معصوم: قرار ترامب صدمنا.. ولافروف يؤكّد دعم العراق
أعرب الرئيس العراقي فؤاد معصوم عن «صدمته» إثر إدراج الرّئيس الأميركيّ دونالد ترامب العراق ضمن الدول التي يُمنع مواطنوها من دخول الولايات المتحدة.
وفي لقاء جمعه مع نخبة من الإعلاميّين العراقيّين في قصر السّلام في بغداد الأربعاء، قال معصوم إنّ «إدراج الرئيس الأميركي الجديد السيد دونالد ترامب لِاسم العراق ضمن الدول التي يُمنع مواطنوها من السفر إلى الولايات المتحدة، شكّل صدمة لنا»، مؤكّداً اهتمام العراق ببذل جهود عاجلة «لإنصاف شعب يقاتل الإرهاب بدماء أبنائه وموارده نيابة عن كلّ العالم، بما فيها الولايات المتحدة»، ودعا الإدارة الاميركيّة إلى مراجعة قرارها المذكور.
كما أثنى معصوم على انتصارات الجيش العراقي بكافة تشكيلاته في مواجهة الإرهاب، ولا سيّما في معارك تحرير الموصل من تنظيم «داعش»، مُشيداً بـ«المهنيّة العالية والتضحيات السخيّة التي قدّمتها القوات المسلّحة ولاءً للعراق، لا لهذا الحزب أو المكوّن أو ذاك».
كما أنّه أشار إلى أهميّة بناء علاقات مع جميع الدول على أساس الأمن الوطني والمصالح المشتركة، مشيراً إلى أنّ العراق يتمتّع بعلاقات دوليّة وإقليميّة جيدة، على الرغم من الظروف الراهنة التي تمرّ بها المنطقة.
كما تحدّث الرئيس العراقي عن أنّ إقامة حكومة الوحدة الوطنيّة هي من متطلّبات المرحلة الانتقاليّة ولمعالجة معطيات «التّركيبة العراقيّة الصّعبة»، داعياً إلى تشكيل كيانات سياسيّة على أُسُس وطنيّة، مُعرباً عن تفاؤله بإمكان تشكيل أحزاب سياسيّة على أُسُس المواطنة، محذّراً من خطورة المحاصصة على عمل مؤسسات الدّولة، وبيّن أهميّة اختيار كوادر مهنيّة كفوءة لتولّي المسؤوليّات العليا.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، قال أول أمس، إنّ العراق لن يردّ بالمثل على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحظر دخول المواطنين العراقيّين إلى الولايات المتحدة.
وفي معرض ردّه على سؤال حول تصويت البرلمان العراقي بالموافقة على مطالبة الحكومة «بالردّ بالمثل» على قرار ترامب، قال العبادي خلال مؤتمر صحافي: «لا نريد اتّخاذ أيّ شيء من هذا القبيل، لكن ندرس كلّ القرارات».
وأشار العبادي إلى أنّ الحكومة العراقية تسعى إلى ألّا تخسر علاقات التعاون مع الولايات المتحدة في الحرب ضدّ تنظيم «داعش» الإرهابي، موضحاً: «لدينا معركة، ولا نريد الإضرار بالمصلحة الوطنية».
وكان الرئيس الأميركي وقّع، الجمعة الماضية، على مرسوم يعلّق استقبال اللاجئين في الولايات المتحدة لمدّة 120 يوماً، ويفرض حظراً على دخول المهاجرين من سورية لفترة زمنيّة غير محدّدة، ويمنع دخول جميع مواطني 7 دول، وهي إيران وسورية والعراق وليبيا والصومال والسودان واليمن، إلى الولايات المتحدة لـمدة 90 يوماً بعد إقرار الوثيقة.
كما شدّد هذا الأمر التنفيذي بعضَ قواعد الوصول إلى أراضي الولايات المتحدة بالنسبة لمواطني الدول الأخرى.
إلى ذلك، أكّد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، دعم موسكو لإجراءات بغداد الحازمة لاستعادة السيطرة على الأراضي العراقية المحتلّة من قِبل تنظيم «داعش».
وأوضح لافروف، خلال مشاركته في منتدى التعاون الروسي العربي في دورته الرابعة التي انعقدت في أبوظبي، أمس: «ندعم العراق في هذه الحرب عن طريق توريد الأسلحة الروسية والآليات القتاليّة لتعزيز قدرات القوات المسلّحة العراقية».
ودعا إلى تعزيز الوفاق الوطني في العراق، والحوار الشامل، مؤكّداً على الاحترام المطلق للسيادة العراقيّة.
وشدّد على ضرورة إتمام عملية تحرير الموصل من أيدي «داعش»، مع اتّخاذ الإجراءات الضروريّة لحماية المدنيّين.
كما رحّب لافروف ببوادر التطبيع في العلاقات التركية الروسية، مشدّداً على ضرورة أن يعتمد أيّ وجود عسكري أجنبي في العراق على موافقة السلطات العراقية.
ميدانيّاً، أعلن الحشد الشعبي أمس، عن انطلاق عمليات تحرير قرى شمال طريق تلّعفرــ سنجار غرباً، وتمكّن الحشد بعملية نوعيّة من قطع تحرّكات تنظيم «داعش» ما بين عين طلاوي وتلال سينو، والسيطرة على الطريق الرابط بينهما وتحقيق اللقاء مع قوات البيشمركة الكرديّة، مسيطراً على مساحة 40 كم مربع، كما دمّر عدداً من العجلات المفخّخة وقتل من فيها، واكتشف مخبأ للأسلحة يحتوي على 40 قنبرة هاون و30 عبوة C4 ، وتمّ إسقاط طائرة مسيّرة بالقرب من تلال سينو.
وأفاد مصدر عسكري عن استمرار الحشد الشعبي في التقدّم وسط انهيار سريع في صفوف «داعش» غرب تلّعفر، هذا في وقت رفضت قيادات التنظيم الإرهابي تقديم المساعدة لعناصرها في تلك المنطقة.
وفي السِّياق نفسه، باشرت الفرق الهندسيّة التابعة للحشد بإقامة ساتر واقٍ بين الطريق الرابط سنجار – تلّعفر لتأمين حركة القوات المتقدّمة، وتطهير الطريق الرابط بينهما، ونجحت بتفجير 5 عبوات ناسفة زرعها التنظيم على الطريق .
على صعيدٍ آخر، أفاد مصدر أمنيّ في محافظة الأنبار، أنّ القوات الأمنيّة باشرت بهدم الأنفاق التابعة لتنظيم «داعش» في جزيرة الخالدية شرق الرمادي. كما أفاد مصدر محلّي في نينوى، أنّ مفارز من «داعش» بدأت بمصادرة سيارات الدفع الرباعي الحديثة غرب الموصل وبشكل مفاجئ تحت تهديد السلاح.
وفي جنوب شرقي بغداد، على جانب طريق في الحيّ الصناعي بمنطقة جسر ديالى القديم، سقط خمسة أشخاص بين قتيل وجريح بانفجار عبوة ناسفة.
وكانت قوات الحشد الشعبي حقّقت تماساً مباشراً مع قوات البيشمركة شمال غربي تلّعفر، وذكر بيان للّواء 53 في الحشد الشعبي التقاءه مع البيشمركة ضمن عمليات تحرير مناطق شمال طريق تلّعفر – سنجار.
وأضاف البيان، أنّ الحشد حقّق التماس مع البيشمركة وسدّ المساحة الواقعة بينهم، فضلاً عن إنشاء ساتر مشترك بالقرب من قرية سينو الواقعة في الطريق الواصل إلى قضاء تلّعفر.
وكانت القوات العراقيّة أحبطت هجوماً جديداً لـ«داعش» على مطيبيجة، بين ديالى وصلاح الدين، أسفر عن مقتل سبعة عناصر من التنظيم.
وقال الإعلام الحربي، إنّ اللواء الثاني أسقط طائرة مسيّرة لـ«داعش» في قرية خبيرات جنوب غربي الموصل، وأضاف أنّ «داعش» لجأ إلى استخدام الطائرات المسيّرة في ظلّ هروب مقاتليه ومقتل الآلاف منهم خلال معارك التحرير.
من جهةٍ أخرى، وبحسب المصادر، فقد استمرّ وصول التعزيزات العسكريّة العراقية إلى محاور عمليات الموصل، وقد أنجزت الشرطة الاتحادية الاستعدادت الفنيّة لبدء المعركة في المحور الجنوبيّ.