صباحات
عندما يسكن أحمق في البيت الأبيض، إن المستضعفين يستشعرون قرب الفرج.
تشبه أستانة وجنيف هذه الأيام أفران الصهر التي تستخدم لفصل المكوّنات وإعادة جمعها. حيث يجري إدخال عيّنات من مختلف تشكيلات الذي أعلنوا العداء للدولة السورية، وتعريضهم لدرجات الحرارة اللازمة لعملية فكّ وتركيب ستستمر على مراحل، حتى يتشكل مفاوض يحمل اسم المعارضة يصلح للشراكة بالعملية السياسية التي صار سقفها حكومة في ظلّ الرئاسة والدستور والجيش من الثوابت المتفق عليها. ولذلك سنشهد معارك ومؤامرات وانشقاقات في تشكيلات المعارضة والمسلحين حتى يخرج المنتج النهائي المناسب لدفتر الشروط الجديد.
في عيد العشّاق، ولكلّ من ينبض القلب له حبّاً، لن ننسى نبض الحبّ لفلسطين ولمقاومتنا ولسورية ولكلّ مقاوم ومعذّب من اليمن إلى العراق والبحرين المظلوم. لكن القلب يقول إن يوم عماد مغنية لم يكن بالصدفة في هذا التاريخ. وكم يليق العشق بالدم والروح وهو توأم روح وقلب وشريك أيام المتاعب والمصاعب ورفيق الدروب المعتمة. حتى انبلاج النور الذي يشرق علينا بشموس الفرح والانتصار.
عندما يستخدم وزير الداخلية نهاد المشنوق صوته المرتفع ليلوّح به لرئيس الجمهورية ويتبعه عقاب صقر كلّ في موضوع. وعندما يتحدّث رئيس الحكومة سعد الحريري عن ربط نزاع مع حزب الله، فالمقصود هو ربط نزاع مع رئيس الجمهورية، وعلى تيار المستقبل التوقف عن التذاكي والإجابة عن سؤال كيف سيدار ربط النزاع في عهد رئاسيّ كامل، وليس وراء الباب أوهام وأحلام بتغييرات في موازين المنطقة إلا لمزيد من الانتصارات لمحور يشكّل رئيس الجمهورية ركناً فيه. وهي الانتصارات التي أجبرتهم على قبول التسوية الرئاسية والرضوخ للسير بالعماد ميشال عون رئيساً. ينتظرون موقفاً سعودياً عند كلّ مفترق، ويتحدّثون عن الاستقلال.
يقول النائب وليد جنبلاط إنه ينام ملء جفونه وهذا صحيح بعدما ترك وديعته عند الرئيس نبيه برّي، وارتاح وترك الرئيس سعد الحريري بلا نوم لأنه فقد المظلّة التي كان يوفّرها تصعيد جنبلاط في وجه قانون النسبية، وصار عليه إما أن يسير بالتوافق أو ينهار ما بناه من تسويات. لا مكان لربط نزاع، فالاستحقاق وراء الباب، والعماد ميشال عون لا يمزح.
ترامب ونتنياهو… اجتمع «المتعوس وخايب الرجا»!
بعد الفشل في الحروب والعجز عن التسويات، ينتقل الأميركي إلى الممانعة، أي يسرق شعار محور المقاومة بتعطيل الحلول التي لا تناسبه يوم كان عاجزاً عن فرض حربه أو حلوله.