قنديل لـ«المنار»: أميركا لا تريد محاربة الإرهاب إنما تطويقه بالنار
رأى رئيس تحرير صحيفة «البناء» النائب السابق ناصر قنديل «أن الاحتلال الإسرائيلي حاول مراراً مساعدة الجماعات الإرهابية في سورية بالغارات على جمرايا، ومساعدتهم عسكرياً في القصير، ما يؤكد عجز هذه المجموعات عن محاربة الجيش السوري، وكانت هذه رسالة إلى سورية، لكن سورية وإلى جانبها المقاومة في لبنان استطاعت الردّ على هذه الرسالة في شبعا ويبرود والجولان لتحذّر الاحتلال أنّ باب الجليل بات مفتوح إذا اندلعت الحرب».
أضاف: «الرئيس الأسد هو من أعلن سقوط قواعد الاشتباك، بينما من يريد العودة إلى هذه القواعد هو إسرائيل اليائسة»، لافتاً إلى «أنّ الحديث عن أنّ تواجد المجموعات الإرهابية في القنيطرة يشكل خطراً على العاصمة دمشق هو وهم، وإسرائيل تعلم ذلك جيداً».
وتابع: «انّ إسرائيل أصبحت كدولة غير صالحة للحرب، وأصبحت عبئاً على أميركا، والتوازنات في المنطقة اليوم تتجه نحو تولّي إيران صفة المدير الإقليمي للمنطقة».
وقال: «الرهان السعودي على المجموعات الإرهابية في سورية سقط، والتفاهم السعودي – التركي – القطري يقوم على نقاط عدة جوهرها اعتماد النصرة مقابل الحر وداعش، وبالمقابل العقل العسكري السوري يعتمد على تحليل المعلومات والأحداث، ومن ثمّ يحدّد استراتيجياته ويغيّر مخططاته على أساس المتغيّرات على الأرض».
وتابع: «إنْ أرادت أميركا أن تحارب الإرهاب فعلاً فلماذا تلجأ إلى السعودية أو الكويت بدلاً من أن تذهب إلى تركيا التي تسلّح الإرهاب وتستضيف على أراضيها عائلات الإرهابيين الأجانب، وتموّل نفسها من النفط الذي يبيعونه لها، وبالتالي أميركا لا تريد محاربة الإرهاب إنما تريد تطويقه بالنار».
وأوضح قنديل «أنّ الغرب يدرك أنه لم يعد قادراً على استئصال أفكار التطرف من سكانه الأصليّين الذين انضمّوا إلى الفكر التكفيري، ولضمان أمنه أوجدت أميركا داعش لكن لم تسمح له أن يهدّد العمق الغربي الحليف لها، إنما لتهديد تركيا واستنزاف أموال الخليج، وإعادة تنشيط الدورة الاقتصادية الأميركية، فهي تريد الحرب على الإرهاب لكن من دون نصر نهائي».
وأكد «أنّ الغارات الأميركية على داعش في سورية هي مجرّد تملّص من الحرب التي ادّعت أنها تقوم بها ولا قيمة لها عسكرياً»، مشيراً إلى «أنّ الموقف السوري من ذلك هو أنه يقبل بالتنسيق مع أميركا ولكن السيادة السورية غير قابلة للنقاش».
وفي الشأن اليمني رأى قنديل «أنّ أحداث اليمن أجبرت أميركا والسعودية على التوسّل لوساطة إيرانية مع التيار الحوثي لتخفيض سقف مطالبه، ونحن الآن أمام معادلة جديدة عنوانها أنّ اليمن يتصدّر الأحداث وداعش حالة اعتراضية».
وتطرّق قنديل إلى الشأن اللبناني معتبراً «أنّ الإرهاب اليوم يحتلّ عرسال سياسياً وعسكرياً، وهو من منع الجيش من دخولها، ولكن إذا دخلها الجيش اللبناني ونسّق مع الجيش السوري فعنده خياران، إما أن يؤمّن ممراً آمنا لخروج الإرهابيين إلى منطقة متفق عليها وإما أن يحسم بشكل كامل».
وشدّد قنديل على «أنّ الموقف اللبناني من محاربة الإرهاب يجب أن يكون بقرار من مجلس الوزراء، وذهاب وزير الخارجية إلى جدة لم يكن بقرار من هذا المجلس، كما لا يحق للسلطة السياسية أن تفرج عن معتقلين قبل محاكمتهم، ولكن بعد المحاكمة يمكن المقايضة بهم لتحرير المختطفين العسكريين».