مَنحَ الفن إضافة جمالية لامست القلوب بإيجابية
دمشق ـ رانيا مشوِّح
لأنه صاحب الضحكات النقية التي رافقت المسامع منذ عقود، ولأنه منح الفن إضافة جمالية سواء في التمثيل والغناء والتأليف الموسيقي، وسخّر مواهبه في خدمة الفن الذي أحبّ ليلامس إداؤه القلوب برقة وذوق وإيجابية، ولأنه من كبار فناني الوطن استحق التكريم من خلال الإضاءة على إنجازاته. فكان أن أقامت وزارة الثقافة ندوة حوارية تحت عنوان «غنائيات تحسين بيك» في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة في دمشق، حضرها عدد من الشخصيات الثقافية والفنية.
قال مدير ثقافة دمشق الأستاذ حمود الموسى: «نحن بتوجّه الخروج من الإطار التقليدي للعمل الثقافي إلى حالة جديدة لها علاقة بالناس. وهذه الحالة نستطيع من خلالها جذب الناس تشكيل حالة حضور لهم عبر منابرنا الثقافية بشكل مغاير ومختلف عمّا سبق. الملتقيات هي فكرة جديدة وتجربة جديدة في العمل الثقافي، «أماسي» هي جزء من ملتقيات دمشق الثقافية برعاية كريمة من السيد وزير الثقافة وباهتمام كبير من السيد الوزير ودعم من وزارة الثقافة تقام هذه الملتقيات بتنوع ثقافي هناك فكر، موسيقى، فن تشكيلي، سرديات، شعر وأيضاً «أماسي» تتناول جانباً مهماً في الثقافة السورية وهو غنائيات الدراما، حيث نتناول الفنان الذي له تجربة في الغنائيات مثلاً دريد لحام له تجربة مهمة في الغنائيات وسيكون ضيفاً قادماً، حسام تحسين بيك قامة فنية وإبداعية نعتزّ ونفتخر بها. واليوم سنتناول تجربة حسام تحسين بيك من خلال حالة حوارية وبمشاركة مجموعة من الفنانين، تجربة رائعة وغنيّة قدّمها حسام تحسين بيك بحس وطني عالٍ وبإخلاص لوطنه. وهو شخصية مميزة تستحق التقدير، «أماسي» هي تكريم له عبر ندوة حوارية عن تجربته الفنية، كما أرادت وزارة الثقافة من خلال إمكانياتها المتواضعة أن تقدم هذا التكريم لهذا الكبير».
تحسين بيك
من ناحيته تحدّث الفنان تحسين بيك لـ«البناء» عن أهمية هذا التكريم بالنسبة له فقال: «هذا التكريم يعني لي الكثير وأعتبره وساماً على جبيني. للأسف الأغنية السورية اليوم تفقد هويتها وخصوصيتها، قديماً كل مَن كان يستمع للراديو يعرف أن هذه إذاعة دمشق، لأنها كانت ذات خصوصية بلفظها وبحالتها العامة، ويمكننا إعادة هذه السمة لو بمقدار 50 في المئة».
وتوجّه تحسين بيك بكلمة للموسيقيين الشباب قائلاً: «هم أساتذة، ولا أظن أنّهم يحتاجون للنصح، لأن أي شخص لديه موهبة وفي أي مجال جراء هذه الأزمة ستتحرّك مشاعره، لذا هو ليس بحاجة لمن ينصحه. فهذه الحالة تنبع من الذات والوجدان، وأدعوهم للتعبير عنها».
وعلى هامش الندوة تحدّث الباحث أحمد بوبس لـ«البناء» قائلاً: «سأتحدّث اليوم عن مشاركات الفنان حسام تحسين بيك عبر عقود طويلة في المهرجانات، حسام تحسين بيك من العلامات الفارقة في تاريخ الأغنية في السورية واللحن. وكل عمل قدّمه حصد نجاحاً كبيراً ، كما إنه قدّم أخيراً لوحة فنية بعنوان فن سوريّ. من هنا أتوجه بالشكر لمديرية ثقافة دمشق لإقامة هذه الندوة التكريميّة لحسام تحسين بيك والتي ستسلّط الضوء على الجوانب الموسيقية له، وليس الدرامية فقط. وهذه لفتة كريمة ستذكّرنا بأعماله ومسيرته الفنية الطويلة بدأ من فرقة أمية حتى اليوم».
وفي الإطار نفسه قال المايسترو عدنان فتح الله: «كانت لي فرصة العمل مع هذا الفنان العظيم ضمن فن سوري . هذه اللوحة التي قدمناها في دار الأسد للثقافة والفنون، حيث أضاف لنا كموسيقيين وشباب الكثير تعلمنا منه الالتزام وكيف يمكن للكلمة واللحن حمل رسالة وإيصالها للناس. فطرته هي التي تخرج هذه الألحان والكلمات مما يعطيها مصداقية كبيرة» .
وفي ختام اللقاء استوقفنا راكان تحسين بيك لسؤاله عن طبيعة علاقته بوالده الفنان والإنسان، ليقول: «قبل أن يكون والدي هو صديقي بكل شيء، بيننا علاقة جميلة، فكل منّا لديه فكرة عمّا يقوم به الآخر في حياته الخاصة، هذه الندوة قدّمت شرحاً يشابه كثيراً حسام تحسين بيك. هناك أشياء لا يعرفها الناس تم إيضاحها من خلالها، وأتمنى أن تكون قد نالت استحسان الجمهور».