باسيل في افتتاح مؤتمر الطاقة الاغترابية: لقانون انتخابي يؤمّن المناصفة وعدالة التمثيل
أكد رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل أن صمود لبنان حتى الآن وسط العاصفة الهوجاء في المنطقة هو نتيجة لصمود اللبنانيين الذين حوّلوا المواجهة الى عنوان لوجودهم.
ولفت الى أن انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون شكل برمزيته انطلاقة واعدة للمجهود الوطني، وأولويات العهد من شأنها أن ترسي دعائم لبنان الذي نحلم به، لجهة التعايش بالمناصفة، ولجهة هندسة الدولة بشكل يتناسب مع طموحاتنا الاقتصادية والاجتماعية، كاشفاً أن مؤتمر الطاقة الاغترابية المقبل في بيروت سيكون برعايته وحضوره.
كلام وزير الخارجية جاء خلال افتتاحه في جوهانسبورغ في العاصمة الاقتصادية لجنوب أفريقيا، مؤتمر الطاقة الاغترابية بنسخته الثالثة بعنوان «مؤتمر الطاقات الاغترابية لبلدان أفريقيا»، وذلك بعد نيويورك وساو باولو، في حضور وزير الاقتصاد رائد خوري، وزيرة خارجية جنوب أفريقيا مايتي نكوانا ماشابان، وزيرة خارجية مدغشقر اللبنانية الأصل بياتريس عطالله، القائم بأعمال السفارة اللبنانية في جنوب أفريقيا آرا خاتشادوريان، سفير جنوب أفريقيا في لبنان شؤون بينيفلوت، المدير العام للمغتربين هيثم جمعة، رؤساء البعثات الديبلوماسية في القارة الأفريقية، رؤساء غرف التجارة والصناعة ورؤساء مجالس إدارة مصارف لبنانية ورجال أعمال ورجال دين وأكثر من 400 شخصية من أصل لبناني مؤثرة في المجالات كلها.
وقال لبنان فكرة، لبنان حلم جميل. لبنان إلهام، الهام للفن والشعر والموسيقى. لبنان طاقة وله طاقات كثيرة. لبنان حقيقة وهو واقع معيش.. لبنان عقول وزنود. لبنان هوية وحيوية، لبنان إرادة حياة وليس مساحة للعيش. لبنان أكبر من ذاته، لبنان حدوده أنتم، وأنتم لا حدود لكم، لبنان حدوده العالم.
وأضاف «ليس المنتشرون وحدهم المظلومين في قانون الانتخاب، بل المقيمون أيضاً جراء عدم وجود قانون عادل يحقق المناصفة». وأكد الإصرار على طلبهم بتمثيل المنتشرين بستة مقاعد للقارات الست»، داعياً الى «اعتماد قانون انتخابي يؤمّن المناصفة وعدالة التمثيل».
وتابع: ندين لدول القارة مساندة قضايانا اللبنانية والعربية، وأهمها القضية الفلسطينية، ونطالبها أيضاً بالاستمرار في مساندتنا على أرضها وعدم السماح باختراقنا وإزاحتنا. نحن أيضاً، عانينا من الظلم والاستعباد. ولا نزال نعاني من التعديات على سيادتنا وأرضنا من قبل «إسرائيل» والإرهاب التكفيري . حاول الكثيرون، من دون جدوى، مصادرة مصيرنا، وأحلامنا. ويحاول الكثيرون، من دون جدوى، تذويب هويتنا من خلال إعادة هندسة الشرق على أسس انعزالية تعبث بتاريخه وبجغرافيته، فتلغي فرادتنا اللبنانية القائمة على المناصفة في التعددية، وتقضي على علة وجودنا. ونحاول من خلال اتصالاتنا مع المسؤولين في أفريقيا أن نشرح لهم هذه المشهدية، خصوصاً أن معظم دول القارة يعاني من تداعيات نزوح كثيف ومن تمدّد للإرهاب، ومن تدخّلات خارجية تسعى إلى تغذية النزاعات الداخلية.
وتابع: «منذ بضع سنوات، تعجبت كثيراً عندما سمعت زعيم دولة كبرى، يخاطب أهل أفريقيا في عقر دارهم، ليدعوهم إلى دخول التاريخ، ملمّحاً كأنهم ما زالوا خارجه. لكن أفريقيا أبت أبداً أن تكون خارج التاريخ لا بل هي تصنعه، والدليل هو حجم هالة نلسون مانديلا، MADIBA، الذي بات أسطورة كونية وأبدية. ففي لبنان كما في أفريقيا، هناك من يصرّ على إخراجنا من التاريخ بالقوة لتسهيل استعمارنا ونهب ثرواتنا. لكننا صمدنا بفضل تفوقنا الحضاري وحيويتنا الإنسانية، وسحقنا المستعمرين كما كسرنا وسنكسر ظلم المستعبدين والمستبدين والمستكبرين».
وأشار باسيل إلى أننا عندما نتكلّم عن الجالية اللبنانية في أفريقيا نستعمل مصطلح «لبنانيو أفريقيا»، هذا المصطلح جميل، وأنا أتمسك به، لأنه يجسّد ببساطته واقع الهوية المزدوجة. من قال إن الهوية شيء جامد، ومتزمت، ومتقوقع؟ يشهد، لكل لبنانية ولكل لبناني، ولكم بالذات، أننا من أكثر الشعوب قدرة على التأقلم وعلى التفاعل من دون أن نفقد العناصر الأساسية المكونة للبنانيتنا.