لحود: من المعيب أن نستجدي الدول الداعمة للإرهاب بدل الاستعانة بسورية
أسف الرئيس العماد إميل لحود «لحال التردي التي وصل إليها لبنان، وقد بلغت حداً وجودياً بكلّ المعايير، وذلك بسبب تعرض الجيش اللبناني الباسل لحرب إرهابية تكفيرية على أرضه وتخاذل أولي الشأن عن المبادرات القوية والحلول الناجعة لحسم الموقف لما فيه مصلحة لبنان العليا وهيبة الدولة والجيش».
وقال في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي: «الناس حيارى، والقلق لا يقتصر على أهل العسكريين الرهائن الذين يصفيهم الإرهاب عمداً وبدم بارد وبوسائل وحشية علّه يزرع الفتنة بين اللبنانيين ويصل إلى مآربه وغايات رعاته. الشعب يسأل عن الحل، ويأتيه الجواب باللاءات، وليس بالنعم الحاسمة». ورأى أنّ «من الصعب، لا بل من غير اللائق، في هذه الأزمنة الرديئة التبجح بإنجازات عهدنا على صعيد ضرب الإرهاب بدءاً من الضنية من دون أن نستأذن أحداً، إلا أنّ الشمس ساطعة والحقيقة ظاهرة للعيان: لا يكفي أن نقول إننا متضامنون ضد الإرهاب، بل يجب على الممسكين بزمام الأمور اتخاذ القرار الموحد والفعلي وإعطاء الأمر إلى الجيش الوطني الباسل بأن يحسم المعركة والطلب من الدولة السورية مباشرة التعاون عند الاقتضاء في سبيل إنجاز المهمة، وإن اقتضى الأمر الاستعانة بالطيران الشقيق، وفقاً للاتفاقات المعقودة بين لبنان وسورية والتي لا تزال سارية المفعول، حتى إنّ الحاجة إليها اليوم هي ألحّ من كل يوم».
وأضاف لحود: «إنّ المهمة يجب أن تنتهي بسرعة خاطفة، وفقاً لخطة عسكرية محكمة وتصميم وتنفيذ متماسك، ذلك أننا نتلقى كل يوم جرعة إرهاب، هي سم خبيث ينسل إلى جسد الوطن ويوهنه. إنه من المعيب حقاً أن نستجدي الدول التي ترعى هذا الإرهاب التكفيري وتموله وتحرضه وتسلحه وتؤمن له الممرات الآمنة وتنقله، كالخلايا السرطانية، من دولة إلى دولة، كما إنه من المعيب أيضاً أن نمتنع عن الاستعانة بجيش الشقيق الأقرب لأنّ إرادة خارجية حاقدة تمنعنا من ذلك ويحلو لها أن ترانا ننزف وندخل في أحلاف لا فائدة منها، علّنا ننقض بالنهاية على ذاتنا وروافد قوتنا من وحدة وطنية وجيش ومقاومة». ولفت إلى أنّ «الوضع لا يحتمل التأجيل، والقرار قرارنا وليس قرار سوانا لتحرير رهائننا الأبطال واستعادة جثامين شهدائنا وجرحانا وطرد التكفير القاتل من أرضنا بعد دحره وإلحاق الهزيمة به، وهو لا يزال حتى الساعة على تخومنا الشرقية مع سورية، قبل أن تنتقل العدوى إلى أماكن أخرى».
واختتم لحود: «هذا هو الموقف الجريء المطلوب اليوم قبل الغد، ذلك أنّ استقلالنا هو على المحك بعد أن استرهن قرارنا السيادي الآخرون».