الأسد لصناعيّي دمشق: إرادة الحياة عند السوريّين هي إحدى أهم عوامل صمودنا
أكّد الرئيس السوري بشار الأسد، أنّ «إرادة الحياة عند السوريّين هي إحدى أهم عوامل صمود سورية في وجه ما تتعرّض له»، مضيفاً أنّ «الصناعيين السوريّين الذين صمدوا وتابعوا أعمالهم بالرغم من الخسائر التي لحقت بهم، هم مصدر فخر وحالة وطنية».
وأشار الأسد خلال استقباله عدداً من الصناعيّين من دمشق وريفها ممّن تضرّروا خلال الأزمة، إلى أنّ «الحرب التي تتعرّض لها سورية لم تقتصر على الجانب العسكري، بل لها جوانب أخرى من ضمنها الاقتصاد»، موضحاً أنّ إصرار الصناعيّين على الاستمرار بالعمل حتى ولو على نطاق أضيق، كان له أثره الإيجابي في الحفاظ على دوران عجلة الاقتصاد.
وقد تحدّث الجانبان خلال لقاء حول المصاعب التي يواجهها الصناعيّون السوريّون في ظروف الأزمة والحلول التي يمكن وضعها لتجاوز هذه المصاعب، ما يمكّن أصحاب الصناعات من النهوض بصناعاتهم من جديد بما يسهم في دفع عجلة الاقتصاد.
بدورهم، لفتَ الصناعيّون إلى الخسائر التي تكبّدوها في معاملهم خلال الحرب، مؤكّدين أنّ هذه الخسائر لم تثنهم عن مواصلة أعمالهم وافتتاح ورشات صغيرة تسمح لهم بالاستمرار إلى حين عودتهم إلى معاملهم، وقالوا إنّهم تمكّنوا بالرغم من الصعوبات من استئناف أعمالهم، وهم مصمّمون على العودة إلى مستوى الإنتاج السابق بما يحقّق هدفهم بالرجوع إلى الأسواق العربيّة والعالميّة.
إلى ذلك، أُعلن في الأمم المتحدة أمس، تأجيل مفاوضات جنيف بين أطراف الأزمة السورية، من 8 شباط الحالي إلى 20 منه.
وقالت المصادر، إنّ المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، أعلم الجلسة المغلقة لمجلس الأمن الدولي، المنعقدة أمس، أنّ مفاوضات الأطراف السوريّة برعاية الأمم المتحدة في جنيف تمّ تأجيلها حتى 20 من شباط الحالي.
وأوضح دي ميستورا، وفقاً لوكالة «فرانس برس»، أنّ التأجيل سيعطي الفرصة للمعارضة السورية للاستعداد والتأكّد من أنّ المفاوضات تشمل الجميع.
وكان من المفترض أن تنعقد المفاوضات في الـ8 من شهر شباط الحالي، ويُذكر أنّ آخر جولة من المفاوضات جرت أيام 13-27 من شهر نيسان 2016 في جنيف، وانتهت من دون التوصّل إلى أيّ اتفاق.
وفي السِّياق، أكّد وزير خارجية كازاخستان خيرات عبد الرحمانوف أنّ وزارته لا تملك حتى الآن معلومات حول إمكانية عقد اجتماع ثانٍ في أستانة بشأن تسوية الأزمة في سورية.
وردّاً على أسئلة الصحافيّين اليوم، قال عبد الرحمانوف: «ليس لدينا أيّة معلومات بعد عن مثل هذا الاجتماع، وعليكم العودة إلى المصدر الأول للنبأ».
واختتم اجتماع أستانة أعماله يوم الثلاثاء الماضي بصدور بيان ختاميّ، أكّد الالتزام بسيادة واستقلال ووحدة الأراضى السورية، وشدّد على أنّ الحلّ الوحيد للأزمة فى سورية سيكون من خلال عملية سياسيّة، وأعلن تشكيل آليّة ثلاثية لمراقبة نظام وقف الأعمال القتالية، وأكّد الإصرار على محاربة الإرهاب.
على صعيدٍ آخر، أكّد الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين، على أهميّة مواجهة الحرب الإرهابيّة التي تُشنّ على سورية منذ ست سنوات، بدعم من الكيان الصهيوني وعملائه في المنطقة.
جاء كلام المقداد خلال استقباله وفد الهيئة الوطنيّة لدعم المقاومة ومقاومة التطبيع والصهيونية في تونس، برئاسة الدكتور عادل بن صميدة.
وأكّد المقداد خلال اللقاء على عمق الروابط الأخويّة والتاريخيّة التي تجمع بين سورية وتونس، معبّراً عن اعتزاز سورية قيادةً وشعباً بوقوف الشعب التونسي الشقيق إلى جانب سورية وشعبها.
واعتبر المقداد، أنّ استمرار العلاقات دون المستوى المطلوب بين سورية وتونس أمر غير مبرّر، ولا يتّفق مع إرادة الشعب التونسي الذي يريد عودة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها وعلى أعلى المستويات.
من جهته، أكّد رئيس الوفد وقوف الشعب التونسي إلى جانب شقيقه السوري في مواجهة الإرهاب، معبّراً عن اعتزازه وفخر الشعب التونسي بالانتصارات التي حقّقها الجيش العربي السوري على الإرهاب، والتي كان آخرها تحرير مدينة حلب من الإرهاب والإرهابيّين.
وأشار الدكتور بن صميدة إلى أنّ الهيئة نبّهت منذ بداية الأزمة في سورية إلى خطورة المؤامرة الدوليّة التي تُحاك ضدّ سورية كعضو في محور المقاومة، وتستهدف صمودها ومواقفها القومية الثاتبة والمبدئيّة.
وقال، إنّ زيارة الوفد إلى سورية تأتي في إطار التضامن مع الأشقاء السوريّين، ونقل الصورة الحقيقيّة عمّا يجري في سورية إلى الشعب التونسي.
على الصعيد الميداني، أعلن مركز إزالة الألغام التابع للقوات المسلّحة الروسيّة عن افتتاح فرع له في مدينة حلب السورية، تمهيداً لتشكيل وحدة جديدة لقوّات الهندسة السورية.
وقال رئيس المركز الروسي إيغور ميخاليك في حديث صحافي، إنّ أفضل العسكريّين السوريّين سيتدرّبون في المركز، وفي المرحلة الأولى سيتولّى المركز الروسي تدريب ما بين 50 و70 عسكرياً سوريّاً، وكانت بدأت الدورات اعتباراً من أمس.
وبعد انتهاء الدورات التدريبية، سيتمّ تشكيل وحدة جديدة لقوات الهندسة السوريّة، ستشارك في إزالة الألغام من حلب والمناطق السوريّة الأخرى بعد تحريرها من سيطرة الإرهابيّين.
ويضمّ برنامج الدورات التدريبيّة دروساً ستُقام في غرف مجهّزة خصيصاً لهذا الهدف في مقرّ المركز بحلب، وكذلك تدريبات ميدانيّة باستخدام أحدث الأجهزة الروسية المخصّصة لإزالة الألغام.
وتابع ميخاليك، أنّ أمام الخبراء عملاً كبيراً في حلب، وتحدّث عن كشف مستودع للألغام الموجّهة والألغام المضادّة للدبابات، وكلّها منتجة صناعيّاً في أحد أحياء حلب. ووصف الخبير ما جرى في حلب بأنّه كان «حرب ألغام».
وتساعد وحدات من الشرطة العسكرية الروسية خبراء إزالة الألغام في تنفيذ مهامّهم، وتحميهم أثناء عمليات تطهير أحياء المدينة من المتفجّرات.
وفي سياقٍ متّصل، أكّد متحدّث بِاسم «قوات سورية الديمقراطية» زيادة الدعم الأميركي لهذا التحالف، الذي تمثّل وحدات حماية الشعب الكردية القوة الأساسيّة في صفوفه.
ونقلت وكالة «رويترز» عن طلال سلو، المتحدّث بِاسم التحالف، حصول المقاتلين الأكراد قبل أيام على مركبات مدرّعة لأول مرة، في إشارة إلى توسيع الدعم الأميركي لأكراد سورية منذ تنصيب الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب.
وأوضح سلو، أنّ الشحنة التي تضمّنت مركبات مدرّعة وناقلات جند، وصلت قبل أربعة أو خمسة أيام.
وقال ملمّحاً إلى حجم المساعدة القليل: «هذا دليل على أنّ هناك بوادر دعم. سابقاً لم يكن يأتينا بهذا الشكل. كان يأتينا أسلحة خفيفة وذخائر، وهذه هي المرّة الأولى التي يأتينا فيها هذا الدّعم العسكري بهذا الشكل».
وقال سلو، إنّ «قوات سورية الديمقراطية» ستُطلق عمليات جديدة ضدّ «داعش» خلال الأيام القليلة المقبلة، من دون أن يكشف عن أيّة تفاصيل.
من جانبٍ آخر، قال مصدر في «قوات سورية الديمقراطية» لـ«رويترز»، إنّ المرحلة المقبلة من عملية تحرير الرقة ستتمثّل في عزل معقل «داعش» الرئيسي نهائيّاً، وقطع الطريق الذي يربط بين الرقة ومناطق سيطرة الإرهابيّين في دير الزور، لكنّه أقرّ بأنّ تحقيق هذه المهمة سيكون أمراً صعباً.