أطفال سورية يغنون للحبّ والسلام والحياة

دمشق – آمنة ملحم

« ابقَ حيث الغناء.. فالأشرار لا يغنّون».. لأن سورية لا يليق بملامح وجهها سوى الفرح والغناء، ولا يليق بتاريخها وإرثها وحضارتها إلا أن تبقى ساحة الأمويّين عمود شامها متوهّجة بالفن وصادحة بأجمل الأصوات.. تدأب دار أوبرا دمشق على إحياء مختلف أشكال الثقافة والفنون في صالاتها .

وكان مدير دار أوبرا دمشق جوان قرجولي قد أعلن خلال مؤتمر صحافي له عن إطلاق ملتقى «جوقات سورية»، لافتاً الى أن القرار المتّخذ بالتوجّه نحو النوع بعيداً عن الكمّ خلال عام 2017، علماً أن نشاط الدار لم يتوقف رغم الظروف الصعبة التي تعيشها سورية. وهناك توجّه لتحريك الحركة الفنية بشكل أهمّ.

وافتتحت جوقة مدارس أبناء وبنات الشهداء بقيادة علاء يوسف وجوقة وزارة التربية المركزية بقيادة إلياس الزيات أمس الأحد، ملتقى «جوقات سورية» الذي تقيمه الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون بمشاركة جوقات وكورالات من دمشق والمحافظات، وذلك على خشبة مسرح الأوبرا في دمشق.

وشَدَت جوقة مدارس أبناء وبنات الشهداء بأصوات أبنائها أغنية «من قاسيون أطلّ يا وطني» مقام البيات كلمات الشاعر خليل خوري و«ست الحبايب» أيضاً مقام البيات ألحان الفنان الراحل محمد عبد الوهاب، وموشح «لما بدا يتثنّى» مقام النهاوند وألحان سليم المصري و«الحلوة دي» مقام الحجاز وألحان سيد درويش، لتختتم الجوقة فقرتها بأغنية «وحياة قلبي وأفراحه» مقام النهاوند ألحان منير مراد.

أما أعضاء جوقة وزارة التربية المركزيّة فبدأوا برنامجهم بأغنية «ليكو فتح ورد الشام» لفنان الشعب الراحل رفيق سبيعي، ووصلة موشحات تأليف عدنان أبو الشامات و«كارل اوف ذا بيلز» و«دو دابا دو» ألحان «بيتر ج فيل هوسكي» لتختتم فعاليات اليوم الأول للملتقى بأغنية «يا شام» كلمات وألحان وتوزيع رامي عودة.

وقال وزير التربية الدكتور هزوان الوز حول الحدث: «إن الملتقى الذي افتتحته اليوم جوقتا مدارس أبناء وبنات الشهداء ووزارة التربية هو رسالة للعالم أن أطفال سورية وبعد مُضي ما يقارب ست سنوات من الحرب على وطنهم يغنّون للحب والسلام والحياة»، مؤكداً أن «الوزارة تعمل حالياً على إعادة النظر بالمناهج الدراسية وإعطاء أهمية كبيرة لمواد التربية الموسيقية والفنية بهدف بناء شخصية متكاملة ومتوازنة وتحسين الذائقة الفنية للأطفال، بالتعاون مع وزارة الثقافة ونقابة الفنانين».

من جهّته أشار المشرف العام للملتقى المايسترو ميساك باغبودريان، قائد الفرقة السيمفونية الوطنية السورية، إلى أن الهدف من إشراك الأطفال في ملتقى اليوم الذي يستمرّ حتى 2 آذار المقبل هو لتحضيرهم للمستقبل وإعطائهم فرصة الظهور على المسرح وخوض التجربة مع أقرانهم من باقي الكورالات، مبيناً أن الملتقى هو تقديم مساحة موسيقية جديدة للجمهور والجوقات السورية المشاركة فيه.

وأعرب المايسترو باغبودريان عن أمله في أن يكون العام المقبل ملتقى خاصاً بكورالات وجوقات الأطفال ليضمّ الأطفال من جميع المحافظات إضافة إلى وجود ملتقى خاص بشريحة الشباب.

ويُذكر أن جوقة مدارس أبناء وبنات الشهداء تأسست عام 1982 وتضمّ كل الفئات العمرية من الصف الأول وحتى الثالث الثانوي وشاركت الجوقة في جميع الاحتفالات الرسميّة والأهليّة والمجتمعيّة على مسارح عدة، منها دار الأسد للثقافة والفنون ومكتبة الأسد الوطنية ومسارح المدارس، إضافة إلى مشاركتها الدائمة في احتفالات تكريم جرحى الجيش العربي السوري.

أما جوقة وزارة التربية المركزيّة فتأسست عام 2008 وحازت عام 2010 على المركز الأول مع مرتبة الشرف في المهرجان الدولي الثالث عشر لموسيقى الطفل الذي أقيم في مدينة يكاتنبورغ الروسية، كما أحيت العديد من الحفلات الموسيقية، ومنها مشاركتها مع الفرقة السيمفونية الوطنية السورية وطلاب المعهد العالي للموسيقى عام 2014.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى