«عالبكلة»… شاخ قبل أوانه وتاه في المنافسة
جهاد أيوب
ما أن انتهى فيلم «حصار قناة الجديد»، حتى بثّت القناة المذكورة برنامج «عالبكلة»، فشعرنا أنّ الزميلة مقدّمة البرنامج نسرين ظواهرة عائدة من معركة، وكما لو كانت مشارِكة في الحصار، أو محاصَرة داخل المبنى لكثرة تشنّجها وعصبيتها، وارتفاع صوتها من دون أيّ مبرّر، مع أنّ الحلقة مسجّلة قبل وقوع الحادث.
لو تكتفي نسرين بالمحاورة بعيداً عن تقديم فقرة التعليقات الشخصية والتي لا علاقة لها بالنقد، وأحياناً «أشعر» أنّ نسرين لا تنتمي إلى عالم الصحافة المكتوبة لكثرة شخصنة تعليقاتها، وتعمّدها خالف حتى تعرف، مع أن هذه المخالفات والاختلافات المتصنّعة لم تعد مجدية، ولا تمرّ على المُشاهد في هذا الزمن، وهذا دليل القحط في الإعداد، وفي التواصل مع ما يحدث، والوقوف أمام الباب من دون الدخول إلى عمق الحدث الموضوع، أي السطحية المفرطة.
«عالبكلة» برنامج شاخ قبل أوانه رغم أنّ فكرته ليست سيئة، ولو أعيد ترميمه وإدارته من جديد لكانت النتيجة لصالحه. ومقدّمته رغم أنها أفضل من غيرها، إلا أنّها تحتاج إلى دورات في فنّ الإصغاء، وفنّ الحوار مع أنها هنا أفضل من فقرة التعليقات. وأن تتعرف عبر ورش خاصة إلى فنّ كيفية التواصل مع الحدث، وكيفية إيصال المعلومة من دون تشنّجات وصراخ وتعصيب وفوقية، وكيفية استخدام النَّفَس… وبما أننا نطلّ عبر الشاشة، علينا الاستعانة بمن يفقه في اختيار الملابس والماكياج بعيداً عن العشوائية والفوضى في المظهر.
كما على إدارة «الجديد» الانتباه إلى وقت عرض «عالبكلة»، فالمنافسة بين «لهون وبس» مع هشام حداد و«هيدا حكي» مع عادل كرم لا تصبّ في صالح «عالبكلة» أبداً، لا بل تظلمه، ويصبح البرنامج مجرّد تمرير في الوقت الضائع كما لو أن إدارة المحطة غير مقتنعة به، ولا تنتقد إذا لم يحصد «عالبكلة» المنافسة والنجاح المطلوبين.
«عالبكلة» رغم استضافة بعض النجوم لم يترك بصمة أو حالة جديدة تستحقّ الوقوف عندها. لذلك يتطلب نفضة كلّية، والاستغناء عن فقرات التعليقات، والاكتفاء بفقرة الحوار، والأهم تواضع المذيعة حينما تخاطب المشاهد وأحياناً ضيفها، أو الاستغناء عن البرنامج والابقاء على مقدّمته مع لفت نظرها إلى ما ذكرنا، والتفكير بفكرة جديدة لا تعتمد على خالف تعرف، وفي حال كهذه لن تجعل البرنامج ومقدّمته يعرفان أو ينافسان.