القمّة تعادلية و«النبي شيت» عرقل العهد

إبراهيم وزنه

انعكست أجواء «الديربي» الكروي بين النجمة والأنصار على تفاصيل الحياة في مدينة صور بشكل لافت، فـ»عجقة» السير الخانقة نتيجة أرتال السيارات القادمة من العاصمة، بالإضافة إلى الآلاف الزاحفة من جماهير الفريقين نحو ملعب البص في صور، فرضت مواكبة أمنيّة في كلّ الاتجاهات، المدرّجات امتلآت قبل انطلاق المباراة بأكثر من ساعة، المدرجات ضاقت بالوافدين فاحتلّوا السطوح المجاورة والمطلّة، هو اللقاء الأول بين الغريمين على أرض الجنوب، وقبل انطلاق المباراة لم تنفع مناشدة المسؤولين في ضبط المدرجات الهادرة، حتى أنّ مدرّب النجمة جمال الحاج وقف مراراً بمواجهة جماهير النجمة طالباً منهم عدم رمي المفرقعات أو عبوات المياه، بل التزام التشجيع الحضاري، وبالمحصّلة انتهى اللقاء تعادلياً وفق سيناريو مشابه للقاء الذهاب 1 ـ 1 مع مضاعفة النتيجة 2 ـ 2 .

انطلقت المباراة حامية منذ ثوانيها الأولى، ومن ضغط أنصاري مباغت لم ينجح الشبريكو في تسجيل أسرع هدف في الديربي د1 للأخضر، ليردّ النجماويون بقوّة وإصرار ومن كرة عرضية ملعوبة «عالمسطرة» من نجم التمريرات خالد تكجي. نجح عبد الرزاق حسين بافتتاح التسجيل د4 ، وبعد الهدف اضطرّ الحكم القبرصي إلى إيقاف المباراة ريثما تتوقّف عاصفة رمي عبوات المياه إلى أرض الملعب من جانب جمهور الأنصار الغاضب من ردّة فعل مسجّل الهدف، ثمّ عاد حسين نفسه ليسدّد فوق العارضة د21 ، ولاحقاً استعرض بكرة اكروباتية مسحت العارضة وقبله سدّد كوفي بمحاذاة القائم، إلى أن أثمر الضغظ النجماوي هدفاً ثانياً إثر اقتحام حسن المحمد المربع الأنصاري، ثمّ سدّد بقوّة لترتدّ الكرة أمام المتابع خالد تكجي فأطلقها قذيفة انفجرت داخل المرمى 41 . بعد ذلك، استدرك الأنصاريّون الوضع ونظّموا صفوفهم وشنّوا هجمات متلاحقة كان بطلها محمود الزغبي الذي حوّل كرّة برأسه اصطدمت بالقائم، ثمّ ارتكب مدافعو النجمة فاولاً على الزغبي ليحتسب الحكم القبرصي أفرام توسكات ضربة جزاء، فانبرى لها البرازيلي ريتشي وسدّدها إلى يمين الحارس أحمد تكتوك 45+3 .

وفي الشوط الثاني، واصل الزغبي إقلاق راحة مدافعي النجمة فيما كان ريتشي خارج التغطية ومن دون فعالية، ما اضطر مدرّب الأنصار سامي الشوم إلى تبديل ريتشي بالعائد محمود كجك، واستمرّت المباراة حامية على أرض الملعب وفي المدرجات التي عاودت سيرتها الأولى برمي عبوات المياه. وبالفعل، ازدادت فعالية الخطر الأنصاري على مرمى التكتوك النجماوي، عبر الثلاثي «كجك والبابا والزغبي» ومعهما من الوسط علي الأتات والنشيط الذي لا يهدأ بلال حاجو، بعدها خرق أكرم مغربي الهدوء الأنصاري النسبي مع كرة خطرة 61 ، فيما عمد رفاقه إلى امتصاص فورة الأنصاريّين وتمويت اللعبة من خلال الإرجاع الدائم إلى الوراء، ليدفع جمال الحاج بمحمد حمود ثمّ مازن جمال، وكلاهما لم يقدّما المرتجى للمحافظة على التقدّم، ثمّ سدّد علاء البابا 77 بمحاذاة القائم، وبدت الأمور تبشّر بقرب تحقيق التعادل مع رجحان كفّة الخطورة لمصلحة الأنصاريّين، فردّ التكجي وعبد الرزاق حسين بمحاولاتين للتعزيز 84 و88 ، إلّا أنّ آخر خمس دقائق جاءت أنصارية النكهة والفاعلية والنتيجة، لينجح البرازيلي بيتو بإدراك التعادل مستغلّاً الكرة التي سدّدها بلال نجدي ثمّ تهيّأت له وهو داخل المربع، ليسدّدها في الزاوية د90+2 . وبُغية وقف الانفعالات الجماهيريّة، سارع الحكم القبرصي إلى إطلاق صافرة النهاية قبل موعدها بأكثر من نصف دقيقة.

النبي شيت عقدة العهد

يبدو أنّ فريق النبي شيت اعتاد على أن يكون حائط الصدّ أمام فريق العهد، وخصوصاً في طريقه نحو منصّات التتويج، فعلى ملعب بلدية صيدا التقى الفريقان في مباراة متقاربة المستوى مع سيطرة متبادلة على مدار الشوطين. ففي الشوط الأول، هدّد العهداويون مرمى حسن حسين مراراً، لكنّ الأخير تألّق كعادته وأبقى شباكه من دون هزّ. وفي منتصف الشوط الأول، اضطرّ مدرّب النبي شيت كيكي إلى إجراء تغيير اضطراري مع إشراك إبراهيم بحسون بدلاً من علي بزي الذي خرج مصاباً، وخلا الشوط من فرص حقيقيّة باستثناء محاولتين في آخر خمس دقائق، واحدة للعهد والأخرى للنبي شيت.

وفي الشوط الثاني، كاد العهد يفتتح التسجيل، لكنّ الكرة التي سدّدها أحمد زريق سارت على خط المرمى وخرجت، لينجح لاعب الفريق البقاعي باباسال بافتتاح التسجيل د58 مستغلاً الخطأ الذي ارتكبه نور منصور أمام مرمى محمد حمود، ثمّ أصلح منصور «غلطته» عندما سدّد بنجاح ضربة الجزاء التي احتسبها الحكم حسين أبو يحيى د68 داخل المرمى. وهنا، لجأ باسم مرمر إلى الدفع بمحمد قدوح علّ الأخير يريح أعصابه من مباراة مضطربة، إلّا أنّ الدقيقة 76 حملت الفرح والفرج للبقاعيّين عبر البديل إبراهيم بحسون الذي استغلّ الخطأ الذي ارتكبه الحارس حمود بالتعاون مع نور منصور، لينجح في هزّ شباك العهد للمرة الثانية، بعدها توالت الفرص الضائعة للعهداويّين من محمد قدوح وأحمد زريق، ولم تثمر تمريرات القائد عباس عطوي الأماميّة، لينتهي اللقاء بفوز النبي شيت 2 ـ 1 .

تأخّر اللقاء … وفاز التضامن

على ملعب العهد ـ طريق المطار، تأخّرت المباراة المرتقبة بين ثامن الترتيب وتاسعه، نظراً لأنّ طاقم الحكّام بقيادة هادي سلامة لم ينزل إلى الملعب في ظلّ التواجد الجماهيري، فيما التبليغ الاتحادي يقضي بعدم وجود الجمهور. وبعد طول انتظار واتصلات على أكثر من صعيد وفي أكثر من اتجاه، نزل سلامة ليقود المباراة بعد تأخّر انطلاقها 26 دقيقة، علماً بأنّ الجماهير دخلت عنوة إلى المدرجات لعدم وجود قوى أمنيّة، وبعد إخراجهم من المدرّجات بالجملة عادوا إلى الملعب بالمفرّق، لتستمر المباراة وسط أجواء مشحونة، ومنذ انطلاقتها بدت الكفّة التضامنيّة أرجح، ثمّ استدرك رجال عبد الوهاب أبو الهيل الوضع سريعاً ونظّموا صفوفهم في الوسط والدفاع. وبالفعل، غابت الفرص للطرفين باستثناء فرصة خطرة لمحمد أبو عتيق من الجانب الجنوبي، اصطدمت بالعارضة لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.

وفي الشوط الثاني، تغيّرت المجريات تماماً، حيث كثرت الفرص الضائعة وأمعن الطرفان في شنّ الهجومات المباغتة، ووسط أجواء تعادليّة على جميع المستويات، حصل التضامن على ضربة جزاء سجّل منها وسيم عبد الهادي هدف فريقه الأول د87 وسريعاً انهار الإخائيّون، ليتقدّم قائد التضامن رضا عنتر 90+2 ويسدّد من خارج المربع في قلب مرمى الحارس الإخائي شاكر وهبي 2 ـ 0 ، فتنتهي المباراة تضامنيّة في ضوء سيطرة ميدانيّة امتدّت لخمس دقائق!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى