«سموم» الروسية ترسو في طرطوس محمّلة بمضادات جوية وبحرية

على وقع الضربات الجوية لمواقع تنظيم «داعش» الإرهابي على الأراضي السورية التي بدأها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، أعلن أمس عن وصول السفينة الحربية الروسية «سموم» إلى مرفأ طرطوس، محمّلة بمضادّات جوية وبحريّة لسورية.

وتعتبر «سموم»، الأسرع في العالم وهي مزودة بمخدات هوائية تمكنها من الارتفاع فوق سطح الماء، ومزودة بأنظمة صاروخية مضادة للسفن والغواصات وصواريخ طوربيد، ونظام دفاع جوي صاروخي مضاد للطائرات والصواريخ المجنحة من طراز كروز وتوماهوك وسواهما.

وتبلغ السرعة القصوى لهذا البارجة 54 عقدة أي ما يزيد على 100 كلم في الساعة. وتتمتع بقدرات مناورة عالية تمكنها من الإفلات من صواريخ الطوربيد المضادة للسفن. وسوف تلتحق بالتشكيلة البحرية الروسية في البحر الأبيض المتوسط بقيادة الطراد الصاروخي الثقيل «موسكفا».

إلى ذلك، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» الأميرال جون كيربي أمس، أن غارات فجر يوم 23 أيلول التي شنتها أميركا على مواقع «داعش» في سورية لا تمثل سوى البداية.

وأفاد كيربي في ندوة صحفية أن الضربات الجوية لواشنطن وحلفائها كانت ناجحة ودمرت مواقع للتنظيم الإرهابي، مشيراً إلى أن الحملة لتدمير التنظيم ما زالت متواصلة.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد أعلنت ليل الاثنين – الثلاثاء، بدء الضربات الجوية ضد مواقع تنظيم «داعش» في سورية بمساعدة شركاء آخرين.

وقال المتحدث الرسمي كيربي في بيان مقتضب، «أستطيع أن أؤكد أن القوات الأميركية وقوات الدول الشركاء قاموا بعملية عسكرية ضد مقاتلي تنظيم «داعش» في سورية بواسطة طائرات مقاتلة وصواريخ «التوماهوك».

وأعلنت القيادة المركزية الأميركية عبر بيان لها في وقت لاحق، أن الجيش الأميركي شن الضربات من سفن حربية في المياه الدولية في البحر الأحمر وشمال الخليج العربي. لافتة إلى أن الجيش وجه الضربات لتعطيل «هجوم وشيك» لمهاجمي «القاعدة» ضد المصالح الأميركية والغربية.

وأكد البيان مشاركة السعودية والإمارات والأردن والبحرين وقطر في الضربات الجوية، وأعلنت القيادة الوسطى للقوات الأميركية أن الضربات دمرت مواقع «داعش» قرب الرقة ودير الزور والبوكمال.

ومن الأهداف التي تم ضربها مراكز تدريب ومقار قيادة وسيطرة ومستودعات ومركز مالي وشاحنات دعم وآليات مصفحة.

واللافت بحسب ما جاء في بيان القيادة الأميركية، هو إعلان استهداف مواقع غرب حلب لما يعرف بتنظيم «خراسان» المرتبط بتنظيم «القاعدة» ويتزعمه الكويتي محسن الفضلي الذي تتعقبه أجهزة الاستخبارات الأميركية منذ 10 سنوات على الأقل.

بدورها، أعلنت «القوات المسلحة الأردنية» أمس في بيان أن طائرات سلاح الجو الملكي أغارت على مواقع لـ«مجموعات إرهابية» و»دمرت أهدافاً منتخبة» على الحدود مع سورية والعراق.

كما استهدفت الغارات الأميركية مراكز لـ«داعش» في البوكمال وقرية السويعية بريف دير الزور الشرقي وبلدة التبني بالريف الغربي، وأهداف لتنظيم «جبهة النصرة» في ريف إدلب في بلدة كفردريان.

وفي السياق، نقلت محطة تلفزيون تركية عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القول إن تركيا يمكنها تقديم دعم عسكري أو في مجال الإمداد والتموين للحملة الجوية التي تقودها أميركا ضد «متشددي الدولة الإسلامية» في سورية. وقال: «سنقدم الدعم اللازم للعملية. يمكن أن يكون الدعم عسكرياً أو لوجستياً».

إلى ذلك، أعلن جيش العدو «الإسرائيلي» أمس أنه أسقط بصاروخ باتريوت مقاتلة سورية قال إنها اخترقت أجواء الجولان المحتل ، وأوضح العدو أنه اعترض طائرة مقاتلة من طراز «ميغ – 21» قبل أن يسقطها بصاروخ باتريوت فوق منطقة القنيطرة.

من جانبه، أكد مصدر عسكري سوري أن «الجيش «الإسرائيلي» اعتدى على طائرة حربية سورية وأسقطها»، وأضاف أنه «في إطار دعمه لتنظيمي «داعش» و»جبهة النصرة» الإرهابيين وفي مخالفة صريحة وعلنية للقرار 2170، يعتدي الاحتلال «الإسرائيلي» على طائرة حربية سورية ويسقطها».

من جانبها، حذرت موسكو من عواقب اعتداء «إسرائيل» على الطائرة الحربية السورية وإسقاطها معبرة عن قلق روسيا إزاءه لكونه يزيد تفاقم الوضع المتوتر أصلاً في المنطقة.

وقالت الخارجية الروسية إنه «ليس من الضروري الآن فتح جبهة جديدة للصدام أمام مواجهة التحديات الصعبة للإرهاب الدولي الذي اختار الشرق الأوسط واحداً من أهدافه الرئيسية»، مشددة على وجوب توحيد جهود جميع الأطراف أصحاب المصلحة في مكافحة هذا التهديد.

وأعربت الخارجية الروسية في بيانها عن قلق روسيا البالغ إزاء الحادث، داعية إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى