ترامب ينتقد أوباما والـ «CIA» وإقالة فلين تثير حملة اتهامات متبادلة

نفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب «نظرية المؤامرة» حول علاقاته مع روسيا. وألمح إلى أن الرئيس السابق باراك أوباما، كان رخوا أمام موسكو، التي قالت، بدورها، إن الأنباء التي تحدثت عن اتصالات فريق الرئيس ترامب بجهاز المخابرات الروسية، قبل الانتخابات الأميركية، لا أساس لها من الصحة. وأن موسكو وواشنطن لم تبدآ حتى الآن، بإعادة بناء علاقاتهما. وكشف موقع أميركي، أن إقالة مايكل فلين، جاءت نتيجة «عملية سرية» لأفراد من إدارة أوباما. واعتبر موقع «ويكيليكس»، أن فلين استقال نتيجة حملة لزعزعة الاستقرار. فيما انتقد جنرال أميركي سابق ترامب وقال إن البلاد لا يهددها أي خطر داهم. وحذرت فيديريكا موغيريني، مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي، من احتمال فقدان الولايات المتحدة موقع الزعامة في العالم.

وجاء رد فعل ترامب الغاضب هذا، تعليقا على تقارير، تناقلتها وسائل إعلام أميركية عدة، زعمت أن فريقه عقد لقاءات مع ممثلين عن الاستخبارات الروسية. إذ ذكرت قناة «CNN» أن وكالة الاستخبارات الأميركية الـ «CIA» سربت معلومات بهذا الشأن لوسائل الإعلام قصدا، من أجل منع موسكو من استغلالها لابتزاز ترامب. الذي أعتبر في سلسلة تغريدات نشرها على حسابه في موقع «تويتر»، أن هذا «الهراء» حول علاقاته مع روسيا، ليس إلا محاولة للتستر عن الأخطاء الكثيرة التي ارتكبت، في إطار الحملة الانتخابية للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.

ورأى أن «الفضيحة الحقيقية» هي أن المخابرات الأميركية كانت توزع معلومات سرية فعلا «مثل الحلوى»، في إشارة إلى التسريبات التي نشرتها «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» حول مواضيع مختلفة. وأعاد إلى الأذهان، أن «روسيا أخذت القرم» خلال فترة حكم إدارة أوباما. وتساءل: «هل كان أوباما رخوا بشكل مفرط أمام روسيا؟».

بدوره، وصف الكرملين الأنباء عن اتصالات فريق ترامب بالاستخبارات الروسية بالمزيفة. ودعا دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم أمس، إلى عدم الوثوق بالأخبار، التي تنشرها الصحف، في إشارة إلى ما ذكرته «CNN» و«نيويورك تايمز»، حول اتصالات مستشاري ومساعدي ترامب بجهاز الاستخبارات الروسية قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وقال بيسكوف: لن نصدق معلومات لا مصدر لها، أخبار الصحف، لم تستند إلى أي وقائع ولم تشر كذلك، إلى أي حقيقة. وأشار إلى أن وسائل الإعلام الأجنبية تستند إلى خمسة مصادر حول هذه الأخبار، لكنها لم تسمِ أي مصدر. مضيفا: من المؤكد أنه توجد معلومات، حول من هم هؤلاء الناس ومتى وقع ذلك، سيأتي الوقت ويصرح أحد الأشخاص بالأمر، دعونا ننتظر هذه اللحظة.

هذا وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» نقلا عن أربعة مسؤولين أميركيين، أن تسجيلات هاتفية ومكالمات تم رصدها، تظهر أن أعضاء في حملة دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة ومساعدين آخرين له، اتصلوا مرارا بمسؤولين كبار بالمخابرات الروسية، خلال العام الذي سبق الانتخابات. وأضافت: إن الاتصالات التي تم اعتراضها مختلفة عن المحادثات التي جرى التنصت عليها في العام الماضي، بين مايكل فلين مستشار ترامب السابق للأمن القومي وسيرغي كيسلياك، سفير روسيا لدى الولايات المتحدة.

علاقات البلدين

من ناحية ثانية، قال بيسكوف أمس، حول تصريحات البيت الأبيض الأخيرة: أولا، لم تبدأ بعد إعادة بناء أي شيء. وكانت هناك حتى الآن، تصريحات متبادلة حول نية ترتيب العلاقات، التي توجد حاليا في حالة حرجة للغاية لأسباب معروفة. وأشار إلى أن الرئيس بوتين لم يبحث مع نظيره ترامب، خلال الاتصال الهاتفي السابق بينهما، موضوع شبه الجزيرة القرم.

من جهة أخرى، قال المتحدث باسم الكرملين، إنه لا يرى أي شيء غريب في اتصالات مستشاري الرئيس الأميركي بمسؤولين روس، معتبرا ذلك «ممارسة دبلوماسية عادية». وأن اتصالات موسكو مع إدارة ترامب، لم تكن أكثر كثافة من اتصالاتها مع غيرها من الإدارات الأميركية.

عملية سرية

في السياق، كشف موقع «Washington Free Beacon» أن إقالة مايكل فلين، مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي، جاءت نتيجة «عملية سرية» لأفراد من الإدارة السابقة برئاسة باراك أوباما.

وحسب مصادر في البيت الأبيض وخارجه، نقل الموقع عنها الخبر، لا يستهدف تشويه سمعة فلين العلاقات مع روسيا مجددا، بمقدار ما يهدف إلى الحفاظ على الصفقة النووية مع إيران. وكان فلين دائما من أشد معارضي الاتفاق النووي مع إيران. وذكرت المصادر، أن مجوعة من «الموالين لأوباما»، بينهم بن رودس، المستشار السابق للرئيس، «خدعت» وسائل الإعلام بنشر تقارير مفبركة موجهة ضد فلين، بغية إحباط سعي إدارة الرئيس ترامب للكشف عن «تفاصيل سرية» حول الصفقة مع إيران. والتي أصرت إدارة أوباما على إبقائها سرية.

وأوضح الموقع، أن الحملة الرامية إلى وضع عراقيل أمام عمل الفريق الأمني في الإدارة الأميركية الجديدة، بدأت قبل تنصيب ترامب بأشهر عدة. وفي يوم التنصيب، كانت هذه الحملة تجري على قدم وساق. وقد شملت تسريب معلومات معينة حول حمل فريق ترامب، بغية تشويه سمعة فلين.

ويكيليكس

من جهته، أعلن موقع «ويكيليكس» أن المستشار مايكل فلين، استقال نتيجة «حملة لزعزعة الاستقرار» من قبل جواسيس أميركيين. وكذلك، الحزب الديمقراطي الأميركي والصحافة التي تؤيده.

وجاء التعليق الذي نشر على حساب «ويكيليكس» الرسمي، على موقع «تويتر»، بعد تقديم فلين استقالته وإقراره بأنه لم يطلع البيت الأبيض على كامل تفاصيل محادثاته مع السفير الروسي في واشنطن.

لا خطر داهماً

في سياق مختلف، انتقد الجنرال باري ماكافري، نهج الرئيس ترامب في إطلاق التصريحات واتخاذ إجراءات «تُضعف أمن الولايات المتحدة»، مشددا على أن البلاد لا يهددها أي خطر داهم .

وذكر موقع «إيلاف»، أن الجنرال المتقاعد ماكافري، الذي كان عمل مستشارا لرؤساء سابقين، نصح في مذكرة بهذا الخصوص، ترامب بضرورة الإصغاء والتأني. ونقل عنه قوله: بموجب الدستور، رئيس الجمهورية هو القائد العام للقوات المسلحة. وفي يده سلطة توجيهية على أجهزة إنفاذ القانون وأجهزة جمع المعلومات الخارجية. ولسوء الحظ، رئيس جمهوريتنا يطلق التصريحات ويتخذ الاجراءات التي تضعف أمن الولايات المتحدة. فالأمن القومي الأميركي وقوة اقتصادنا ليسا بتلك الصورة القاتمة التي رسمها في خطاب تنصيبه.

ووجه الجنرال الأميركي المزيد من الملاحظات للرئيس ترامب، مشيرا إلى أنه : يجب أن نتذكر أننا لا نستطيع الدفاع عن أميركا من دون تعاون وثيق مع الاتحاد الأوروبي. ولا نستطيع أن ننتهك القيم الأميركية بالدعوة إلى تعذيب المعتقلين. ولا ازدراء 122 مليون مكسيكي يؤدون دورا بالغ الأهمية لاقتصادنا وثقافتنا. وعلينا تنفيذ استراتيجيتنا للأمن القومي تنفيذا مدروسا ومخططا، بمشاركة الأجهزة التنفيذية ذات العلاقة كوزارات الدفاع والخارجية والخزانة والأمن الداخلي والطاقة والعدل ووكالة الاستخبارات المركزية. ويجب احترام سلطة الكونغرس بموجب المادة الأولى في الدستور.

واستطرد قائلا: على الرغم مما قاله الرئيس دونالد ترامب، فإن الولايات المتحدة لم تكن آمنة في تاريخنا كما هي اليوم، من نواحٍ عديدة. فنحن لا نعيش على حافة معركة هرمغدون نووية مع الاتحاد السوفياتي السابق. ولا يواجه مليونا رجل وامرأة من قواتنا المسلحة الأميركية المنتشرة عالميا والمتمرسة قتاليا، تهديدا جديا يهدد مصالح أمننا القومي. ووجودنا الوطني ليس مهددا بصورة أساسية خلال العقد المقبل، بفضل القوة الساحقة لجيشنا. وهذا كله يعني أن على الرئيس أن يتأنى ويقيّم المخاطر قبل التحرك في شأن قضايا الأمن القومي. فنحن نحتاج إلى تقديره الحذر والحصيف.

وعدّد الجنرال ماكافري الدول التي تشكل خطورة على أمن بلاده، مشددا على أن «إيران نووية» و«كوريا الشمالية المارقة» هما الخطران الداهمان، إلا أنه حذّر أيضا من الصين، لافتا إلى ضرورة مواجهة «الغطرسة البحرية والجوية الصينية، فهي تهديد لنا ولحلفائنا». وعرّج على روسيا قائلا: لسوء الحظ، شهدنا عودة القوة الروسية في عهد فلاديمير بوتين، لتشكل تهديدا لأوروبا.

زعامة العالم

في هذا المجال، أعربت فيديريكا موغيريني، مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي، عن احتمال فقدان الولايات المتحدة موقع الزعامة في العالم. وقالت موغيريني، في حديث لصحيفة «Die Welt» الألمانية: لم أر أبدا في حياتي الولايات المتحدة منقسمة ومثقلة بالنزاعات إلى هذه الدرجة، كما هي اليوم. ولكن من يريد أن يلعب دور الزعيم العالمي يجب أن يكون قويا داخليا وواثقا من نفسه ومتضامنا. وأضافت: إذا كانت أكبر ديمقراطية في العالم، تعاني التوتر على هذا المستوى، فقد يمثل ذلك عاملا يقوض الاستقرار في العالم.

وبحسب موغيريني، فإن العلاقات الأوروبية الأميركية المقبلة، ستتصف بطابع براغماتي: نحن نقترب من مرحلة جديدة في علاقاتنا. سنضطر لمناقشة كل موضوع لنفهم هل هناك تطابق في وجهات نظرنا. ولكن ذلك ليس مأساة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى