ترامب يدافع عن علاقته بالرئيس الروسي ولافروف يرد التحية

جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، نفي وجود أي مصالح لشركاته في روسيا، وقال في معرض تعليقه على علاقته المزعومة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: إن «الكارهين أصيبوا بالجنون». في دفاع غير مباشر عن علاقته ببوتين. واعترف وزير الأمن الأميركي بأنه استعجل في تحضير مرسوم الهجرة. فيما رد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، التحية لترامب معتبرا أن موقفه قد أثر بشكل إيجابي على وضع تشكيل جبهة مشتركة لمكافحة الإرهاب. في تضارب مع ما أفادت به صحيفة «Daily Beast» بأن العمل جار في الولايات المتحدة لتشكيل مركز جديد لممارسة الحرب الإعلامية ضد روسيا. وسجل أمس وصول المزيد من التعزيزات العسكرية الألمانية إلى ليتوانيا. كما دخلت حاملة الطائرات الاميركية «جورج بوش» إلى المتوسط.

وكتب ترامب، أمس، في تغريدة على حسابه في موقع «تويتر: «إنني لا أعرف بوتين وليست لدي أي صفقات في روسيا. والكارهون يصيبهم الجنون. وفي الوقت نفسه يحق لأوباما أن يعقد صفقة مع إيران، الدولة الإرهابية الأولى، ولا مشكلة!».

وفي سياق آخر، أفاد المكتب الإعلامي للبيت الأبيض، بأن الرئيس ترامب سيجري في وقت متأخر أمس، محادثات هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان. وسيجري ترامب قبل ذلك، مكالمة هاتفية مع رئيس وزراء إسبانيا ماريانو راخوي.

لافروف

من ناحية ثانية، قال لافروف في حديث لوكالة «تاس» الروسية، أمس: من الواضح في المرحلة الحالية، أن الموقف الثابت للرئيس الأميركي دونالد ترامب، بشأن أولوية مكافحة الإرهاب الدولي وقبل كل شيء «داعش» للولايات المتحدة على الساحة الدولية، قد بدأ يؤثر إيجابيا على الوضع العام حول تشكيل جبهة مشتركة لمكافحة الإرهاب. وهو ما دعا إليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2015.

أضاف الوزير الروسي: الإدارة الأميركية الحالية، بحسب رأيي، أقل أيديولوجية وأكثر ميلا لتحقيق نتائج محددة. وأنا على قناعة بأن النتائج في هذه الحالة ستكون أكثر أهمية وتأثيرا.

كما اعتبر لافروف، موقف ترامب بشأن الأزمة الأوكرانية، تطورا كبيرا مقارنة بمواقف واشنطن السابقة، قائلا إن الرئيس الأميركي الجديد أعلن أنه يريد أن يدرس هذا الموضوع وكذلك خطوات كل طرف هناك. وإن ذلك يمثل «تطورا نوعيا كبيرا مقارنة بإدارة أوباما التي حاولت أن تطالبنا بكل شيء وأن تحسن صورة الرئيس الأوكراني بوروشينكو بكل الوسائل الممكنة.

غروشكو و«الناتو»

من جهته، أكد ممثل روسيا الدائم لدى حلف «الناتو» ألكسندر غروشكو، أن الحلف يواصل تلفيق «التهديد الروسي» لتبرير توسعه في شرق أوروبا. وقال غروشكو أمس، إنه لا يرى أية دلائل جدية لتوسع الحلف في شرق اوروبا ومنطقة البحر الأسود، بعد وصول الإدارة الأميركية الجديدة إلى البيت الأبيض.

حرب إعلامية

على صعيد آخر، أفادت صحيفة «Daily Beast» بأن العمل جار في الولايات المتحدة، لتشكيل مركز جديد لممارسة الحرب الإعلامية ضد روسيا. وسيتم تنفيذ هذا النشاط من خلال إحدى مؤسسات وزارة الخارجية الأميركية التي تسمى «مركز التفاعل العالمي» Global Engagement Center GEC .

وذكرت الصحيفة، أن المبادرة في ذلك تعود إلى السناتور الجمهوري روب بورتمان وزميله الديمقراطي كريس ميرفي. وسيباشر المركز عمله في فترة لاحقة من العام الحالي، بعد أن تم تخصيص 160 مليون دولار لتغطية نشاطاته خلال عامين.

وهناك مبادرة اخرى من السيناتور الجمهوري جون ماكين وزميله الديمقراطي بن كاردين، بشأن فرض عقوبات ضد روسيا. وهي تفترض زيادة تمويل «الصحافة الروسية الموضوعية» ودعمها بمئة مليون دولار أخرى. ومن المقرر أن يقوم المركز بمتابعة الحملات الدعائية الأجنبية وتحليل تكتيكاتها والتصدي لها، مع تقديم المنح للصحافيين الأجانب ومنظمات المجتمع المدني والشركات الخاصة ومن بينها على سبيل المثال Bellingcat أو StopFake.org .

تجدر الإشارة إلى أنه تم تأسيس المركز في عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، لمواجهة الدعاية من جانب تنظيم «داعش».

وزير الأمن القومي

في سياق مختلف، تعرض وزير الأمن القومي الأميركي جون كيلي، أمس، من جانب الكونغرس لوابل عنيف من الانتقادات، بشأن تشديد سياسات الهجرة في الولايات المتحدة. وأقر كيلي في كلمة له خلال مداولات في لجنة شؤون الأمن القومي، داخل مجلس النواب، بأن المرسوم الذي وقعه الرئيس دونالد ترامب حول ذلك، كان مستعجلا. وكان يجب التأني بعض الشيء في تحضير الوثيقة وإنجازها ومناقشة الموضوع بشكل مسهب مع أعضاء الكونغرس. وقال كيلي في مجال رده على ملاحظة حول وجود استعجال في تحضير وتوقيع الوثيقة : «الذنب ذنبي».

جورج بوش في المتوسط

على صعيد آخر، وصلت حاملة الطائرات النووية الاميركية «جورج بوش» إلى قاعدة سودا بي في جزيرة كريت اليونانية. بعد أن دخلت البحر الأبيض المتوسط في 2 شباط الحالي. ومن هناك ستتوجه إلى الشرق الأوسط برفقة مجموعة من السفن الحربية الأميركية الضاربة، التي ستضم الطرادين الصاروخيين «فلبين سي» و«هيو سيتي» والمدمرتين الصاروخيتين «لابون» و«تراكستون».

وتفيد المعطيات المتوفرة، بأن الطراد «هيو سيتي» موجود منذ 6 شباط في ميناء كلابيدا الليتواني، في بحر البلطيق. وأما المدمرة «لابون» فتزور أحد الموانئ اليونانية.

وذكر مصدر في المكتب الصحافي للأسطول السادس الأميركي أن هدف السفن البحرية في المنطقة هو ضمان المصالح القومية الأميركية في أوروبا ومصالح الحلفاء في «الناتو» ومصالح الشركاء من البلدان الأفريقية والأوروبية. وكذلك، الحلفاء في التحالف المعادي «لداعش» .

تعزيزات ألمانية في ليتوانيا

في السياق، رحبت ليتوانيا رسميا أمس، بمئات الجنود الألمان الذين وصلوا في سياق عملية لحلف شمال الأطلسي، تهدف إلى تعزيز أمن حدود دول البلطيق. وقالت الرئيسة داليا غريبوسكايت، في قاعدة «روكلا» العسكرية: «ليتوانيا لم تستقبل من قبل قوات حليفة بهذا الحجم». واعتبرت «إنها رسالة واضحة وهامة للجميع: الحلف الأطلسي قوي وموحد».

والعسكريون الألمان مكلفون بقيادة كتيبة متعددة الجنسيات تابعة للحلف وتضم حوالى 1200 عنصر، يشكل الألمان القسم الأكبر منهم. وسبق أن وصلت إلى ليتوانيا وحدتان بلجيكية وهولندية، كما سينضم إليهم جنود من لوكسمبورغ والنرويج وفرنسا وكرواتيا في 2017 و2018. كذلك، سيتم نشر ثلاث كتائب مماثلة في بولندا ولاتفيا واستونيا، استجابة لطلب الدول الثلاث.

تعاون مخابراتي

من جهتها، سلمت الاستخبارات الأميركية بعض البلدان الأوروبية نسخة سرية من التقرير الخاص بهجمات الهاكرز، خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت في تشرين الثاني الماضي، حسب صحيفة «بوليتيكو». التي نقلت عن مصدر مطلع في الاستخبارات، أنه جرى تبادل للمعلومات بين الأجهزة حول هذا الموضوع. وأن الجانب الأميركي أراد من خلال ذلك، مساعدة بعض الدول الأوروبية المقبلة على انتخابات.

ونوهت الصحيفة بأن الاستخبارات الأميركية تعمل مع بعض الدول الأوروبية، لكي تتحقق من أنها لن تقع ضحية حملة إلكترونية كتلك التي هزت الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.

لكن الصحيفة لم تحدد عن أي دول بالذات يدور الحديث، بل أشارت فقط إلى أن أشكالا مختلفة من الانتخابات ستجرى هذا العام، في ألمانيا وفرنسا والنرويج وهولندا. وهي دول حليفة للولايات المتحدة في «الناتو» وفي الأمم المتحدة.

تجدر الإشارة إلى أن بعض المسؤولين في الاستخبارات الأميركية كانوا أعلنوا في تشرين الأول 2016، أن «هاكرز روس» يقفون خلف أكثر الهجمات السيبرانية ضد المنظومة الانتخابية في البلاد. وزعموا أن هذه الهجمات جرت بتوجيه من القيادة الروسية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى