تقرير أميركي: نقاط ضعف مقلقة في بحرية السعودية
قال تقرير أعده خبيران من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن ملابسات ضرب الحوثيين لفرقاطة سعودية في البحر الأحمر مؤخرا، تشير إلى وجود نقاط ضعف مثيرة للقلق في بحرية المملكة. وأكدت وزارة الداخلية السعودية، أمس، مقتل جندي سعودي بحرس الحدود، إثر اشتباكات، في إحدى النقاط الحدودية المتقدمة مع اليمن بمنطقة جازان جنوب غرب المملكة. كما حذر تقرير دولي، من إن تنظيم «القاعدة» في اليمن «أقوى من أي وقت مضى».
ولفت تقرير معهد واشنطن، إلى أن التسجيل المصور لحادثة الهجوم على الفرقاطة، الفرنسية الصنع والتابعة للبحرية السعودية، الذي التقط من طرف زورقين، يظهر أن زورقا ثالثا اقترب من السفينة وضرب مؤخرتها ما يؤكد أن الهجوم كان انتحاريا.
واستنتج الباحثان سايمون هندرسون وجيرمي فوغان، أن الحادث يدل على «وجود نقاط ضعف مثيرة للقلق في البحرية السعودية»، مشيرين إلى أن الهجوم وقع في وضح النهار وما كان يتعين السماح لزورق انتحاري محتمل، بالاقتراب الشديد من الفرقاطة، نظرا لقدراتها القتالية الكبيرة.
وأقر التقرير بصعوبة استعمال مدافع هذه السفينة المنصوبة في مقدمتها ومؤخرتها، في صد هجوم من هذا النوع، لكنه لفت إلى أنه «تم تصميم البارجة لحمل طائرة هليكوبتر. وليس هناك مؤشر بأنه كانت هناك مثل هذه المروحية أثناء وقوع الحادث»».
وأسدى الباحثان الأميركيان، في هذا الصدد، نصائح لحكومتهما بدآها بالتأكيد على أن السفن الحربية العاملة في باب المندب، ستظل «معرضة للخطر إلى أن يصبح الساحل اليمني الذي يبلغ طوله 1100 ميل آمنا». وتبعا لذلك، طلبا من واشنطن ««زيادة نقل التكتيكات والتقنيات والإجراءات التي تتخذها القوات الأميركية لكل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، لكي تتمكنا من الدفاع عن نفسهما بشكل أفضل، ضد الصواريخ المضادة للسفن والقوارب الصغيرة المعادية».
وألمح الباحثان، إلى أن واشنطن قد تجد في حادث الهجوم على الفرقاطة السعودية «فرصة للضغط على الرياض لكي تسعى للتوصل إلى حل دبلوماسي للصراع، بدلاً من استمرارها في المسار الذي يظهر للكثيرين بأنه حرب لا يمكن الانتصار فيها».
من جهة ثانية، قال المتحدث الأمني في وزارة الداخلية السعودية، اللواء منصور التركي «تم إطلاق نار كثيف وعشوائي عبر الحدود من قبل عناصر حوثية، مما اقتضى الرد على مصادر إطلاق النار بالمثل والسيطرة على الموقف بمساندة القوات البرية». وذكر أنه نتيجة للحادث «استشهد العريف بحرس الحدود محمد موسى حسن محزري».
في سياق آخر، قالت مجموعة الأزمات الدولية في تقرير لها يوم أمس، إن الفرع اليمني لتنظيم «القاعدة» بات أقوى من أي وقت مضى، منتقدة مقتل مدنيين في غارة أميركية الأسبوع الماضي.
وأوضحت المجموعة المستقلة، التي تحلل النزاعات حول العالم، في تقرير بعنوان «القاعدة» في اليمن: قاعدة في طور التوسع، أوضحت كيف استفاد تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» ومنافسه ما يعرف بتنظيم «الدولة الإسلامية»» من الفوضى والحرب المستعرة في اليمن منذ العام 2014. مشيرا، إلى أنه رغم الانتكاسات التي لحقت بالتنظيم، إلا أنه «يزدهر» بسبب انهيار الدولة وتنامي الطائفية والفراغات الأمنية والانهيار الاقتصادي.
ودعت مجموعة الأزمات الدولية أنه إلى «إنهاء النزاع الأساسي» وتعزيز الحكم في المناطق المعرضة للخطر واستخدام الوسائل العسكرية «بتعقل وبالتنسيق مع السلطات المحلية». وانتقدت عملية الإنزال التي قامت بها القوات الأميركية بأمر من إدارة ترامب، الأسبوع الماضي، ضد تنظيم «القاعدة» في محافظة البيضاء وسط اليمن. معتبرة أن هذه الاستراتيجية «لا تبشر بالخير أبدا».» ولفتت إلى أن العملية أسفرت عن مقتل العديد من المدنيين، بينهم على الأقل عشر نساء وأطفال، بالإضافة إلى رجال قبائل محليين.
الامارات
على صعيد مختلف، استدعت الخارجية الإماراتية القائم بأعمال السفير الإيراني في أبوظبي، أمس، احتجاجا على تزويد طهران المتمردين في اليمن بالأسلحة.
وأفادت وكالة أنباء الإمارات أن الوزارة سلمت الدبلوماسي الإيراني مذكرة احتجاج «حول تزويد إيران، بطريقة غير مشروعة، أسلحة لميليشيات الانقلاب على الشرعية في اليمن انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الملزمة التي تحظر ذلك وما يتضمنه ذلك من اعتداء على الشرعية الدولية وسيادة اليمن، وما يؤدي إليه ذلك من تأجيج الصراع فيه».