دردشة صباحية
يكتبها الياس عشّي
الكلمة الأولى حدث مفاجئ قد تأتي كلّ يوم أو كلّ مئة عام، ولكنها حدث إبداعيّ لا فرق إنْ جاء في مقال، أو في كتاب، أو في موقف منبري.
من هنا نفهم ما قاله الفيلسوف اليوناني القديم هيروقلاطس: «أنا لا أعبر النهرَ مرّتين»، في إشارة واضحة إلى رفض الاستنقاع، والدعوة إلى «كلمة أولى» تحدث فرقاً في الحضارة الإنسانية.
إنّ «الكلمة الآولى» كانت وراء إعدام سقراط، وقتل ابن المقفع، وصلب الحلّاج، وتصفية تشي غيفارا، واغتيال سعاده.
وهذه «الكلمة الأولى» هي التي أوحت للمتنبي أن يقول:
وما الدّهرُ إلّا من رواة قصائدي
إذا قلت شعراً أصبح الدهرُ منشدا