مكتبة «البناء»
يُعنى كتاب «السياسة الخارجية التركية تجاه القوى العظمى والبلاد العربية منذ عام 2002»، الصادر حديثا لدى «شركة المطبوعات للتوزيع والنشر» في بيروت، لمؤلفيه جمال واكيم وموريال ميراك فايسباخ، بتقديم تحليل تاريخي واستراتيجي للإجابة عن تساؤلات من نوع حالة الازدواجية التركية بين أوروبا والإسلام، وهل ستقوم الحكومة التركية بالحسم لإنهاء هذه الازدواجية.
يشير كتاب «السياسة الخارجية التركية تجاه القوى العظمى والبلاد العربية منذ عام 2002»، 266 صفحة قطعاً كبيراً إلى وجود عاملين ساهما في تشكيل الهوية القومية التركية الحديثة، الأول هو الإصلاحات وفقاً للمعايير الغربية التي جرت في الدولة العثمانية خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر وأطلق عليها «التنظيمات» وساهمت هذه الإصلاحات في نشر قيم العلمنة والتحديث في أوساط الجيش والبيروقراطية العثمانية، ما ساعد لاحقا في إرساء قيم الجمهورية العلمانية مع صعود نجم مصطفى كمال. أما العامل الثاني فكان هروب مئات آلاف المسلمين من البلاد التي فقدتها الدولة العثمانية في أواخر القرن التاسع عشر في مناطق البلقان والقوقاز، وبالتالي أصبحت تركيا بلداً للأتراك وللمسلمين الصرب والبلغار والبوسنيين وغيرهم والذين تمّ تتريكهم، وكانت «التركية» إحدى الهويات الأقل شأناً بين الهويات الثقافية في الدولة العثمانية، لكن مصطفى كمال اختارها هوية وطنية، لأنه كان في حاجة إلى عامل يمكن أن يتوحّد حوله من بقوا في ظل ما تبقى من الدولة العثمانية.
يرى المؤلّفان أن داوود أوغلو يمثل نوعاً فريداً في المشهد السياسي الراهن، فهو مثقف نشر العديد من الأعمال النظرية، سواء في طبيعتها السياسية أو الفلسفية، أو التي تشكل الأساس لتوجهاته السياسية، ولعل عمله الأشهر «العمق الاستراتيجي» هو الأساس الفكري لسياسة تركيا الخارجية. وطبع هذا العمل أكثر من 70 طبعة باللغة التركية منذ ظهوره عام 2001 وترجم إلى العربية واليونانية. الأسئلة التي ينبغي اعتبارها في كتاباته هي: هل السياسة الخارجية التركية الجديدة هي ما يقصد ويزعم والدها المفاهيمي أن تكون وهل نجح في هذا الاتجاه؟ هل الأسس الفكرية للمسار الجديد سليمة أم أنها مليئة بالعيوب؟ هل الأساس النظري خاطئ؟
يلخص أوغلو المبادئ التأسيسية للسياسة الخارجية التركية ثلاثة منها «منهجية» والخمسة الأخرى «تنفيذية». أولاً تقوم هذه السياسة على المقاربة «الرؤيوية» بدلاً من التركيز على المقاربة المرتكزة على الأزمة والتي تميز الحرب العالمية الباردة، وهي تضم منطقة الشرق الأوسط بأكملها. ثانياً تهدف تركيا إلى تطبيق الإطار نفسه «المتسق والمنتظم» لسياستها في جميع أنحاء العالم. ثالثاً نشر خطاب جديد ونمط دبلوماسي يشار إليه باسم «القوة الناعمة» بدلاً من القوة العسكرية. والمبادئ التنفيذية الخمسة هي الآتية: التوازن بين الأمن والديمقراطية، ما يعني احترام الحريات المدنية وعدم وجود مشاكل مع دول الجوار، من خلال التعاون وديبلوماسية السلام وهي استباقية وقائية، على أساس التوسط لمنع الصراعات المحتملة وسياسة خارجية متعددة البعد، فلتركيا علاقات مع العديد من الشركاء من دون دخول في المنافسات والديبلوماسية الإيقاعية التي تستخدم فيها تركيا عضويتها في العديد من المنظمات الدولية لممارسة نفوذ أكبر.
يرى المؤلفان تغيّر سياسة رجب طيب أردوغان المستندة إلى أفكار وزير الخارجية داوود أوغلو المتجسدة في «سياسة تصفير المشاكل» مع دول الجوار والمحيط الإقليمي والدولي من خلال التدخل في شؤون دول «الربيع العربي» مثل مصر وتونس وسورية. كذلك التدخل في شؤون مصر من خلال مساندة حكومة مرسي وتوتر العلاقات مع الحكومة المصرية الجديدة بعد حوادث 30 يونيو 2013، ودعم حزب النهضة في تونس بزعامة الغنوشي، والتدخل في الشأن السوري من خلال دعم المعارضة السورية في الداخل والخارج، وفتح حدودها أمام آلاف اللاجئين السوريين، وإفساح المجال لعقد المعارضة السورية العديد من المؤتمرات التي كانت تدعو إلى إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، وكذلك نصب منصات صواريخ الباتريوت بغية التصدي للطائرات السورية التي كانت قصفت عدة مناطق حدودية مع تركيا وتسببت في توتر. ويواكب الكتاب الاحتجاجات التي اجتاحت تركيا سنة 2013، خاصة في ساحة تقسيم في اسطنبول، ويبحث دوافعها وكوامنها، ويقارب العلاقات التركية بالدول العظمى، لا سيما الولايات المتحدة الأميركية وما تضعه من معايير لعلاقة تركيا بمصر و«إسرائيل».
«الأخلاقيّات والحرب» لديفيد فيشر
شغلت العلاقة بين الأخلاق والحروب أذهان الكثيرين منذ ألوف السنين، ويرى كاتب بريطاني شغل مناصب رفيعة في بلاده أنه حتى في الصراعات المسلحة لا بد أن تلعب الاخلاق دوراً كي تتحقق العدالة وتخفض الأضرار الناجمة عنها، منتقداً العدوان «الإسرائيلي» على غزة أواخر 2008 وحرب العراق 2003.
في كتابه «الأخلاقيات والحرب» يؤكد ديفيد فيشر أن الحرب أداة مشروعة، لكن الإخفاق في الالتزام بأعرافها وقواعدها الأخلاقية العادلة يخلف على الدوام بحاراً من الأسى والألم. ويعارض الكاتب المذاهب الفكرية الرافضة وجود دور للأخلاق في الحروب والعلاقات الدولية، مؤكداً على أن الأخلاق تساهم في ازدهار الأمم ومنع المعاناة. يقول فيشر: «يزعم الواقعيون أنه لا صلة بين الأخلاق والحرب، وتنبع هذه النظرة من اعتقاد راسخ مفاده أن هذه هي حالة العالم، وأن السعي وراء القوة وليس الأخلاقيات هو ما يحرك رجال الدولة في تصرفاتهم في المجال الدولي». لكنه يؤكد «أن الأخلاق ليست شيئاً غامضاً أو غير عقلاني بل تقدم الإرشادات الضرورية حول كيفية ازدهارنا كبشر، وكيف يمكننا نشر الرفاهية ومنع المعاناة». وصدر الكتاب 427 صفحة قطعاً وسطاً ضمن سلسلة «عالم المعرفة» التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، في ترجمة للدكتور عماد عواد.
إلى جانب عمله الأكاديمي في كينغ كوليدج في لندن، شغل فيشر مناصب رفيعة في وزارتي الدفاع والخارجية البريطانيتين، وعمل مستشاراً في رئاسة الوزراء ومستشار دفاع للمملكة المتحدة في حلف شمال الأطلسي. وحاز كتابه على جائزة دراسات الحروب عام 2013، قبل عام تقريباً من رحيل مؤلفه في شباط 2014. والكتاب في جزءين، يعرض الأول آراء العديد من الفلاسفة والمفكرين عن أخلاق الحروب، بدءاً من أرسطو وأفلاطون، مروراً بفلاسفة القرون الوسطى، وحتى منظري العصر الحديث كما يعرض آراء فكرية حديثة عن الحرب وأخلاقياتها، بينما يتطرّق في القسم الثاني إلى قياس قواعد الحروب على عدد من الحروب الحديثة، أبرزها حرب الخليج والصراع في غزة أواخر 2008 ومطلع 2009. وينبّه فيشر إلى أن الالتزام بقواعد الحرب العادلة يشترط توافر عدة عناصر أهمها وجود سلطة مخولة باتخاذ قرار الحرب وخوضها دفاعاً عن قضية عادلة وتوافر النية الحسنة واللجوء إليها كملاذ أخير، وأيضاً ألا يكون الضرر الناجم عنها غير متناسب مع المصلحة المستهدف تحقيقها ويلفت أيضاً إلى أهمية حماية المدنيين خلال الصراعات المسلحة في ضوء ما وصفه «بحصانة غير المقاتلين» وعارض في هذا الصدد الحملة «الإسرائيلية» على قطاع غزة في كانون الاول 2008 وكانون الثاني 2009 باعتبارها انتهاكاً واضحاً لهذا المبدأ.
يقول فيشر: «مثل الهجوم على قطاع غزة خرقاً صريحاً لمبدأ حصانة غير المقاتلين، وعلى خلاف ذلك ادعت الحكومة «الاسرائيلية» أن قواتها هاجمت أهدافاً عسكرية فحسب، وبذلت جهوداً كبيرة لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين… الواقع يشهد بوجود عدد كبير من القتلى في صفوف المدنيين الفلسطينيين وتضمن ذلك مقتل نساء وأطفال في مشهد مروّع تابعه العالم بأسره».
كما أفرد فيشر فصلاً كاملاً من كتابه لحربي الخليج الاولى والثانية، حاول فيه قياس مبادئ الحرب العادلة عليهما وهل كانتا لرد الظلم وطرد الغزاة أم ارتبطتا برغبات غير معلنة مثل السيطرة على النفط. ويؤيد المؤلف حرب الخليج الأولى ويعتبرها عادلة، مؤكداً أنها سعت إلى رد الغزو العراقي عن الكويت، على عكس الغزو الأميركي للعراق في 2003 الذي وصفه بالجائر نتيجة الآثار المترتبة عليه، فضلاً عن اتضاح خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل. قائلاً: «انطبقت على حرب الخليج الأولى معايير الحرب العادلة ومن ثم يمكن الحكم عليها بأنها كانت بالفعل حرباً عادلة أما بالنسبة إلى حرب الخليج الثانية فتم خوضها مثل أغلب الحروب انطلاقاً من خليط من الدوافع». وتابع معلقاً على الغزو الأميركي للعراق في 2003: «يعلم الجميع الآن من واقع التقرير النهائي لمجموعة البحث في العراق بتاريخ أيلول 2004 أنه لم يكن في حوزة العراق أسلحة دمار شامل، ولكن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كان يمتلكها وبكثرة قبيل وأثناء حرب الخليج الأولى». وناقش فيشر أيضاً ما أطلق عليها «الظروف الاستثنائية» التي برزت على الساحة الدولية في أواخر القرن العشرين، ومطلع القرن الحادي والعشرين خاصة في الولايات المتحدة إثر هجمات الحادي عشر من أيلول 2001 ومدى مشروعية اللجوء إلى اتخاذ إجراءات استثنائية مثل توجيه ضربات استباقية لإحباط أي تهديد محتمل. ويتساءل الكاتب: «هل من الصواب إسقاط طائرة مخطوفة على متنها 30 رهيئة بريئة اذا كانت على وشك الاصطدام ببرجي التجارة العالمي في نيويورك وما يترتب عليه من مقتل الآلاف؟». وبين المعايير الأخلاقية الثابتة والظروف المتغيرة للصراعات يرى الكاتب أن الباب مفتوح أمام «تغير» قواعد الحرب ومقتضياتها، مؤكداً أن تعاليم الحرب العادلة «لا تستند إلى مبدأ ثابت بل هي في الأحرى تقاليد تطورت على مدار العقود ولا تزال في استجابة للظروف والطبيعة المتغيرة للحرب».
«النهر الراجف» قصصاً قصيرة لعزّة كامل عن نساء يقاومن الموت والقهر
تنتمي بطلات قصص مجموعة «النهر الراجف» إلى بيئات اجتماعية ومستويات ثقافية وتعليمية مختلفة لكنهن يتفقن في امتلاك القدرة على المقاومة وتحدي القدر أو ما يعتقدن أنه القدر ولو بالانتحار. وتحاول الكاتبة المصرية عزة كامل الابتعاد عن المباشرة، كأن تنطق النساء بالحكمة ويفتعلن وعياً أعمق من السياق الاجتماعي الذي ينتمين إليه، ومن هنا اللجوء في قصة شبح البحيرة إلى أسطورة عودة روح الضحية للانتقام من قاتليها. ولم يكن بطل القصة الطبيب الشاب الغريب عن القرية يدري أن التي تعد له الطعام ثم تغادر منزله هي «المرأة الشبح» إذ تتصرف مثل روح هائمة بآلية، كأن الطبيب غير موجود، وحين يخبر أهل القرية بأمرها يتواطأون عليها مرة أخرى ويؤدون طقوساً تنتهي بطمأنته إلى أن روحها خرجت «في هيئة أفعى… وقد تم قتلها الآن، لن تزعجك هذه المرأة أبداً». لكن المرأة زارته في مساء اليوم التالي وأمضت الليل معه، وفي الصباح أخبرته بأنها تزوجت شاباً من القرية وكان يعاملها بالحسنى، فاعتبروه أحمق وضعيفاً لأنه «يتعامل مع زوجته كأنها ندّ له» واتهموها بالخيانة وحرضوه على قتلها ففعل، ثم اختفى هو الآخر إلى أن طفت جثته فوق البحيرة. إلاّ أن روح المرأة التي قتلت ضحية الجهل والتخلف أضحت نذير شؤم ولعنة على القرية، كأنّها قربان، لتنبيه نساء وفتياتهن إلى ضرورة التمرد على الرجال، فتحولت حياتهن إلى جحيم «إنه انتقامي… انتقام المرأة من الذات الذكورية» على أمل أن يأتي يوم لا يستطيع فيه رجل اتهام امرأة زوراً بالخيانة وقتلها.
الأرواح حاضرة أيضاً في قصة «فوق التلال المضطربة… وريقات تتساقط في صمت» فهي بديل من قسوة الحياة «عن هذا العالم الواقعي الذي يحرمنا اللذة والمتعة. إن الأرواح تعيش في عالم أكثر أصالة حيث يتحرر الإنسان وبتحرر الحب من كل القيود».
في قصة «فرس الليل» تكون المرأة سبباً في جعل من أحد الشباب بطلاً تراجيدياً يمضي إلى حتفه دفاعاً عما يؤمن به. فبعدما أنقذها من قبيلة تختطفها تزوّج منها، لكن القبيلة المعادية واصلت الإغارة، فما كان من الشاب إلاّ أن ترك زوجته وذهب إلى الخلاء: «استقر في حضن الجبل كذئب متعطش للحرب يغالب طرائد البرية ووحوشها». تحضر الحرب في قصة «شراشف بيضاء» التي تدور بين القاهرة وبيروت وبطلتاها امرأة مصرية وممثلة لبنانية ترى أن «الشيء الذي جعلنا نشيخ بسرعة هي الحرب… إنه إحساس لن يعرفه إلاّ من عايشه» فتردّ عليها المصرية قائلة إن المصريين يشيخون أسرع رغم عدم المعاناة من الحرب مثل اللبنانيين، وترى أن سبب الشيخوخة الباكرة «القهر والفقر». قصة أجراس وصياح لا تقدم عن اختلاف الدين بين الشاب «آدم» المسيحي والفتاة المسلمة «ضحى»، لكن القصة تطرح سؤالاً «أليس الله محبة؟ أليس الحب هو أسمى شيء في الوجود؟ أليس الحب فعلاً مقدساً؟».
تضمّ مجموعة عزة كامل 15 قصة قصيرة في 150 صفحة قطعاً وسطاً، وصدرت لدى «دار العين للنشر» في القاهرة مع غلاف من تصميم صابرين مهران.
«بوح الذاكرة … وجع جنوبيّ» رواية للبتول محجوب
صدرت حديثاً لدى دار «فضاءات» في عمّان رواية «بوح الذاكرة… وجع جنوبي» للروائية المغربية البتول محجوب. وهي رواية بوليفونية متعددة الصوت ، يشترك في سرد حوادثها الراوي العليم والشخوص، التي تحكي كل منها حكايتها في سياق وجودي إنساني مشترك يربط بينها ويتمثل في الوجع والفقد والمنافي، ويشدّ بعضها إلى بعض عبر الذاكرة، وقصة حب كبيرة، والمدينة المجاورة للبحر والصحراء التي تشتبك باللاوعي، بكونها فضاءً يقسو على أبنائه فيفارقونها مكرهين، حاملين معهم ما تخزن في الذاكرة فحسب ليعيدهم إليها كلما اشتدت وطأته واستبدّ بهم الحنين.
تهدي الكاتبة الرواية إلى مدينة الطنطان الصحراوية الجنوبية وتصفها بـ «مدينة مسكونة بالوفاء»، في حين يصفها الكاتب لمجيد حسين بأنها «مدينة لها طعم الملوحة، حزينة وقاسية، مدينة التناقضات، حاضنة الثورة في السبعينات، واللصوص منذ التسعينات».
الطنطان المحتفى بها في الإهداء أنثى دافئة القسمات تسكن الكاتبة وتسكنها. تتقاسمان الوجع والحب والفرح بلغة الوجدان. لغة صوفية عميقة تشي بنوع من الحلول والاتحاد الرمزي، فالوجع الذي تئن الكاتبة من وطأته يوازيه أو يضاهيه وجع الطنطان التي غادرها أخوها حسن المحجوب ذات فجر ضبابي وتوارى في الغياب».
يقول الكاتب بشر حيدار في تقديمه للرواية «حين تقتحم هذا النص الروائي فأول ما يثيرك فيه هو حكاية الأرض، أو المدينة الجنوبية الجريحة، ومعاناة شخوصها في مكان جنوبي القسمات، ظلّ من ألم الوجود والهوية إلهة منفية قسراً. وللوهلة الأولى تجد نفسك مهيأ لقبول إملاءات بوصلة التموقع في متن خرائظ الوجع وتضاريس الخوف الرهيب الموغل بشدة في المكان الروائي».
سبق أن صدرت للروائية محجوب مجموعتان قصصيتان، الأولى عنوانها «مرثية رجل» 2007 ، والثانية عنوانها «أيام معتمة» 2013 .