موسكو تطرد حاخام سوتشي وتؤكد زيارة روحاني وتفكك قاعدة نووية في لاتفيا
قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أمس، إن روسيا عرضت على واشنطن عقد مشاورات خبراء في مسائل الأمن السرياني. ولفت إلى أن موسكو لا تتوقع تغيرات في سياسة الإدارة الأميركية الجديدة الخاصة بنظم الدفاع المضاد للصواريخ. فيما أكد الكرملين أن هناك استعدادات جارية لزيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى موسكو في أواخر آذار المقبل. وطالب الكرملين محطة «فوكس نيوز» بالاعتذار على إساءة مراسلها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مؤتمر للرئيس الأميركي. كما طردت روسيا حاخام سوتشي لتدخله في السياسة. في حين استمر تقاطر العسكريين الأميركيين على الحدود الروسية ورست مدمرة أميركية في ليتوانيا. بينما قال تقريرأميركي، إن واشنطن ستضطر لاستيراد السلاح للّحاق بموسكو التي تقوم حاليا بتفكيك «القاعدة السوفياتية» النووية الأخيرة في لاتفيا.
ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن ريابكوف، قوله: اقتراحنا يتمثل في أن تجري مشاورات خبراء على مستوى الإدارات، بمشاركة جميع أصحاب العلاقة، في محاولة بهذا الشكل، لتوضيح هذه المسألة المثيرة للقلق الأمن السيبراني . واستطرد: هناك بعض الجوانب المثيرة للقلق. هذا ينطبق بشكل خاص على الجرائم السيبرانية جرائم الإنترنت وسرقة البيانات، فضلا عن انتهاكات حقوق الملكية الفكرية.
وأضاف: الجوانب التي لديها صبغة سياسية جادة، أيضا، يمكن أن تناقش. لقد أعلنا مرارا وتكرارا أننا مستعدون لمثل هذا النقاش. لدينا الكثير من الأسئلة التي نود توجيهها إلى الجانب الأميركي، ربما سمعتم بتصريحات مسؤولينا رفيعي المستوى، بمن فيهم نيكولاي باتروشيف ودميتري بيسكوف وغيرهم، حول الهجمات الخارجية على مواقع «الإنترنت» الروسية. نحن نحاول تجنب تحويل هذا الأمر إلى مشكلة سياسية أخرى. وتابع: نحن لا ندير سياسات مدمرة تجاه الولايات المتحدة، عرضنا يبقى قائما وسنستمر بالعمل في هذا الموضوع.
من جهة ثانية، قال ريابكوف في حديث لمجلة «مؤشر الأمن» الروسية: حتى الآن يتكون لدينا انطباع بأن الإدارة الأميركية الجديدة، لا تعتزم فرض أي تغيرات جذرية في خطط تطوير نظام الدرع الصاروخي. من المحتمل أن تركز إدارة الرئيس دونالد ترامب، أكثر، على الدفاع الإقليمي عن القسم القاري من الولايات المتحدة. وطبعا، يجب تحليل وتقييم عواقب كل ذلك.
وأضاف: أعتقد أن الإدارة الجمهورية ستواصل السير على تقاليد الإدارات الأميركية السابقة. وستعزز لاحقا، برنامج الدرع الصاروخية وبالذات، في مجال القدرات والمناورة وسرعة الانتشار. وكذلك، ستركز على العنصر البحري فيها وعلى بقية العناصر الأخرى.
على صعيد آخر، أكد الكرملين أن هناك استعدادات جارية لزيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى موسكو، في أواخر آذار المقبل، فيما قال السفير الروسي لدى طهران إن المحادثات ستركز على التسوية في سورية. ووعد دميتري بيسكوف، الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي بالإعلان عن موعد الزيارة في وقت لاحق.
فوكس نيوز
في سياق آخر، طالب الكرملين قناة «فوكس نيوز» الأميركية بتقديم الاعتذار الرسمي بعد تصريحات لأحد مراسلي القناة حول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، جاءت أثناء لقاء تلفزيوني مع الرئيس ترامب، إذ وصف الصحافي الرئيس الروسي بأنه «قاتل» يتحمل مسؤولية مصرع آلاف الأبرياء.
وقال دميتري بيسكوف، أمس: نعتبر عبارات مراسل «فوكس نيوز» مرفوضة ومهينة. مضيفا: إن الكرملين يأمل في الحصول على الاعتذار من مثل هذه الشركة التلفزيونية المحترمة.
وكان ترامب رد على مراسل «فوكس نيوز» بتذكيره بالحرب الأميركية في العراق قائلا: لقد ارتكبنا أخطاء كثيرة جدا وقُتل عدد كبير من الناس. حولنا عدد كبير من القتلة. هل تعتبر أن بلادنا بريئة لمثل هذه الدرجة؟
حاخام سوتشي
من جهتها، أمرت هيئة الهجرة الروسية، حاخام مدينة سوتشي بمغادرة البلاد، بعد إلغاء تصريح الإقامة المؤقتة المعطى له ولأطفاله القاصرين، فيما أكد الحاخام نفسه اتهامه بالتورط في قضية سياسية. ولم يصدر فرع وزارة الداخلية الروسية في مقاطعة كراسنودار الروسية الذي أبلغ الحاخام بهذا القرار، نظرا لكون مدينة سوتشي تابعة لهذا الإقليم أي توضيحات رسمية حول أمر الترحيل والسبب وراءه. فيما نشرت وسائل إعلام نص الأمر الذي يلزم الحاخام أرييه أيديلكوبف وأفراد أسرته، بمغادرة الأراضي الروسية في غضون 15 يوما.
وقال الحاخام في تصريحات لوسائل إعلام الروسية، إنه حاول الطعن في قرار ترحيله لدى المحكمة، لكن الطعن رُفض. ونفى أيديلكوبوف التهم التي وجهتها إليه السلطات الروسية، دون أن يكشف عن مضمونها، لكنه نوه بأنها ترتبط بنشاطه السياسي المزعوم. وشدد قائلا: لا أتدخل في السياسة، لست رجل سياسة، بل أنا معلم ويقوم بما يجب أن يقوم به أي حاخام. لكن اتحاد الجاليات اليهودية في روسيا، أعلن أنه يحاول أن يستوضح الوضع حول طرد الحاخام. وذكر أن القضية ترتبط بمادة من القانون الروسي تتعلق بمعاقبة «الدعوة إلى تغيير أسس النظام الدستوري عبر العنف». ومعاقبة شخص «مثل بأفعاله خطرا على أمن روسيا ومواطنيها».
قوات أطلسية
في سياق مختلف، أعلنت الأركان العامة للقوات الإستونية، أن الآليات العسكرية الثقيلة التابعة لسرية المشاة في الكتيبة الأولى للفوج المدرع في الجيش الأميركي، وصلت إلى أراضي إستونيا. وتضم هذه الآليات التي وصلت إلى محطة تابا، بعض الدبابات وعربات المشاة القتالية وتجري عملية إنزالها حاليا. وكان طواقم هذه الآليات قد وصلوا إلى إستونيا يوم الجمعة الماضي. وفي وقت سابق أعلنت السفارة الأميركية في تالين، أن الكتيبة الأولى من الفوج رقم 68 الأميركي ستضم في تسليحها 4 دبابات M1A2 Abrams و15 عربة مشاة قتالية من طراز Bradley. وستحل السرية التي وصلت أمس، مكان سرية إنزال جوي أميركية كانت انتشرت في إستونيا في أيلول 2016. ويجري كل ذلك في إطار مرحلة جديدة من عملية Atlantic Resolve لـ«الناتو» تهدف لدعم الدول الحليفة في منطقة البلطيق. وسيبقى العسكريون الأميركيون في إستونيا حتى الربيع، إلى أن تصل السرية الدولية التابعة للحلف.
وكانت قمة «الناتو» التي انعقدت في وارسو في 8 تموز من العام الماضي، قررت نشر كتائب متعددة الجنسيات، خلال العام 2017، في كل من لاتفيا تحت قيادة كندا وليتوانيا تحت قيادة ألمانيا وإستونيا تحت قيادة بريطانيا وبولندا تحت قيادة الولايات المتحدة .
في هذا السياق، دخلت المدمرة الصاروخية الأميركية «USS Hue City/CG-66» من فئة Ticonderoga إلى ميناء «كلايبيدا» الليتواني، القريب من مقاطعة كالينينغراد الروسية، على بحر البلطيق. أعلنت ذلك وزارة الدفاع الليتوانية، أمس. وذكرت أن وصول المدمرة الأميركية يدل على عزم وإصرار الشركاء الأميركيين، المضي قدما في تعزيز التعاون مع الحلفاء في «الناتو»، من أجل تقوية أمن الحدود البحرية لدول البلطيق. وأشار إلى أنها ستبقى في «كلايبيدا» حتى 10 شباط الحالي.
على صعيد آخر، كتبت صحيفة National Interest التحليلية الأميركية، أن الرئيس ترامب إذا ما أراد تطبيق شعار «صنع في أميركا» سيضطر لشراء السلاح من روسيا والصين، للحصول منهما على التكنولوجيا المتطورة. وذكّرت بتحذيرات مختلف الخبراء، التي تنبّه إلى احتمال فقدان الولايات المتحدة موقع الصدارة في مجال الصناعات العسكرية. وبما خلص إليه مركز بحوث الكونغرس الأميركي ليشير إلى المخاوف نفسها.
وورد في تقرير المركز، كما نقلته National Interest: «من المرجح ظهور منظومة أو عدة منظومات قتالية متفوقة على مثيلاتها الأميركية»، لافتا إلى وجود حزمة كبيرة من الأسلحة الأميركية التي فقدت تفوقها على مثيلاتها الأجنبية، أو تأخرت عنها.
ومضت National Interest تقول: إن الحظ كان حليف الولايات المتحدة إبان حرب الخليج، حيث لم يواجه جيشها في ذلك الحين، الأسلحة المتطورة المطلوبة، ولأن الاتحاد السوفياتي لم يكن يصدر لبلدان العالم الثالث سوى الأسلحة «المختصرة»، مشيرة إلى أن الحال قد تبدل في الوقت الراهن وأن روسيا والصين صارتا تبيعان السلاح المتطور على قدم وساق.
في سياق معاكس، بدأت في لاتفيا أعمال تفكيك القاعدة السوفياتية الأخيرة التي كانت تضم صواريخ نووية. وذكر موقع Delfi أن مجمع «دفينا P-12»الصاروخي يقع في تيرزي على بعد 14 كلم من مدينة غولبني. وفي القاعدة المذكورة توجد أربعة أنفاق لإطلاق الصواريخ النووية، عمق كل منها 32 مترا. وكذلك، يوجد مركز قيادة تحت الأرض لتوجيه هذه الأسلحة النووية.
ونقل الموقع عن مارتينيش مالنيكس، رئيس الشركة التي تنفذ أعمال تفكيك القاعدة، قوله: سيتم تفكيك منشآت القاعدة بالكامل. وهي عبارة عن مبنى من 10 طوابق تحت الأرض، مقسم إلى مستويات عدة، شيد من الخرسانة القوية جدا. وأشار إلى أن كلفة العملية بالكامل ستصل إلى حوالى 190 ألف يورو وستنفذ خلال 6 أشهر.
يذكر أن عدد القواعد النووية السوفياتية في لاتفيا، كان 12 قاعدة مجهزة بصواريخ نووية، خمس منها تحت الأرض.