ماتيس من بغداد: الحرب ضدّ «داعش» ستكون طويلة

بالتزامن مع إعلان القوات العراقية أنّها أصبحت على مشارف مطار الموصل بعد استعادة قرية البوسيف بجنوب غربي المدينة، أثنى وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس على قدرات الجيش العراقي القتالية، الذي يخوض حرباً شديدة ضدّ تنظيم «داعش»، وذلك في أول زياره له لبغداد أمس.

وصرح ماتيس في مؤتمر صحافي، خلال زيارته التي لم يعلن عنها مسبقاً، أنّ «الكثيرين يشكّكون في مستوى الجيش العراقي، ولكن مستوى العمليات يقول إنّ أداء الجيش جيد للغاية»، مضيفاً أنّ تهديد التنظيم «لن ينتهي في عشيّة وضحاها. ندرك أنّ الحرب ستكون طويلة أمام هذا العدو، ولا أتوقّع أن تطلب منّا الحكومة العراقية ترك العراق مباشرة بعد تحرير الموصل».

وقال ماتيس، إنّه يهدف إلى الحصول على تقييم حديث لمجريات الحرب أثناء زيارته للعراق، التي تأتي بعد يوم من إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بدء معركة استعادة الساحل الأيمن غرب الموصل، التي يُحاصر فيها مسلّحو التنظيم.

وكان وزير الدفاع الأميركي قال في بداية زيارته للعراق، إنّ الجيش الأميركي في العراق «ليس للاستيلاء على نفط أحد»، متداركاً بذلك تصريحات الرئيس دونالد ترامب.

يُذكر أنّ ترامب قال في خطاب أمام مسؤولين في المخابرات المركزية الأميركية: «كان علينا أن نحتفظ بالنفط بعد الإطاحة بنظام صدام حسين في 2003، لتغطية تكاليف احتلاله .. لكن حسناً.. ربما تتاح لكم فرصة أخرى»، وهو التصريح الذي ردّ عليه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قائلاً، إنّ نفط العراق ملك للعراقيّين بحسب الدستور.

ومن الجدير بالذكر، أنّ ماتيس الجنرال المتقاعد في قوات مشاة البحرية، سبق وأن قاد القوات الأميركيّة في العراق وسعى إلى استثناء العراقيّين الذين عملوا مع الجيش الأميركي، بما في ذلك المترجمين، من حظر السفر المثير للجدل الذي أعلنه ترامب.

وتصريحات ماتيس قد تكون إشارة إلى اختلافاته السياسيّة مع ترامب، الذي اعترف بأنّ الأول لم يوافقه الرأي بشأن جدوى التعذيب كوسيلة استجواب. وفي مثال آخر على الاختلاف، نأى ماتيس بنفسه عن وصف ترامب لوسائل الإعلام بأنّها «عدو الشعب الأميركي»، قائلاً إنّه ليست لديه مشاكل مع الصحافة.

ميدانيّاً، طوى اليوم الأول من عملية «تحرير الساحل الأيمن» للموصل العراقية ساعاته بحصيلة وصلت إلى مقتل 117 إرهابياً من تنظيم «داعش» وتدمير 26 آلية بعضها مفخّخ، وأسر إرهابيَّين، فضلاً عن تفكيك الأجهزة الأمنيّة المختصة 80 عبوة ناسفة وتفجيرها، بحسب ما أعلن ريان الكلداني أمين عام كتائب «بابليون» المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي العراقي.

وبحسب الكلداني، فقد تمكَّنت القوات العراقية من تدمير خمسة أنفاق، والسيطرة على أحزمة ناسفة عدّة، إلى جانب الاستيلاء على 3 مستودعات لقذائف الهاون «120 ملم» من صناعة «داعش»، كما تمّ أسر إرهابيّين أحدهم أجنبي الجنسيّة بعد إصابته وتعطّل حزامه الناسف.

أمّا عن القرى التي تمّ تحريرها وتطهيرها بالكامل، فهي قرى العذبة، والبوجوراي، والجماسة، والكنيطرة، والكافور، والأبيض، والحياليين، ووهب، والزكروطية، واللزاكة، ومحطة كهرباء اللزاكة وسيطرة العقرب.

بدورها، رجّحت لجنة الأمن والدفاع البرلمانيّة العراقية أن تكون معركة الساحل الأيمن أسهل من الساحل الأيسر للموصل، واصفة معركة الموصل بـ«المتميّزة».

وقال رئيس اللجنة حاكم الزاملي، إنّ «مهمّة الحشد الشعبي اختُصرت على المحور الغربي، ومعركته ليست بالسهلة، وهو يقطع إمدادات «داعش» القادمة من سورية باتجاه يعزّز القطعات الأمنية».

ولفت الزاملي إلى أنّ «القطعات تحاول الحفاظ على المدنيّين من جهة، وتحاول أن تقتل الإرهابيّين من جهةٍ أخرى».

وعلى وقع إعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي انطلاق عملية «تحرير الساحل الأيمن» للموصل، سُجّل هروب العشرات من عناصر تنظيم «داعش» من الساحل الأيمن باتجاه الأراضي السوريّة.

وبحسب ما أفاد مصدر أمني عراقي، فقد عمّم التنظيم الإرهابي أسماء عناصره الفارّين لملاحقتهم، كونه يحاول الاحتفاظ بعدد من المسلّحين العرب والأجانب، عبر سجن الهاربين منهم لمدة شهرين ومعاقبتهم بـ90 جلدة في حال إعلانهم التوبة، وبخلاف ذلك يتمّ إعدامهم».

وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أنّ «داعش الإرهابي يعاني من فرار مسلّحيه العرب والأجانب وعودتهم إلى دولهم، مع قلّة توافد المسلّحين من الدول المجاورة، حيث أنّ الأعداد تراجعت كثيراً»، موضحاً أنّ «التنظيم كان يستقبل يومياً 100 مسلّح، لكن هذه الأعداد توقّفت بشكل شبه نهائي».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى