«جنيف 4» يبحث الدستور والانتخابات في سورية.. وشويغو يدعو إلى خطوات روسيّة أميركيّة مشتركة في الرقة

أعلن مكتب المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، استعداد الأمم المتحدة لإطلاق محادثات جنيف هذا الأسبوع، ولم يفصح مساعد دي ميستورا الإعلامي، مايكل كونتي، عن أسماء الشخصيات التي ستشارك بالمحادثات، بل اكتفى بالإشارة إلى أنّ الدعوات وُجّهت على قاعدة القرارات الدولية.

وقال كونتي: «أرسلنا الدعوات للأطراف السوريّة بحسب ما تنصّ عليه القرارات الدولية، ولا سيما القرار 2254»، موضحاً أنّ البند الثاني من القرار 2254 «يمنح المبعوث الدولي صلاحية الدعوة لمحادثات حول عمليّة الانتقال السياسي».

وأوضح أنّ هدف هذه الجولة من المحادثات التوصّل إلى حلول حول 3 مسائل، وهي الاتفاق على حكم لا طائفي، ووضع دستور جديد وانتخابات على أساس هذا الدستور.

وتُستأنف المفاوضات بين الحكومة والمعارضة السوريّتين غداً الخميس في 23 شباط في جنيف، وسط آمال ضعيفة في ظلّ وجود هوّة شاسعة بين الطرفين وغموض في الموقف الأميركي.

وتنطلق هذه الجولة، وهي الأولى بعد فشل المحادثات الأخيرة بين كانون الثاني ونيسان 2016، في المدينة السويسرية برعاية الأمم المتحدة.

ويرأس وفد الحكومة السورية السفير الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري، الذي يصل إلى محادثات جنيف اليوم الأربعاء، كما سيصل وفد «هيئة الرياض».

كما يُفترض تشكيل مجموعات عمل لبحث المواضيع الثلاثة الواردة في خارطة طريق للحلّ، تضمّنها قرار الأمم المتحدة 2254 الصادر في آخر 2015.

وسابقاً، ذكر دي ميستورا بأنّ خارطة الطريق تنصّ على «حكومة ذات مصداقيّة تضمّ جميع الأطراف، ودستور جديد يضعه السوريّون لا أطراف خارجيّة، وإجراء انتخابات بإشراف الأمم المتحدة، يشارك فيها اللاجئون السوريّون».

ميدانيّاً، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أنّ تعاون روسيا والولايات المتحدة في الرقة السورية ضدّ تنظيم «داعش» الإرهابي قد يصبح بداية لتعاون البلدين في مجال مكافحة الإرهاب في المنطقة.

وقال شويغو ردّاً على أسئلة طلاب في معهد العلاقات الدولية، أمس: «مهمّتنا تتمثّل في توحيد الجهود، وتوجد لدينا جميع الإمكانيات لذلك. والإرهاب الدولي هو عدوّنا المشترك».

وقال الوزير الروسي: «يمكن اليوم إطلاق خطوات مشتركة حول الرقة، إذا تحدّثنا بشكل محدّد. وكلّ شيء واضح وبديهي هناك، ولا توجد أيّة خلافات حول من يوجد هناك. ومن الممكن بدء هذا العمل»، مضيفاً أنّ ذلك يتطلّب بدء عمل بنّاء مع واشنطن على تحسين العلاقات بين البلدين.

وقال شويغو ردّاً على سؤال حول تعاون روسيا وتركيا: «الجانبان على تواصل مستمر لتجنّب وقوع حوادث جويّة قبل كلّ شيء»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّ البلدين بذلا جهوداً كبيرة من أجل تحرير شرق حلب من المسلّحين»… «أعتقد أنّنا سنضع بعد عدّة أيام خريطة دقيقة تتضمّن المعلومات حول مواقع المعارضة التي انضمّت إلى نظام وقف إطلاق النار ومواقع الإرهابيين».

وقال شويغو، إنّ تركيا، وهي العضو في حلف شمال الأطلسي، يمكن أن تبادر إلى إشراك الناتو في تشكيل تحالف حقيقي لمكافحة الإرهاب.

وفي السِّياق، واصل الجيش السوري عمليّاته العسكرية وقصفه لمواقع المسلّحين ومواقع تنظيم «داعش» في عدد من الجبهات.

وأعلن مصدر عسكري سوري، أنّ وحدات من الجيش السوري نفّذت بالتعاون مع القوات الرديفة عمليات مكثّفة خلال الليلة الماضية وفجر الثلاثاء على محاور تحرّك إرهابيّي تنظيم «داعش» التكفيري في مدينة دير الزور، تركّزت على مواقع التنظيم في معبر الحويقة القريب من نادي المهندسين، مشيراً إلى أنّ العمليات أسفرت عن تدمير 8 آليّات مزوّدة برشاشات ثقيلة ومقتل وإصابة عدد من الإرهابيّين. وكانت حامية مطار دير الزور العسكري أسقطت الاثنين طائرة استطلاع صغيرة مسيّرة عن بعد ومحمّلة بالقنابل لتنظيم «داعش»، بينما دمّرت وحدة من الجيش تحصينات وتجمّعات للتنظيم في محيط المقابر ومنطقة الحراج بقرية الحسينيّة بالريف الشمالي.

كما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات السورية ومسلّحي تنظيم «داعش» في محيط دوار البانوراما على أطراف مدينة دير الزور، ترافقت مع قصف الطائرات الحربيّة مواقع «داعش» في المقابر وحويجة صكر والبغيليّة ومحيط مطار دير الزور العسكري ودوار البانوراما وحيّي الحويقة والجبيلة بالمدينة، في حين قصف تنظيم «داعش» بقذائف الهاون مناطق في حيّ هرابش الخاضع لسيطرة الدولة السورية من دون وقوع إصابات.

وقد نفّذت وحدات من الجيش السوري مدعومة بالطيران الحربي ضربات مكثّفة على تحرّكات المجموعات المسلّحة بزعامة تنظيم «جبهة النصرة» في ريفَي حماة وإدلب. ووفقاً لمصدر عسكري سوري، فإنّ الطيران الحربي دمّر مستودعين يحويان سيارات مفخّخة معدّة للتفجير وأسلحة في مزرعة التلاوي في ناحية خان شيخون الواقعة جنوب مدينة إدلب بنحو 70 كم. وإلى الجنوب من بلدة خان شيخون، نفّذ الطيران الحربي غارة على تجمّع للمسلّحين أسفر عن إعطاب سيارة بيك أب وإصابة خمسة منهم، وأضاف المصدر أنّ العمليات أدّت إلى تدمير مقرّ لمسلّحي ما يسمّى «جند الأقصى» في قرية مورك.

وفي محيط محافظة الرقة، تجدّدت الاشتباكات العنيفة بين قوات سورية الديمقراطية المدعومة بطائرات التحالف الدولي من جهة، وتنظيم «داعش» من جهةٍ أخرى في محور ريف الرقة الشرقي، وسط تقدّم لـ«قوات سورية الديمقراطية» وسيطرتها على إحدى القرى في المنطقة، ليرتفع إلى ثلاث عشرة قرية ومزرعة تمكّنت «قوات سورية الديمقراطية» من السيطرة عليها حتى الآن بالريف الشرقي للرقة.

وفي الوقت الذي يستمرّ فيه الجيش السوري بعملياته ضدّ تنظيم «داعش» في بادية تدمر، قالت مصادر إعلامية إنّ القوات السوريّة حقّقت تقدّماً جديداً ضدّ «داعش»، وتمكّنت من السيطرة على تلّتين قرب منطقة الدوة بريف المدينة.

وفي ريف حماة الغربي، قصفت القوات السوريّة مواقع للمسلّحين في محيط قلعة المضيق بريف حماة الغربي وفي قرية الجنابرة بريف حماة الشمالي، مترافقاً مع قصف الطائرات الحربية مواقعهم في قرية الجنابرة، كما نفّذت الطائرات الحربية عدّة غارات على مواقع المسلّحين في بلدتي اللطامنة ومورك بريف حماة الشمالي، وقريتَي سرحا والجرداوي بريف حماة الشرقي، بينما استهدفت الفصائل المسلّحة بالصواريخ وقذائف الهاون تمركزات للقوات السورية في حواجز المغير وبريديج والصخر بريف حماة الشمالي الغربي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى