تفجيرات حمص خلطت الأوراق في محادثات جنيف وفرضت مكافحة الإرهاب بنداً أول على جدول الأعمال
تتواصل «مفاوضات جنيف» بين وفد الحكومة السورية و»منصات المعارضة» على اختلاف تسمياتها، غداة تفجيرات دامية استهدفت مقارّ أمنية وأودت بحياة عشرات الشهداء في حمص، الأمر الذي دفع بدمشق إلى التأكيد مجدّداً على أنّ موضوع «مكافحة الإرهاب» له الأولوية على جدول أعمال المحادثات. ورغم دخول المفاوضات يومها الرابع، لم يبدأ حتى الآن أيّ بحث في العمق في حلول أو بنود وإيجاد تسويات حولها بين الأطراف المتحاورة، وهي ما زالت في طور دراسة جدول الأعمال الذي من المفترض الاعتماد عليه في المحادثات.
وكشفت مصادر متابعة عن أنّ ورقة المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا تضمّنت اقتراحاً بمناقشة كلّ بند من البنود الثلاثة المستندة إلى القرار الدولي 2254 وهي «الحكومة ووضع دستور جديد وإجراء انتخابات على أساس الدستور الجديد» على ثلاثة أيام، بحيث يخصّص يوم لمناقشة كلّ بند.
وعلى أثر التفجيرات في مدينة حمص، والتي أدّت إلى استشهاد عشرات المواطنين السوريين، عاد إلى واجهة التفاوض مطلب الحكومة السورية بالتركيز على القضاء على الإرهاب كمدخل لتسوية النزاع المستمر منذ ست سنوات.
وبعد لقائه دي ميستورا أمس الأول، في مقرّ الأمم المتحدة، قال رئيس الوفد السوري السفير بشار الجعفري إنّ الجلسة تركزت على «وضع مكافحة الإرهاب كأولوية». واعتبر أنّ تفجيرات حمص «السبب الرئيسي الذي يحدونا لوضع بند محاربة الإرهاب كأولوية في محادثات جنيف». وطلب من دي ميستورا خلال الاجتماع أن «ينقل طلب إصدار بيانات واضحة لا لبس فيها إلى المنصات المشاركة في محادثات جنيف».
إلا أنّ رئيس وفد «منصة الرياض» نصر الحريري، خلال مؤتمر صحافي في مقرّ إقامته في جنيف، قال: «جئنا إلى جنيف من أجل الانخراط الإيجابي في عملية سياسية حقيقية تؤدّي إلى الانتقال السياسي»، وهو يشمل أيضاً مكافحة الإرهاب على حدّ قوله من دون ان يشير إلى إدانة تفجيرات حمص. فيما اعتبر دي ميستورا أنّ التفجيرات هدفها «تخريب» مفاوضات جنيف.
وفي السياق نفسه، سلّم دي ميستورا وفدَيْ منصّتَيْ القاهرة وموسكو الورقة نفسها التي عرضها قبل أيام على وفد الحكومة السورية ووفد «منصة الرياض».
يُشار إلى أن انتحاريين كانوا قد فجّروا أنفسهم أول من أمس، مستهدفين مقرّين أمنيّين محصّنين في مدينة حمص، ما تسبّب بسقوط 42 شهيداً بينهم رئيس فرع الأمن العسكري في حمص اللواء شرف حسن دعبول وعدد من الضباط والعسكريين والمدنيين، وتبنّت العملية «هيئة تحرير الشام» المؤلفة من جبهة النصرة سابقاً وفصائل إرهابية أخرى.