الأشبال… من المسؤول عن سفح براءتهم؟
رانيا مشوِّح
تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق «داعش» لم تقتصر جرائمه على القتل والتقطيع والسلب والنهب والجلد والصلب فحسب، بل امتدت لتنال من آمالنا في المستقبل، إذ طاولت مخالبهم الآثمة لاقتلاع قلوبٍ وعقولٍ صغيرة لتحشوها ثقافةً منافيةً للإنسانية والسلام فقاموا بتطويع أطفال لا تتجاوز أعمارهم العاشرة وأخذوا يلقنوهم عقيدة مشربة بالدم والذبح والانتحار.
مكافحة الإرهاب هل وضعت على لائحتها أولئك الأطفال؟
أين هي الدول الساعية إلى الحروب بحجة مكافحة الإرهاب من أولئك الأطفال؟ وهل الضربات الجوية ستحمي من وقع منهم بإيدي الجماعات المتطرفة؟ أين المنظمات الإنسانية والاتفاقات العالمية العاملة على حماية حقوق الأطفال ومستقبلهم أم هي اتفاقات كلامية لا تتعدى كونها حبراً على ورق تبدو أغلى مما كتب فيها؟!
نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عام 2013 خبراً عن تدريب الأطفال على القتال والكراهية في معسكر «أشبال الزرقاوي» وهو معسكر أقامه «داعش» ومتدربوه من الصبيان الصغار في غوطة دمشق.
كما أن جماعات متطرفة وأبرزها «داعش» أقامت في ريف حلب الغربي معسكراً تدريبياً للفتيان والأطفال وتدريبهم على السلاح وإلقاء دروس شرعيّة عن الفكر الجهادي، فيما سعى «داعش» إلى نقل تجربة الأنبار فكلنا يذكر معسكر «طيور الجنة» الذي أقامته القاعدة في العراق لتدريب الأطفال على المهمات العسكرية والتفجيرات الانتحارية بعد دروس تؤدي إلى غسيل دماغ الأطفال والفتيان.
أما على النطاق العالمي فقد أبدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بصفتها الراعية للقانون الدولي الإنساني قلقاً إزاء مسألة تجنيد الأطفال في الجيوش والجماعات المسلحة.
«داعش» يحاول أن يوّرث خلافته المزعومة لقلوبٍ نقيّة وعقولٍ بريئة ضارباً حياتهم ومستقبلهم بعرض الحائط، متجاوزاً حدود الإنسانية، مُصادراً حياة هؤلاء الأطفال وحقوقهم في اللعب والتعليم والحياة الآمنة ليزرع فيها الدم والحقد والموت. وفي النهاية ماذا سيكون الحصاد؟!