نصرالله: عندما يسكن البيت الأبيض أحمق فذلك باب فرج للمستضعفين في العالم

جدّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله التزام حزب الله الحقيقي بالنسبيّة، لكنّه أكّد «أنّنا منفتحون على أيّ نقاش وحوار حول أيّ اقتراح قانون معقول يؤدّي إلى انتخابٍ عادل»، محذّراً من أنّ «الوصول إلى لحظة الاستحقاق والذهاب إلى المجهول أمر خطير جداً»، ورفض فرض ضرائب جديدة على الفقراء، وطالب الدولة «بمعالجة الأمور في البقاع من ضمن القانون، وبأن لا يقتصر دورها في البقاع على الأمن وإنما الإنماء أيضاً، وأن تقرِّر في موضوع العفو حيث يجب».

وأكّد أنّ الحزب يساند بقوة أيّ وقف لإطلاق النار يُتّفق عليه في سورية ويعطي المجال للحلول السياسية، وطالب الحكومة اللبنانية بعدم المكابرة والحديث مع الحكومة السورية في شأن النازحين. وأكّد أنّنا لسنا خائفين من الإدارة الأميركيّة الجديدة، لأنّه عندما يسكن في البيت الأبيض أحمق ويجاهر بحماقته، فإنّ في ذلك باب فرج للمستضعفين في العالم».

مواقف السيد نصرالله جاءت خلال كلمة له عبر شاشة عملاقة خلال احتفال تأبينيّ لعضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ حسين عبيد في بلدة أنصار البقاعية، أكّد فيها أنّ الحزب يؤيّد ويساند بقوة أيّ وقف لإطلاق النار يُتّفق عليه في سورية، وأنّه يدعم أيّ إجراء يوقف نزف الدماء في سورية ويعطي المجال للحلول السياسيّة»، كما شدّد على أنّ الحزب حريص على معالجة الأزمات الإنسانيّة الخانقة في سورية وفي مقدّمها الفوعة وكفريا، مُعرباً في الوقت ذاته عن دعمه لكلّ مصالحة وتسوية داخلية بين السوريّين أنفسهم.

ودحض كلّ ما يتردّد عن سعي حزب الله لإحداث تغييرات ديموغرافية في سورية، واصفاً ما يُشاع بأنّه «أكاذيب وافتراءات تهدف إلى لتحريض المذهبي والطائفي»، ولافتاً إلى أنّ «الانتصار في حلب ساهم إلى حدّ كبير في دفع المصالحات والتسويات في سورية».

واعتبر السيد نصرالله، أنّ «ملف النازحين السوريّين يجب ألّا تتمّ مقاربته في لبنان كملف طائفي أو مذهبي، مؤكّداً أنّ حلّه يكون بالتعاون معاً لعودة أغلب النازحين إلى بلدهم ومنازلهم»، مطالباً الحكومة اللبنانيّة بالخروج من المكابرة وتتحدّث مع الحكومة السورية بخصوص ملف النازحين، مؤكّداً أنّ حزب الله حاضر ليكون في خدمة الحكومة اللبنانية إذا قرّرت أن تتصرّف إنسانياً ووطنياً وجديّاً.

وفي سياقٍ متصل، تطرّق السيد نصرالله إلى الدور التركي في سورية، لافتاً إلى أنّ «هناك تحوّلاً كبيراً في سورية من جملته الموقف التركي اتجاه داعش»، مشيراً إلى أنّ «انتصار حلب فتح حواراً مع بعض الجماعات المسلّحة، وفتح الباب أمام وقف إطلاق نار صمد بنسبة كبيرة جداً».

وقال: «العالم كلّه أتى بعد ست سنوات ليقاتل من خرجنا نحن قبل سنوات لقتالهم في سورية»، مؤكّداً أنّ «المسار في سورية أخذ منحىً آخر بفضل صمود السوريّين والقيادة والجيش والشعب السوري، وكلّ من رفض الخضوع للإرهاب التكفيري».

وفي الشأن اللبناني، أكّد السيد نصرالله أنّ لبنان ينعم بالاستقرار السياسي والأمني في لبنان رغم كلّ ما يحيط به من توتّرات، داعياً اللبنانيين إلى التمسّك بذلك وألّا يغامروا بالنسبة للوضع الأمني الممسوك في بلدهم.

وجدّد موقف حزب الله الداعم لقانون انتخابي جديد على أساس النسبيّة، لافتاً إلى أنّ الجميع «مع قانون انتخاب عادل يتيح للجميع أن يُمثَّلوا في المجلس النيابي ولا يلغي أحداً».

وإذ أوضح السيد نصرالله أنّ «القانون النسبي لا يُقصي أحداً، بل يعطي لكلّ ذي حق حقّه ولكلّ ذي حجم حجمه»، شدّد على أنّ التزام حزب الله الحقيقي هو النسبيّة، وقال: «نحن حريصون على بقاء وتمثيل كلّ الأحزاب والجماعات والعائلات والبيوتات السياسيّة».

ولفتَ إلى عدم وجود نقاش جدّي بشأن قانون الانتخاب حتى الآن، محذّراً من خطورة الوصول إلى لحظة الاستحقاق الانتخابي، وموضحاً أنّ «الوصول إلى لحظة الاستحقاق والذهاب إلى المجهول أمر خطير جداً».

وخلص إلى تأكيد «التزام حزب الله الحقيقي بالنسبيّة»، لكنّه قال: «نحن منفتحون على أيّ نقاش وحوار حول أيّ اقتراح قانون معقول يؤدّي إلى انتخاب عادل».

كما تطرّق السيد نصرالله إلى الموضوع الأمني وما نشهده في لبنان من استقرار، داعياً الشعب اللبناني إلى «الحفاظ على هذا الاستقرار وعدم الاستهتار بهذا الموضوع»، منوّهاً بالجيش اللبناني وقيادته ومخابراته.

وأسف «لتسليط الضوء أكثر على أيّ حادثة تحصل في البقاع، مع أنّه تحصل مثلها في غير منطقة»، معتبراً «أنّ الأمر مقصود للإساءة إلى بيئة أهل البقاع».

وطالب الدولة «بتحمّل مسؤوليّاتها في البقاع بشكلٍ جدّي، وأن يتعاطى الجيش والأجهزة الأمنيّة في معالجة الأمور في البقاع من ضمن القانون، وكذلك أن يتعاون أهلنا في البقاع مع الدولة»، مطالباً الدولة «أن لا يقتصر دورها في البقاع على الأمن وإنّما الإنماء أيضاً، وأن تقرِّر في موضوع العفو حيث يجب».

وأعلن «رفضه أيّ ضرائب جديدة، لأنّ غالبيّة الشعب اللبناني إمّا فقير أو تحت خط الفقر»، مشدّداً على «وقف الهدر والفساد والسمسرة وبعض الإنفاق الذي لا فائدة منه، ومشاريع «طلعت ريحتها»، لأنّ في هذه الأمور يمكن توفير المال لا من خلال ضرائب جديدة».

وعلّق على كتابات تقول إنّ حزب الله خائف وقلق من وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الحكم، وقال: «ما الفارق، الذي قبل ترامب كان يضع غطاء على وجهه ويفرض عقوبات ويصنع «داعش» كي يسيء إلى دينك، أمّا الرئيس الجديد فإنّه كشف عن الوجه الحقيقي للإدارة الأميركيّة القاتلة والمتآمرة».

وقال: «نحن غير زعلانين، أمّا الخوف فأقول لكلّ من يخطب ويكتب أنّه كنّا في العام 1982، حيث كنّا قلّة مستضعفة وكان الجيش «الإسرائيلي» يحتلّ نصف لبنان، ومعه عشرات آلاف الجنود وأساطيل أميركا وأوروبا في البحر والبرّ، ومع ذلك لم نخف، وبعدها دفع بوش الابن بحربه علينا ولم نخف، لذلك لا ترامب ولا بوش ولا جدّه ولا كلّ هؤلاء العنصريّين يمكن أن يمسّوا بأطفالنا وشيوخنا».

وقال: «نحن لسنا خائفين، لأنّه عندما يسكن في البيت الأبيض أحمق ويجاهر بحماقته، فإنّ في ذلك باب فرج للمستضعفين في العالم».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى