أمّي تنثر أكاليل الزهور للفرسان

أي جاذبية تضرب رأسي بالدوار؟

أي نجمة مخضّبة سأرتدي قميصها في النهار

تاركاً عشتار تغازل جدائلها على ضوء القمر

وهي التي ذاقت طعم الهوى

ورائحة البرق بين أثداء الليل

أثناء صهيل قيثارة سومر

وهي تتعذّب بين أصابعنا

حين تنشد سيمفونية العراق كوكباً

بإنشاد دجلة الخير

بين أعماق المعابد ترتّل: من باع العراق، ساستنا الأبرياء أم الأمم المتحدة التي أتخم جيوبَ عبادها الدولار؟

وعن أي معنى تتحدّثين يا نبع الطيوب عشتار؟

عن الحب الذي لوّثته النار؟

أم عن نهر الحلة الفيحاء الذي احتمينا به أيام الغزاة التتار، حين غطى زرقه عشبة جسدينا؟

أم حمورابي بقراءة مواجعه بين فلسفه الكون؟

أم كلكامش الضارب سطوته تيار الريح, وهو يعلّمنا كيف نقاتل ونستشهد كبذرة الخلود؟

أم انكسار ضلوعي على فقدان أم وأخت رحلتا إلى مشعل الخلود بتفجير إرهابي؟

أي أم عظيمة دمشقية الوعي استقبلتني في بيتها أسابيع وضمّتني بين أحضانها كأني طفل وليد, تغار من نسائم الهوى إذا عنت القدوم, بينما كانت دمشق تضع فوق قبرها أكاليل من نكهة الياسمين, كلّما مرّ رحيلها كل عام

يتذكّر الدمشقيون أم الفرسان ترتجز يا وطني ترابك كافوريّ ..

الإهداء إلى أمي الدمشقية الراحلة. إلى مشعل الخلود أهدي لك هذه القصيدة النثرية الجارحة أرد لك بعض الوفاء!

حسن علي الحلي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى