ترامب والحشد وطهران… من سينتصر في الميدان؟
مصطفى حكمت العراقي
ما أن انتهت الصفحة الأعظم لجهة استعادة الساحل الأيسر للموصل والتي تزامنت مع وصول ترامب للسلطة في واشنطن حتى بدأت الأنظار شاخصة لما قد يحصل من عراقيل وتصادم عند تحرير الساحل الأيمن والجيب الممتدّ للحدود السورية العراقية التي شكلت الشريان المغذي لداعش على طرفي الحدود، لذلك اعلن الحشد الشعبي نيته التوجه إلى الحدود لمسكها بعد استعادة مركز قضاء تلعفر المنتظر تحريره بعد ايام، لانّ مسك الحدود هو الأهمّ من كلّ هذه المعارك، لذلك تحاول واشنطن وبحسب مصادر رفيعة في الحشد عرقلة تلك المساعي عبر إرسال حلفائها في الأرض لمسك الحدود من الأنبار وصولاً للحدود من جهة الموصل، ما قد يمنع التنسيق الواجب وجوده وصولاً لاحتمالية حصول صدام في المرحلة المقبلة، لأنّ استراتيجية ترامب الجديدة تجاه المنطقة عموماً والعراق خصوصاً غير واضحة المعالم حتى اللحظة، رغم المؤشرات الأولية التي ترفع من مؤشر الصدام خصوصاً في العراق الذي يريد تثبيت أقدامه فيه بعد ان بدأت ملامح التسوية السورية تلوح في الأفق بدور غير مباشر لواشنطن عبر الأردن مؤخراً، لذلك فإنّ ترامب الذي يريد إيقاف جموح طهران كما يقول لم يتبقّ له الا العراق الذي يقع تحت سيطرة طهران كما يتبجّح بذلك مراراً وتكراراً صاحب الشعر الأصفر في البيت الابيض الذي غرّد مؤخراً بأنه لن يكون لن يكون لطيفاً كما كان سلفه أوباما مع طهران، م وأنّ إيران تستحوذ بسرعة على معظم العراق حتى بعد أن أهدرت الولايات المتحدة هناك 3 تريليونات دولار…
يقول كلّ ذلك واكثر لجهة الهجوم على طهران ودورها في العراق بالذات، لذلك فمن المتوقع أن يحاول ترامب تصعيد الضغوط على طهران وحلفائها في العراق، كالحشد الشعبي، والسعب لعدم اعطائه دوراً بارزاً في ختام المعارك، لذلك بدأ المحور الأميركي المتواجد بقوة في العراق بإجراءات عملية لعرقلة نوايا الحشد الشعبي للسيطرة على كامل الحدود بين بغداد ودمشق كوسيلة احترازية لمنع تكرار سيناريو سقوط المحافظات العراقية تباعاً بيد الإرهاب وتحت أنظار واشنطن وطائراتها المتزاحمة في سماء العراق منذ الاحتلال والى اليوم فبعد أن دخلت الطائرات الأميركية في سبات عميق وجدناها اليوم تصحو فجأة إذ كشفت مصادر ميدانية لـ«البناء» بأنّ طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن زادت في الأيام الأخيرة من طلعاتها الجوية على مواقع داعش في جزيرة الأنبار الشاسعة التي تضمّ عددا كبيرا من مسلحي داعش لم يتمّ حسم أمورهم الى الآن.
ترافق ذلك مع زيارة مفاجئة لجنرال اميركي رفيع إلى قاعدة عين الأسد التي تتمركز فيها القوات الاميركية، والتي مهّدت لتحركات عدد كبير من مقاتلي العشائر بمشاركة قوات من الجيش العراقي في عملية مفاجئة للهجوم على قضاء عانة بعد ان تمّ الإعداد للعملية من قبل جنرالات الجيش الأميركي في قاعدة عين الأسد الجوية كما كشفت مصار العشائر لـ«البناء»…
هذه الخطوات مرتبطة عضوياً بما يجري في سورية، إذ كشفت معلومات صحافية انّ ما يهمّ واشنطن هو منع إنشاء منطقة اتصال ممتدّة من طهران الى دمشق تحميها فصائل المقاومة على طرفي الحدود، ففي العراق الحشد الشعبي وفي سورية حزب الله لذلك وجدنا الأميركيين يلمّحون لعدم ممانعتهم التفاهم حول المساهمة في فك الحصار عن دير الزور بعد تحرير الرقة من داعش، اما من جهة العراق فقد تذهب واشنطن للدفع بمزيد من الجنود والضباط في العراق بعناوين مختلفة كالتدريب وتقديم الاستشارة للقوات العراقية، حتى أنّ البنتاغون بدأت بهذه الخطوات بإعلانها زيادة عدد قواتها في العراق التي تشير المصادر الميدانية إلى أنها وصلت بحدود 20 ألف جندي وقد يتزايد هذا العدد في ظلّ جنون ترامب لجهة السيطرة على العراق وأخذ نفطه وأمواله حتى وصفت قيادات الحشد أنّ القواعد الأميركية الموجودة في عين الأسد والحبانية واليعربية وغيرها من القواعد وحتى السفارة الأميركية أصبحت بمثابة الاحتلال غير المباشر للعراق لجهة حجم الوجود والتدخل في كلّ صغيرة وكبيرة وبإذن الحكومة العراقية او حتى رغماً عنها لتحقيق أهداف فشلت داعش في تحقيقها، فأصبح لزاماً تدخل المؤسّس لداعش لرسم قواعد اشتباك جديدة بأشكال جديدة لتحقيق نفس الهدف…
اما الحشد فأكد انّ التراجع غير وارد نهائياً مؤكداً عبر قياداته نيته التوجه إلى الحدود السورية العراقية بعد استعادة تلعفر والأقضية المجاورة، إضافة إلى كلام المتحدث باسمه أحمد الأسدي أنّ تشكيلات الحشد كباقي تشكيلات القوات الأمنية العراقية سيكون لها دور في ضبط الحدود العراقية مع سورية وسدّ الفجوات لمنع تدفق الإرهابيين والحفاظ على أمن البلد، حتى أنن ذهب بعيداً بحديثه عن إمكانية ملاحقة الإرهابيين حتى إلى داخل الأراضي السورية انْ تطلب الامر وحصل التنسيق بين الحكومتين العراقية والسورية، لذلك وجدنا واشنطن تروم لسلخ كلّ عوامل القوة التي أصبحت للعراق والتي تدور في غير الفلك الأميركي، وهنا سيكون للميدان كلامه الفصل، فإما السيادة مكتملة للعراق او ان تصبح بغداد محمية أميركية لا دور فيها الا لواشنطن ومن معها…