ترامب ينذر إيران ويهدد المكسيك ويهين رئيس الوزراء الأسترالي

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس «إن العالم في ورطة لكننا في طريقنا لتصحيح ذلك». وصعد تحذيراته لإيران قائلا: إن كل الخيارات مطروحة للتعامل مع طهران. في وقت أكد المتحدث باسم البيت الأبيض أن «أعمالها العدائية لن تمر دون رد». وأكد ترامب أن إيران تم تحذيرها رسميا بعد أن أطلقت صاروخا بالستيا. ومارس «مزحة» مع الرئيس المكسيكي، كانت عسكرية بامتياز، هدده فيها بارسال الجيش الاميركي إلى بلاده. وأفادت تقارير إعلامية بأنه تشاجر مع رئيس وزراء أستراليا مالكولم ترنبول، أثناء اتصال هاتفي بينهما بسبب اتفاق سابق حول استقبال لاجئين من أستراليا. فيما تقدم أعضاء في الكونغرس الأميركي بمشروع قرار لفرض عقوبات جديدة ضد إيران. ودعت وزارة الخارجية الروسية واشنطن إلى الامتناع عن فرض مثل هذه العقوبات. في حين أكد مسؤولون إيرانيون، أن الاختبار الصاروخي الذي أجرته بلادهم مؤخرا، كان ناجحا. وأن لا جدوى من تهديدها.

وقال ترامب خلال ملتقى ديني للمسيحيين في واشنطن، أمس: «يتعين على الولايات المتحدة أن تبقى دائما مجتمعا متسامحا، يحترم فيه جميع الأديان. علينا أن نشعر بالأمن والأمان». وأضاف: الإرهاب هو التهديد الأساسي للحريات الدينية ويجب أن يتوقف ذلك وسيوقف. مطالبا «كل الأمم» بمواجهة إرهاب «داعش» ضد المسيحيين. وتابع: في الوقت نفسه رأينا مسلمين يتعرضون لأفعال وحشية على يد «داعش» أيضا.

وتطرق إلى تشديد الإجراءات على دخول الأجانب إلى الولايات المتحدة، معلنا أنه سيطور نظاما «يضمن دخول من يحب قيم بلادنا فقط». ودعا إلى ترقب إنجازات وزير الدفاع الأميركي الجديد جيمس ماتيس، مؤكدا أنه «لم يخسر في أي معركة».

من جهة ثانية، قال ترامب في تغريدات على حسابه في «تويتر»: على إيران أن تكون ممتنة للصفقة الفظيعة التي أبرمتها الولايات المتحدة معها. في إشارة إلى الاتفاق النووي الإيراني. وأضاف: إيران كانت على وشك الانهيار، حتى أعطتها الولايات المتحدة فرصة للحياة بصفقة قيمتها 150 مليار دولار.

وأكد ترامب أمس، أن إيران تم تحذيرها رسميا بعد أن أطلقت صاروخا بالستيا. وبعد يوم من إعلان مستشار الأمن القومي الأميركي، مايكل فلين، أنه حذر طهران، قال ترامب، إن كل الخيارات «مطروحة على الطاولة» فيما يتعلق بالرد على تجربة الصاروخ الباليستي الإيرانية.

على صعيد آخر، نفت واشنطن ومكسيكو ما تداولته وسائل الإعلام من أن الرئيس الأميركي «هدد نظيره المكسيكي» خلال مكالمة هاتفية جمعتهما، بإرسال قوات أميركية إلى بلاده لتهدئة «حفنة من الأشرار» هناك. وتناقلت وكالات الأنباء مقاطع منسوبة للحوار، الذي دار بين الرئيس الأميركي ترامب، والمكسيكي إنيركي بينيا نييتو، نسب فيها لترامب مخاطبته نظيره المكسيكي بالقول :«يوجد لديكم خلية من الأشرار وأنتم لا تفعلون ما يكفي، لإيقافهم. أعتقد أن جيشكم قد أخيف. وجيشنا لم يخف، لذلك استطيع مبدئيا إرساله إليكم هناك لكي يهتم بهذا الأمر».

وذكر مسؤول في البيت الأبيض، أن الملاحظة كانت «من باب المزاح» في إشارة إلى التعاون بين البلدين في مكافحة عصابات المخدرات. وفق ما نقلت «الأسوشيتد برس».

وكان تراب أكد في حوار مع قناة »CBN« أنه أجرى في 27 الماضي اتصالا هاتفيا مع الرئيس المكسيكي الذي ألغى زيارته إلى واشنطن بسبب خطط الإدارة الأميركية لبناء جدار على الحدود الجنوبية، على حساب المكسيك. وقال ترامب في هذا الصدد «لتوي تحدثت مع سلطات المكسيك وبالأصح مع الرئيس نفسه. هو رجل جيد، ونحن سنرى ما سيكون لاحقا. سنرى ما سيحصل لاحقا. واصفا الحوار بأنه كان «دافئا للغاية». وبالمقابل، صرح الرئيس المكسيكي، في وقت سابق، بأن بلاده تعول أن يكون لها علاقات جيدة مع إدارة ترامب، لكنها لن تدفع مقابل بناء الجدار الحدودي.

في سياق منفصل، أفادت تقارير إعلامية بأن الرئيس ترامب تشاجر مع رئيس وزراء أستراليا مالكولم ترنبول، أثناء اتصال هاتفي بينهما بسبب اتفاق سابق حول استقبال لاجئين من أستراليا. لكن تورنبول، نفى التقارير التي ذكرت أن ترامب أغلق الهاتف في وجهه، أثناء مكالمة بينهما الأسبوع الماضي. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست»» الأميركية عن مصادر لها، أن ترامب أنهى الاتصال مع تيرنبول، السبت الماضي، بشكل مبكر، معتبرا هذه المكالمة أسوأ اتصال له مع زعيم دولة أجنبية. وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الأسترالي ذكّر أثناء المكالمة، بأن واشنطن التزمت سابقا باستقبال عدد من اللاجئين الذين قدم معظمهم من الشرق الأوسط من أستراليا.

وكتب الرئيس الأميركي في حسابه على «تويتر» أمس«يمكنكم أن تصدقوا ذلك؟ إدارة أوباما وافقت على استقبال آلاف المهاجرين غير الشرعيين من أستراليا. لماذا؟ سأدرس هذه الصفقة المغفلة!». وبحسب تقارير إعلامية، اتهم ترامب سلطات أستراليا بالسعي إلى إرسال إرهابيين جدد إلى الولايات المتحدة. والحديث يدور عن استقبال الولايات المتحدة نحو 1250 شخصا، معظمهم من العراق والسودان وإيران والصومال، بعد خضوعهم للإجراءات الأمنية المطلوبة.

مشروع الكونغرس

وتقدم أربعة أعضاء في الكونغرس الأميركي، بمشروع قرار لفرض عقوبات جديدة ضد إيران، على خلفية برنامج الصواريخ البالستية وزعمهم أن طهران تدعم الإرهاب وتنتهك حقوق الإنسان. والأعضاء الاربعة من الحزب الجمهوري، يترأسون الفريق الخاص بالشؤون «الإسرائيلية» في الكونغرس وهم: لي زيلدين، بيتر روسكيم، ليونارد لانس وداغ ليمبرون.

ويدعو نص مشروع القرار إلى فرض عقوبات على الحرس الثوري الإيراني، وشركة الطيران الإيرانية Mahan Aiبسبب ما وصفه بمساعدة الحرس الثوري الإيراني «في نشر الإرهاب والاقتتال». كما دعا المشروع إلى فرض عقوبات جديدة ضد شخصيات، تعمل على تطوير برنامج الصواريخ البالستية الإيراني.

الخارجية الروسية

في هذا السياق، دعت وزارة الخارجية الروسية واشنطن إلى الامتناع عن فرض عقوبات جديدة ضد طهران، مشيرة إلى أن ذلك من شأنه أن يعقد تنفيذ الاتفاق النووي.

وصرح مدير دائرة الأمن ونزع الأسلحة بوزارة الخارجية الروسية ميخائيل أوليانوف، يوم أمس، بأن القيام بخطوات جذرية من شأنه تعقيد تنفيذ خطة العمل الشاملة والمشتركة بخصوص البرنامج النووي الإيراني. وإن «أي إجراءات جذرية، بما في ذلك فرض عقوبات، من شأنها في الظروف الحالية، أن تعقد تنفيذ الاتفاق بنجاح». داعيا واشنطن إلى عدم اتخاذ مثل هذه الخطوات.

دهقان

في المقابل، قال وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان، أن الاختبار الصاروخي الذي أجرته بلاده مؤخرا، كان ناجحا، في رد منه على إعلان واشنطن فشل الاختبار.

وأكد دهقان لوكالة ««تسنيم» أمس: «إن الاختبارات الصاروخية الإيرانية لم تخالف الاتفاق النووي والقرار الدولي رقم 2231 ولا تنتهكهما»».

ومن جهته، أكد علي أكبر ولايتي، أحد كبار مستشاري المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، أثناء مؤتمر صحافي أمس، أن الصواريخ التي جرى اختبارها دفاعية، معلنا مواصلة إيران نشاطها الصاروخي بقوة. وقال ولايتي وهو رئيس مركز الأبحاث الاستراتيجية لمجمع تشخيص مصلحة النظام، إنه «لا جدوى من تهديد إيران» و«على الرئيس الأميركي ألا يجعل من نفسه ألعوبة». وأضاف: إيران لا تكترث بالتحديات الجوفاء لساسة الولايات المتحدة. الإدارة الأميركية السابقة لم تلتزم بتعهداتها في مسألة الاتفاق النووي وكانت كل يوم تضيف حظرا على إيران يتعارض مع روح الاتفاق.

مغازلة روسيا والصين

في هذا الوقت، خففت السلطات الأميركية عقوباتها ضد هيئة الأمن الفدرالي الروسية، التي فرضت في تشرين الاول الماضي. وتسمح وثيقة ««التصريح العام رقم 1» التي نشرتها وزارة المالية الأميركية، أمس، باستثناءات محددة، بإجراء «جميع العقود والتعاملات» بمشاركة هيئة الأمن الروسية، التي فرض الحظر عليها بموجب الأمرين التنفيذيين للرئيس السابق باراك أوباما في 1 نيسان 1915 و28 كانون الأول 2016.

يذكر أن القرار الأميركي يشمل العقوبات التي فرضت ضد روسيا إثر اتهامها بالضلوع في هجمات إلكترونية على الولايات المتحدة.

كذلك، حاول وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، تهدئة قلق الصين حيال الخطط الأميركية لنشر منظومة الدرع الصاروخية في كوريا الجنوبية. ونقلت شبكة «سي ان ان» عن ماتيس قوله، أمس، إن السبب الوحيد لنشر منظومات «THAAD» للدفاع الصاروخي في أراضي كوريا الجنوبية، يرتبط بـ«التصرف الاستفزازي» لبيونغ يانغ. وأضاف: لا يجوز أن تقلق أي دولة عدا كوريا الشمالية حيال «THAAD».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى