. وبفضل هذه المنظومة، يسهل على «الغربان» تدمير مواقع العدوّ الثابتة والمتحرّكة بسرعة كبيرة.
أما منظومة الحماية الذاتية «فيتيبسك»، فإنها تحمي الطائرة من صواريخ الدفاع الجوّي المحمولة مثل «ستينغر» و«ستريلا»، وكذلك الصواريخ بعيدة المدى مثل «باتريوت» و«بوك» وغيرها. كما أنها تغيّر اتجاه الصواريخ، التي تتوجّه نحو محرّكات الطائرة بالتأثير الحراري. وهي بفضل أجهزة استشعار بالأشعة فوق البنفسجية، التي تكتشف الهواء نتيجة مرور الصواريخ، يمكنها تحديد نقطة إطلاق هذه الصواريخ، وتدمّرها.
وتستطيع هذه الطائرات التخلّص من صواريخ «باتريوت» و«بوك» وغيرها باستخدام التشويش الإلكتروني، حيث يستطيع قائد الطائرة عند الضرورة إطلاق صاروخ خاص نحو رادار منظومة صواريخ العدوّ الأرضية.
ويشير الخبير العسكري المستقل أنطون لافروف إلى أن هذه الطائرات ضرورية للقوات الجوّ ـ فضائية الروسية، وخاصة أنها عملياً قاذفة قنابل خفيفة، يمكنها القيام بخمس إلى ستّ طلعات يومياً، في حين أن قاذفة القنابل «سوخوي 24» تستطيع القيام بطلعتين فقط.
كومرسانت
تطرّقت صحيفة «كومرسانت» الروسية إلى أوامر ترامب بإعادة بناء الجيش مشيرة إلى تعهده بتجهيزه بأسلحة حديثة وتحديث الثالوث النووي للبلاد.
وجاء في المقال: بسبب قرار دونالد ترامب بناء جدار فاصل على الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة ومنع مواطني عدد من الدول الإسلامية الدخول إلى الأراضي الأميركية، لم يلتفت أحد إلى الأمر، الذي وقّعه نهاية الأسبوع الماضي في شأن القضايا الدفاعية. وتتحدث هذه الوثيقة عن إعادة بناء القوات المسلّحة الأميركية. وقد وعد سيّد البيت الأبيض بتحديث الثالوث النووي الأميركي وتجهيز الجيش بطائرات وسفن وموارد ومعدّات جديدة. ولا يستبعد الخبراء أن يجري تعديلات على الدرع الصاروخية الأميركية تصبّ في مصلحة روسيا.
وصرّح ترامب في أول زيارة له إلى وزارة الدفاع الأميركية بأن الرجال والنساء، الذين يخدمون في الجيش الأميركي، هم قوة عظيمة، تحرس العدالة والسلام والخير، وليس لها مثيل في تاريخ الأرض. ونحن لا يمكننا أن نسمح للبلدان الأخرى بالتفوّق على قدراتنا العسكرية.
وتتضمّن وثيقة إعادة بناء الجيش وضع خطة لتجهيزه بطائرات وسفن ومعدّات وآليات جديدة. وقال ترامب: نحن الآن نعدّ طلباً إلى الكونغرس في شأن تخصيص الأموال اللازمة لتنفيذ هذه الخطة، حيث لا يمكن لأي كان الشكّ في قدراتنا العسكرية والتزامنا بالسلام.
ويذكر أن ترامب أشار خلال حملته الانتخابية إلى ضرورة زيادة عديد القوات البرّية إلى 540 ألف عسكري حالياً 465 ألفاً والسفن الحربية إلى 350. كما تضمنت الوثيقة أمراً بإعداد تقرير عن وضع الأسلحة النووية ومنظومة الدفاع الصاروخية.
ويذكر أن ترامب تعهد خلال حملته الانتخابية بتخصيص الأموال اللازمة لتحديث الثالوث النووي الأميركي. ولم يعلّق الجانب الروسي رسمياً بشيء على ذلك، في حين انتقد خطة إدارة أوباما لتخصيص تريليون دولار لتحديث الجيش خلال 30 سنة. وقد يكون السبب في عدم إعلان ترامب المبلغ الذي ينوي تخصيصه لهذا الهدف.
وبحسب قول محرّر موقع القوات النووية الروسية «Russianforces.org» بافل بودفيغ، ليس معروفاً عن أيّ تحديث يدور الحديث، إذ من الصعوبة تصوّر أن الإدارة الأميركية الجديدة قد تتمكن من إضافة شيء ما إلى ما هو موجود، فهناك صواريخ بالستية عابرة للقارات وغواصات وقاذفات قنابل وصواريخ وقنابل. لقد بذل الديمقراطيون كل ما في وسعهم كما وعدوا خلال التصديق على وثيقة «ستارت».
وتجدر الاشارة إلى أن أول تقرير عن وضع الدرع الصاروخية قُدم عام 2010. لذلك جاء في الأمر، الذي أصدره ترامب، على البنتاغون تحديد الاتجاهات الأولوية، التي يجب التركيز عليها، من أجل ضمان أمن البلاد ومسرح الحروب الإقليمية.
استناداً إلى هذا، لا يستبعد الخبراء أن يعيد الرئيس الجديد النظر في خطط نشر عناصر منظومة الدفاع الصاروخية الأميركية في أوروبا.
يقول الفريق المتقاعد يفغيني بوجينسكي إن ترامب لن يتخلّى عن هذه الخطط بصورة كاملة. بيد أنه قد يدخل عليها تعديلات. وليس مستبعداً أن يعود إلى نظرية «الدفاع عن الولايات المتحدة قبل كل شيء»، التي كانت الولايات المتحدة تعمل بموجبها قبل ظهور الدرع الصاروخية. أو قد يحاول إجبار حلفائه في أوروبا على تحمل تكاليف الدرع الصاروخية. فإذا أجرت واشنطن تعديلات في خطة نشر عناصر المنظومة قرب الحدود الروسية، فإن ذلك سيكون أساساً للحديث مع موسكو.
ويضيف بافل بودفيغ في هذا الصدد أنّ ترامب بالطبع لن يتخلّى عن مجمل هذه الخطط، ولكنه قد يوقف عمليات نشر أو تمويل مكوّناتها الأرضية، لأنها لا تساهم في شيء مهم لحماية الأراضي الأميركية، وبدلاً منها قد يتم تطوير مشروعات نشر عناصر الدرع الصاروخية في الساحل الشرقي. كما كان الجمهوريون يقترحون على البيت الأبيض سابقاً.
إلى ذلك، جاء في الأمر، الذي أصدره ترامب، أن التقرير الخاص بالدرع يجب أن يتضمّن المخاطر المحتملة كافة من جانب الصواريخ المجنحة والأجهزة الفارطة السرعة. ويبدو أن هذا التأكيد جاء نتيجة نجاح صواريخ «كاليبر»، التي استخدمتها روسيا في إصابة مواقع «داعش» بدقّة في سورية، حيث لم يكن الأميركيون يعيرونها أي أهمية سابقاً، ولكن تبيّن أنها تصيب أهدافها بدقة، وأن مداها أكبر من صواريخ «توماهوك» الأميركية.
تلغراف
نشرت صحيفة «تلغراف» البريطانية موضوعاً بعنوان «الرئيس ترامب يحطّم الرقم القياسي كأسرع رئيس يواجه رفضاً شعبياً».
وتقول الجريدة إنه في الأحوال العادية فإن أيّ رئيس جديد يستغرق مئات الأيام في منصبه حتى يبدأ شعبه في تكوين الانطباعات السلبية حول سياساته، ويحدث توافق عام على رفضها، وهذه كانت الحال مع الرؤوساء الأميركيين الخمسة السابقين. لكن مع ترامب الوضع ليس كذلك.
وتوضح الجريدة أن الرئيس الأسبق بيل كلينتون استغرق 573 يوماً في مكتبه الرئاسيّ قبل أن تصل نسبة معارضيه في استطلاعات الرأي العام إلى أكثر من 50 في المئة من الأميركيين.
وتضيف أن ترامب الملياردير ونجم التلفزة وحالياً رئيس الولايات المتحدة تمكّن من تحطيم كلّ الارقام القياسية الخاصة بعدد الأيام التي يستغرقها المواطنون لتصل نسبة معارضيه إلى أكثر من 50 في المئة من المواطنين.
وتشير الجريدة إلى أنه بعد 8 أيام فقط من تسلّمه مفاتيح المكتب البيضاوي ارتفعت نسبة معارضيه والراغبين في رحيله عن المنصب إلى 51 في المئة من المواطنين بحسب استطلاع رأي أجراه «مركز غالوب لاستطلاعات الرأي» في الثامن والعشرين من كانون الثاني 2017.
وتوضح الجريدة أنه بالنسبة إلى الرؤساء الخمسة السابقين استغرق بيل كلينتون 573 يوماً ليصل إلى هذه النقطة في فقدان شعبيته، بينما استغرق رونالد ريغان 727 يوماً، أما باراك حسين أوباما فاستغرق 936 يوماً، بينما قضى جورج بوش الإبن 1205 يوماً، أما بوش الأب فاستغرق 1336 يوماً.
وتنقل الجريدة عن «مركز غالوب» تفسيره لذلك، بأن ترامب واجه معارضة تنتقده بشدّة حتى قبل أن يتولّى نصاب الأمور.
غارديان
نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية مقالاً للكاتب أوين جونز بعنوان «هزيمة الترامبية تتطلب مقاومة شعبية غير عادية».
يقول جونز إن ما جرى من احداث خلال الأيام القليلة الماضية يوضح أن اتجاهات دونالد ترامب لا يمكن أن تحتويها سياسات رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي حيث أنهما تحدثا وتباحثا وتصافحا يوم الجمعة الماضي، وبعد ساعات قام ترامب بتوقيع قراره «الفاشي» بمنع دخول المسلمين إلى أميركا.
ويوضح جونز أنه لا يمكن لأيّ جهة أو دولة سواء كانت خارج او داخل الولايات المتحدة ان تمنع قيام السياسات الترامبية من تغيير وجه أميركا من دون وجود مقاومة شعبية شديدة من المواطنين الأميركيين أنفسهم سواء كانوا داخل الولايات المتحدة أو خارجها.
ويقول جونز إن بداية هذه المقاومة الشعبية مبشّرة ومثيرة للتفاؤل بما جرى من تظاهرات في مختلف دول العالم منذ اليوم الأول لتنصيب ترامب وحتى يوم توقيع قرار منع المسلمين من دخول أميركا، حيث وصلت التظاهرات المعارِضة إلى مطار جون كيندي الدولي.
ويوضح جونز أن حملة «أوقفوا ترامب» تحتاج ان تعرف ماهية الكيان الذي تواجهه، إذ إنّ الديمقراطية الأميركية تمرّ بمنحنى صعب وتهديد غير مسبوق لأن الرئيس الحالي يرغب في تغيير شكل المجتمع الأميركي ومنع أي معارضة له ولسياساته.
ويضيف أن أكاذيب ترامب الواضحة عن ملايين الاصوات الفاسدة في الانتخابات الرئاسية الاخيرة تعكس شعوراً بعدم الأمن لدى شخص سلطوي يلعب على مشاعر الشعب بعدما خسر أصوات غالبية الناخبين.
ويقول جونز إن الاحداث الأخيرة التي أوضحت حجم الشجاعة والتجرّد بين المعارضين لترامب بحاجة إلى المزيد من الجهد من جانب المواطنين الأميركيين. مشيراً إلى انه من المطلوب ان نتذكر أن ترامب يسعى إلى تحييد المعارضة الديمقراطية ليتمكن من بناء دولة سلطوية وشعبوية.