الأسد: سورية ماضية بكل حزم في الحرب على الإرهاب أوباما: المعركة ضد «داعش» قد تستغرق وقتاً طويلاً

قال الرئيس السوري بشار الأسد إن سورية ماضية بكل حزم في الحرب التي تخوضها منذ سنوات ضد الإرهاب التكفيري بكل أشكاله وهي مع أي جهد دولي يصب في مكافحة الإرهاب.

وأضاف خلال استقباله مستشار الأمن الوطني مبعوث رئيس الوزراء العراقي فاتح فياض: «إن نجاح هذه الجهود لا يرتبط فقط بالعمل العسكري على أهميته، بل أيضاً بالتزام الدول بالقرارات الدولية ذات الصلة وما تنص عليه من وقف كل أشكال دعم التنظيمات الإرهابية».

جاء ذلك في وقت قالت الحكومة السورية أمس إنها تلقت رسالة من وزير الخارجية الأميركي جون كيري سلمها وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري تفيد بأن الولايات المتحدة وحلفاءها يعتزمون توجيه ضربات جوية ضد تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية.

وقالت وزارة الخارجية في بيان إن «وزير الخارجية تلقى رسالة من نظيره الأميركي عبر وزير خارجية العراق يبلغه فيها أن أميركا ستستهدف قواعد تنظيم «داعش» وبعضها موجود في سورية».

وأوضحت الوزارة في بيانها أن دمشق «إذ تؤكد أنها كانت وما زالت تحارب هذا التنظيم في الرقة ودير الزور، وغيرهما من المناطق فإنها لم ولن تتوقف عن محاربته وذلك بالتعاون مع الدول المتضررة منه في شكل مباشر وعلى رأسها العراق الشقيق وتشدد في هذا الإطار على أن التنسيق بين البلدين مستمر وعلى أعلى المستويات لضرب الإرهاب كون البلدين في خندق واحد في مواجهة هذا التنظيم تنفيذاً للقرار الدولي 2170 والذي صدر بالإجماع من مجلس الأمن».

واختتمت الوزارة بيانها بالقول إن دمشق «إذ تعلن مرة أخرى أنها مع أي جهد دولي يصب في محاربة ومكافحة الإرهاب مهما كانت مسمياته من «داعش» و»جبهة النصرة» وغيرهما تشدد أن ذلك يجب أن يتم مع الحفاظ الكامل على حياة المدنيين الأبرياء وتحت السيادة الوطنية ووفقاً للمواثيق الدولية».

في غضون ذلك أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن «سفيرة الولايات المتحدة في المنظمة الدولية سامانثا باور أبلغتني شخصياً بضربات جوية أميركية وعربية وشيكة ضد أهداف تنظيم داعش الإرهابي في سورية».

وأكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن بلاده بدأت باستهداف أهداف «داعش» الإرهابي ومجموعة إرهابية من تنظيم «خراسان» التابع لتنظيم القاعدة في الأراضي السورية وذلك ضمن الاستراتيجية التي أعلن عنها سابقاً لمواجهة التنظيم، مشيراً إلى أن إنجاز هذه الاستراتيجية سيستغرق وقتاً.

وقال أوباما في مؤتمر صحافي أمس: «الليلة الماضية وبناء على قراري بدأنا باستهداف أهداف في سورية لتنظيم داعش… وقد أوضحت أن الولايات المتحدة ستهاجم أهدافاً لهذا التنظيم في العراق وسورية كي لا يتمكنوا من إيجاد ملاذ آمن أينما كان»، مذكراَ أن بلاده قالت إنها ستعمل على هذا الأمر في إطار تحالف واسع النطاق وهو ما قامت به.

وأشار أوباما إلى أن استهداف «داعش» في الأراضي السورية تم بانضمام مجموعة من «الأصدقاء والحلفاء والسعودية والأردن والبحرين وقطر»، معتبراً أن قوة التحالف لمواجهة التنظيم تظهر للعالم أن هذه الحرب ليست حرب أميركا وحدها إذ أن حكومات وشعوب الشرق الأوسط يرفضون «داعش» ويشددون على أهمية السلام والاستقرار في المنطقة.

وعاد أوباما في كلمته للتأكيد على أن «بلاده ستنتقل لدعم الخطة التي تدعمها الغالبية في الكونغرس لتدريب وتجهيز «المعارضة السورية المعتدلة»، معتبراً أن هذا الأمر هو «الطريقة الأفضل لمواجهة تنظيم داعش».

وقال أوباما: «إن هناك أكثر من أربعين دولة قدمت وعرضت مساعدتها في إطار هذه الحملة لمواجهة داعش وتدريب وتجهيز المقاتلين المعارضين في العراق وفي سورية الذين سوف يقاتلون على الأرض، وكذلك تجفيف منابع تمويل التنظيم ومنع أيضاً تدفق المقاتلين إليه من المنطقة ومن الخارج».

وشدد أوباما في كلمته على أنه يجب أن يكون واضحاً للجميع أن أي تخطيط ضد الولايات المتحدة أو محاولة استهدافها لن يكون مسموحاً وأن بلاده لن تسمح بوجود ملاذات آمنة لهؤلاء الإرهابيين.

وفي السياق، اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الخطوة العسكرية الأميركية في سورية غير قانونية لأنها تجري من دون موافقة مجلس الأمن ومن دون رضا دمشق. كما أكّد أن لا برنامج للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما.

من جهتها، شددت موسكو على أن توجيه واشنطن ضربات إلى مواقع في سورية يتطلب الحصول على موافقة دمشق أو اتخاذ قرار دولي، وليس فقط إبلاغ الحكومة السورية بذلك من جانب واحد، بحسب ما جاء في بيان صدر عن الخارجية الروسية أمس.

وأضاف البيان: «بسبب بدء الولايات المتحدة بدعم من دول أخرى عملية لتوجيه ضربات جوية تستهدف مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» الإرهابي في سورية، يذكّر الجانب الروسي بأنه لا يمكن تنفيذ مثل هذه الخطوات إلا في إطار القانون الدولي»، مشيرة إلى ضرورة الحصول على موافقة واضحة من الحكومة السورية على ذلك أو اتخاذ قرار في هذا الشأن في إطار مجلس الأمن الدولي.

وحذرت الخارجية من أن المبادرين إلى تنفيذ سيناريوات عسكرية أحادية الجانب سيتحملون كامل المسؤولية عن عواقبها.

وأضاف البيان: «مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتطلب تنسيق جهود المجتمع الدولي بأكمله بإشراف أممي، معتبراً أن «محاولات تنفيذ المهام الجيوسياسية بخرق سيادة دول المنطقة ستزيد التوتر وستؤدي إلى زعزعة الوضع أكثر».

كما أكدت موسكو ضرورة مكافحة الإرهاب على نطاق شامل ومن دون استخدام «معايير مزدوجة»، بعد لقاء جمع نائبي وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة حول سورية ستافان دي ميستورا.

وركزت محادثات الجانبين على تصاعد النشاط الإرهابي في سورية والعراق الذي يشكل خطراً كبيراً على أمن المنطقة، حيث أبلغ دي ميستورا الجانب الروسي نيته إجراء اتصالات مكثفة مع أطراف سورية وكذلك عواصم الدول المؤثرة، بما في ذلك موسكو، من أجل إيجاد مخرج للأزمة السورية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى