بتروني لـ«البناء»: ارتفاع درجة الأخطار مع مشاركة دول إقليمية مصدّرة للنفط
أدونيس كيروز
شهدت الأسواق المالية تغيّرات وتطوّرات مختلفة عن الأسبوع الماضي، وذلك تأثراً بالضربات الأميركية الجوية، على تنظيم «داعش» في سورية والعراق، بمشاركة خمس دول عربية. ففتحت الأسهم الأميركية صباح أمس على انخفاض، لتضع مؤشر ستاندرد آند بورز في مسار نحو تسجيل ثالث هبوط له على التوالي. كما انخفض مؤشر داو جونز الصناعي 41.16 نقطة أو 0.24 في المئة إلى 17131.52 نقطة. وهبط ستاندرد آند بورز 500 بواقع 5.29 نقطة أو 0.27 في المئة إلى 1989.00 نقطة. وهوى مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا 11.91 نقطة أو 0.26 في المئة إلى 4515.78 نقطة.
أمّا المعدن الأصفر، فارتفع مع تراجع الدولار بعدما أدّت الهجمات الجوية الأميركية على سورية إلى تنامي التوترات العالمية وارتفاع الطلب على الأصول التي تشكّل ملاذات آمنة وتعريض تزويد الذهب الأسود إلى مزيد من الأخطار. وقد ارتفع الذهب بنسبة 0.8 في المئة إلى 1224.90 دولار للأوقية بعد هبوط ليومين متتاليين، ليبلغ أدنى مستوياته منذ كانون الثاني عند 1208.36 دولار في الجلسة السابقة. كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة 7.70 دولار إلى 1225.50 دولار للأوقية.
وتراجع الدولار 0.4 في المئة أمام سلّة من العملات الرئيسية بعدما ارتفع لأعلى مستوياته في أربع سنوات الإثنين قبل أن يبدّد مكاسبه إثر تحذير رئيس بنك الاحتياطي الاتحادي في نيويورك وليام دادلي من أنّ صعود الدولار من شأنه ان يعقّد مهمة المركزي الأميركي وربما يضرّ الأداء الاقتصادي للولايات المتحدة ويدفع التضخّم نحو الهبوط.
تعليقاً على هذه التغيّرات، أشار مدير منطقة الشرق الأوسط في شركة «أكتيف تريدس» البريطانية، جورج بتروني، إلى أنّ «الضربات الجوية على سورية والعراق أدت إلى ارتفاع سعر النفط والذهب بالتزامن مع تلميح من قبل بعضهم إلى استخدام قوات برية».
وفي هذا السياق، لفت بتروني إلى أنّ «الأسواق تتأثر بمخاطر هذه اللهجة التصعيدية، حتى لو لم تترجم إلى خطوات عملية»، لا سيّما أنّ «هناك خمس دول عربية مشاركة في الضربات الجوية ومنها السعودية والإمارات وهما من الدول المصدّرة للنفط، وتقعان جغرافياً ضمن مسافة تطاولها ردات عسكرية معاكسة، مما يؤدي إلى انقطاع في تزويد النفط ويرفع أكثر من درجة الأخطار». وأضاف: «من هنا نفهم ارتفاع سعر النفط، ولجوء الناس إلى الملاذ الآمن وهو الذهب»، أما عن انخفاض الدولار، فأشار بتروني إلى «طبيعة هذا التغيّر، لافتاً إلى عدم تأثر السوق على المدى البعيد، طالما اقتصرت العمليات على الضربات الجوية فقط».
اليورو يتنفّس
ابتعد اليورو عن أدنى مستوى في 14 شهراً في مقابل الدولار أمس ليجد متنفساً بعد أن أظهر مسح أنّ الاقتصاد الألماني نما على الأرجح في الربع الثالث من العام.
وسجّلت العملة الموحدة أعلى مستوياتها لليوم عند 1.28645 دولار لتبتعد عن أقلّ سعر في 14 شهراً 1.2816 دولار الذي سجلته أول أمس. وأدى ارتفاع اليورو إلى تراجع مؤشر الدولار 0.2 في المئة. كما بلغ أحدث مستوى للمؤشر 84.590 بعد أن صعد إلى 84.861 أول من أمس، وهي ذروة لم يبلغها منذ تموز 2010.