عباس: لبنان أساس النضال من أجل قضية فلسطين

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن «الجمهورية اللبنانية حصن الديموقراطية في العالم، وهي العنوان الأساس في النضال من أجل قضية فلسطين».

واصل الرئيس الفلسطيني لقاءاته كبار المسؤولين لليوم الثاني على التوالي. فزار رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية وعقدا خلوة عرضا خلالها الأوضاع العربية والقضية الفلسطينية، تركزت على العلاقات اللبنانية الفلسطينية وعلى الجهود المبذولة من أجل توحيد الفلسطنيين، إضافة إلى أوضاع الفلسطينيين في لبنان.

وبعد الخلوة، قال الرئيس بري مرحباً بالرئيس الفلسطيني: هذه الزيارة برأيي تأتي في الوقت المناسب وفي وقت مدروس قبيل القمة العربية التي ستنعقد في الأردن أو الاتحاد البرلماني العربي الذي سيعقد مؤتمره في المغرب، كي يكون التنسيق دائماً وقائماً ولكن على الموضوع الأساسي، وكما قلت في طهران أكرر أن يكون الموضوع الأوحد موضوع فلسطين الذي يجمعنا لأن كل موضوع آخر يفرّق. هذا الأمر أكثر من ضروري ونأمل أيضاً بالنسبة للاجتماع الذي حصل الشهر الماضي للجنة التنفيذية حول الوحدة الفلسطينية أن يأخذ مداه من الدرس أكثر فأكثر توصلاً إلى نتائج تجمع للوحدة لأن بهذه الوحدة تشجيعاً كبيراً لوحدة العرب والمسلمين حول فلسطين .

وقال الرئيس الفلسطيني: «إن لبنان تحمّل الكثير وضحّى من أجل القضية الفلسطينية، ولا يزال منارةً من أجل الدفاع عن قضية فلسطين». وشدّد على أن «لبنان هو العنوان الأساس في النضال من أجل قضية فلسطين». وتابع «هناك أمور دولية كثيرة، هناك إدارة أميركية جديدة، هناك انتخابات مختلفة في دول أوروبا، هناك القمة العربية، هناك اجتماعات برلمانية، هناك الوحدة الوطنية الفلسطينية التي احتضن لبنان أحد اجتماعاتها من أجل السير قدماً في هذه الوحدة. كل هذه القضايا هي عنوان لقاءاتنا وأحاديثنا مع القيادات اللبنانية».

بعد ذلك، عقد برّي وعباس اجتماعاً موسّعاً في حضور الوفد الفلسطيني المرافق وأعضاء هيئة الرئاسة في حركة أمل وأعضاء المكتب السياسي المكلفين متابعة الملف الفلسطيني. ثم أولم رئيس المجلس للرئيس الفلسطيني والوفد المرافق .

وعقد رئيس الحكومة سعد الحريري مساء في السراي الحكومي، جولة محادثات مع الرئيس الفلسطيني تناولت الأوضاع على الساحتين اللبنانية والإقليمية والتطوّرات في الأراضي الفلسطينية المحتلة والعلاقات اللبنانية الفلسطينية، بحضور الوزير بيار رفول، النائب بهية الحريري، رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الوزير السابق حسن منيمنة والوزير السابق باسم السبع، فيما حضر عن الجانب الفلسطيني عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية اللواء ماجد فرج، الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور، أمين سر حركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات، عضو المجلس الوطني الفلسطيني باسل عقل ومستشار الرئيس عباس مجدي الخالدي.

بعد ذلك، استكملت المحادثات إلى مائدة عشاء أقامها الرئيس الحريري على شرف الرئيس الضيف والوفد المرافق، حضرها عن الجانب اللبناني: الرئيس فؤاد السنيورة، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، الوزراء: رفول، معين المرعبي، جان أوغاسبيان، وجمال الجراح، النائبة بهية الحريري، الأمين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل ومستشار الرئيس الحريري الوزير السابق باسم السبع.

وتناول الرئيس الفلسطيني في إحدى قاعات السراي الحكومي، مع الرئيس فؤاد السنيورة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وتطوّرات الأوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات اللبنانية الفلسطينية.

واتصل الرئيس عباس بالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مثنياً على مواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية ولحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم ووطنهم، وشاكراً له زيارته الأراضي المقدسة التي «تركت الأثر الطيّب ليس في نفوس المسيحيين وحسب، وإنما في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني، لما حملته من رسائل محبة واحترام لحق وكرامة الإنسان».

واستقبل عباس في مقرّ إقامته في فندق «متروبوليتان» الرئيس أمين الجميل الذي أبدى تقديره للجهود التي يبذلها الرئيس عباس في التعاطي مع كلّ التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية وعلى رأسها عرقلة مشروع إقامة الدولتين.

وقال الجميّل: «نحن نقدّر للرئيس عبّاس الجهود التي يبذلها في لبنان من أجل تمكين السلطات اللبنانية من تثبيت الأمن الشرعي والاستقرار في المخيّمات الفلسطينية وخارجها. ولمسنا في الآونة الأخيرة تقدير الرأي العام العربي والدولي على المستويين الرسمي والشعبي للسياسة التي ينتهجها الرئيس الفلسطيني». واعتبر ان العلاقات اللبنانية الفلسطينية حققت تقدماً ملموساً وطوت صفحة الصدامات التي عانى منها الشعبان في حقبة مؤلمة من تاريخ لبنان.

والتقى الرئيس عباس الرئيس السابق ميشال سليمان الذي قال: «هناك قلق عارم عند الجميع حول فلسطين، وموقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولا أعتقد أنه نهائيّ حول نقل السفارة الاميركية إلى تل أبيب وحلّ الدولتين وغض النظر عن الاستيطان. هذه أمور كلها مقلقة، وأعتقد أن هناك تغييراً في السياسة، ولكن العودة إلى الماضي خطرة إذا تجدّدت، لأننا نعلم أن العالم اليوم واقع بين قضيتين: الإرهاب والانعزال، ففي مقابل الإرهاب والتعصب هناك انعزال، وأكبر مثال على ذلك الدولة اليهودية من دون أن أذكر بريطانيا وكل ما يحصل في دول العالم من نزعات ضد العولمة والانفتاح».

وتابع «في هذا الإطار، علينا مضاعفة التنسيق عبر الجامعة العربية ولبنان وفلسطين. ولبنانياً لنا دور مهم جداً وقلق حول ما يرسم لسورية فإذا تم تقسيم سورية، لا سمح الله، أو ما يُحكى عن فيدرالية طوائف. فهذا أمر خطير ويصبح لبنان بين دولة يهودية عدوة ودولة صديقة، ولكن ذات لون طائفي واحد، عندئذ تعدل تركيبة لبنان وكذلك تركيبة فلسطين وتشجّع القيادة «الإسرائيلية» على رفض الحلول».

واستقبل عباس وفداً من حزب الطاشناق ضمّ الأمين العام للحزب النائب هاغوب بقرادونيان وعضو اللجنة العليا في الحزب بنيامين بجاكجيان وتمّ البحث في التطورات الإقليمية والدولية وتداعياتها على القضية الفلسطينية، إضافة الى أوضاع الطائفة الأرمنية في القدس.

وتطرّق عباس خلال اللقاء الذي دام أكثر من نصف ساعة، إلى تشابه نضال الشعبين الفلسطيني والأرمني وتضامن حزب الطاشناق حيال القضية الفلسطينية.

وصرّح بقرادونيان بعد اللقاء إلى وسائل إعلام فلسطينية عن أن مقاومة المحتل عمل مقدس، واعتبر أن كلا الشعبين الفلسطيني والأرمني لهم حقوق مسلوبة ويناضلان بثبات.

وذكر بقرادونيان أن الطائفة الأرمنية في الأراضي الفلسطينية تشكل جزءاً لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني ونضاله.

أما النائب طلال أرسلان الذي التقى الرئيس الفلسطيني أيضاً ، فأكد أن «كل ما نشهده من إرهاب تكفيري وما نشهده على أرض سورية وعلى مستوى الأمة مما يُسمّى «الربيع العربي» وغيره، كل ذلك مرتبط ارتباطاً مباشراً بتضييع بوصلة العرب الحقيقية في موضوع الحق الفلسطيني السيّد، الحر، المستقل في هذه الأمة، وبالتالي الإرهاب التكفيري».

ورأى أن «إسرائيل» وكل من يتآمر تحت شعار الإرهاب التكفيري هو عملة واحدة لوجهين: «إسرائيلي» وتكفيري، وبالتالي المؤامرة الآن في وضع المنطقة أننا نكاد نصدّق، ونحن بالطبع لن نصدّق، ما يروّجه الإعلام و«البروباغندا» أن عدوة العرب هي إيران وليست «إسرائيل»، فإلى أين أوصلتنا السذاجة في وضعنا العربي الإسلامي؟ وأنا أرى أنه لن يكون هنالك استقرار في المنطقة بشكل أساسي ووطيد ومستقبلي من دون الحل الذي يبدأ بالقضية الفلسطينية التي تجسّد القضية الأم».

وكان الرئيس الفلسطيني التقى مساء أول أمس في مقر إقامته في بيروت وفداً قيادياً من الحزب التقدمي الإشتراكي بتكليف من رئيسه النائب وليد جنبلاط، الموجود في الخارج، ضمّ النائب غازي العريضي وعضو مجلس القيادة بهاء أبو كروم.

ونقل الوفد تحيات جنبلاط إلى عباس، مشدداً على العلاقات المشتركة مع الشعب الفلسطيني والتزام الحزب الثابت بالقضية الفلسطينية والتي لا تزال القضية الأساسية في الصراع رغم كل ما يجري في العالم العربي الممزق، ولن يكون عدالة واستقرار وأمن بدون حل لهذه القضية وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه والتأكيد أيضاً على أهمية الوحدة الفلسطينية في المواجهة.

واطلع الوفد من الرئيس عباس على الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتطورات العملية السياسية والصعوبات التي تواجهها في ظل حكومة اليمين المتطرف في «إسرائيل» بزعامة بنيامين نتنياهو واستمرار عمليات الاستيطان، ومصير هذه العملية بعد وصول الإدارة الأميركية الجديدة والتحولات التي تشهدها الساحة الدولية.

والتقى عباس أيضاً رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا الذي شدّد على ضرورة إطلاق المقاومة الشعبية ودعمها ومقاطعة العدو وبضائعه، وعقد مؤتمر لاتحادات المهن الحرة العربية بهدف تشديد الحصار على العدو، وليكون ذلك بداية حملة عالمية لمقاطعة العدو.

دعا الدول العربية إلى سحب سفاراتها من الولايات المتحدة وغيرها من الدول في حال قرّرت نقل سفارتها الى القدس، لأن ذلك يشجع على الاستيطان. ودعا إلى إعادة إحياء مكتب مقاطعة «إسرائيل» التابع للجامعة العربية لوقف كل أشكال التطبيع مع العدو، مشدّدين على ضرورة استعادة الوحدة الفلسطينية لأنها السلاح الأقوى في مواجهة الاحتلال».

والتقى الرئيس الفلسطيني النائبة بهية الحريري التي غادرت من دون الإدلاء بأي تصريح.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى