محاور تحرك الجيش لفرض الاستقرار في سورية
حميدي العبدالله
لا شك أنّ لدى الجيش السوري الآن خطة استراتيجية واضحة المعالم لفرض الاستقرار وإعادة الأمان إلى كافة أنحاء سورية.
بعد أن تمكن الجيش السوري من توفير الاستقرار والأمان لحوالي 80 من سكان سورية المقيمين في مدن دمشق وأريافها، وحمص وغالبية أريافها، وحماه وغالبية أريافها، إضافةً إلى السويداء وطرطوس واللاذقية وحلب، حيث يقطن هذه المدن حوالي 80 من سكان سورية، يتّجه الآن للعمل على المحاور التالية لإعادة الاستقرار إلى المناطق والمحافظات الحدودية.
أولاً، استكمال إعادة الأمان إلى ما تبقى من مناطق في ريف دمشق، وهي حصراً في الغوطة الشرقية، وتتمّ هذه العملية على هذا المحور من خلال الدمج بين الوسائل العسكرية لإرغام التنظيمات المصنّفة إرهابية والمستثناة من الحلول السياسية، وخيار المصالحة. وقد نجحت هذه السياسة في إعادة الأمان والاستقرار إلى أجزاء واسعة من ريف دمشق.
ثانياً، التوجه لفك الحصار عن مدينة دير الزور. وفي سياق هذه العملية يتمّ توفير الاستقرار لمناطق واسعة في ريف حمص الشرقي وريف حلب الشرقي، وتتمّ هذه العملية من خلال تقدّم الجيش السوي باتجاه نهر الفرات عبر الريف الشرقي لحلب باتجاه الرقة ودير الزور، ومن شأن تقدّم الجيش على هذا المحور الضغط على تنظيم داعش وشلّ قدرته على حشد المزيد من القوات داخل مدينة دير الزور، وبالتالي تقديم الدعم لحامية المدينة التي تصدّت للهجوم الذي شنّته داعش بمساندة أميركية عبّر عنها الهجوم الجوي الأميركي ضدّ الجيش السوري على جبل الثردة. وهذه المرة بعد استعادة تدمر لن يتوقف الجيش في زحفه نحو دير الزور عبر السخنة لأنّ عديد القوات المسلحة السورية اليوم بات كافياً لاستمرار التقدّم على هذا المحور من دون الحاجة إلى نقل القوات العاملة فيه إلى محور آخر، كما حدث بعد تحرير تدمر إذ اضطر الجيش إلى نقل جزء من القوات للتصدي للهجوم على حلب وعلى ريف حماه الشمالي.
ثالثاً، توسيع الأمان لمدينة حلب من الجهة الغربية الجنوبية، وقد حقق الجيش تقدّماً ملحوظاً على هذا المحور، وثمة استعدادات لفتح معركة إدلب عندما يصبح التوقيت مناسباً، وتحديداً بعد أن تتضح معالم الصراع بين جبهة النصرة من جهة والتشكيلات الأخرى من جهة ثانية، لكن من الواضح أنّ لدى الجيش العربي السوري قوات ترابط الآن في محيط محافظة إدلب أشبه بالطوق الدائري تبدأ الدائرة من الريف الشمالي لإدلب في نبل والزهراء، وفي الريف الشرقي من خان العسل باتجاه خان طومان والعيس، والجنوبي من ريف حماه الشمالي، ومن الغرب من سلسلة جبال ريف اللاذقية.
هذه المحاور ستفضي إلى عودة كلّ الأراضي السورية إلى كنف الدولة السورية وعودة الأمان والاستقرار إليها في وقت قريب، وهذه الخلاصة أكدها «مركز كارينغي» الأميركي الذي استخلص أنّ «النزاع المسلح في سورية دخل مرحلته الأخيرة» مشدّداً على أنّ «المعارضة السورية تجد نفسها أمام خيارين: إما الانخراط في الدولة المركزية، وإما الدمار» مرجحاً أنّ «القتال سيستمرّ لعام أو عامين»، على أبعد احتمال.