إلى يحيى سكاف في الذكرى الـ 39: أنت الحرّ ونحن الأسرى

رواد جمال سكاف

يحيى محمد سكاف اقتربت الذكرى السنوية لاعتقالك، 39 عاماً وأنت في الأسر داخل غياهب وأقبية السجون الصهيونية. 39 عاماً من المقاومة والنضال في وجه السجّان الحاقد وقوات الاحتلال المغتصبة لأرض فلسطين الحبيبة، التي يُعتَقل الأسير يحيى سكاف على أرضها الطاهرة بعدما دخلها من بابها المقاوم إثر مشاركته في أضخم عملية بطوليّة هزّت كيان العدو الصهيوني الغاصب في 11 آذار 1978.

يحيى محمد سكاف عميد الأسرى اللبنانيّين والعرب في السجون الصهيونيّة، يحيى سكاف اسم مقاوم يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالصراع ضدّ العدو «الإسرائيلي»، يحيى سكاف بطلٌ آمن بقدسيّة الصراع مع العدو الصهيوني منذ نعومة أظافره، يحيى سكاف آمن بقوميّة المعركة مع العدو الصهيوني فامتشق سلاحه والتحق بمخيمات التدريب التابعة للمقاومة الوطنية اللبنانية الحزب السوري القومي الاجتماعي في الكورة الخضراء شمال لبنان، يحيى سكاف شارك مع المقاومة الفلسطينيّة قوات العاصفة بعملية كمال عدوان البطوليّة داخل فلسطين المحتلّة، وهي العملية التي خطّط لها الشهيد القائد خليل الوزير أبو جهاد ، وكانت الشهيدة دلال المغربي قائدة المجموعة ويحيى سكاف نائب قائدة المجموعة، بالإضافة إلى أحد عشر فدائيّاً من كافّة الأقطار العربية.

يحيى سكاف مُعتقل في السجون الصهيونية منذ 11 آذار 1978 تحت مرأى كافّة المنظمات التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان، وفي مقّدمها الصليب الأحمر الدولي الذي لم يحرّك ساكناً اتجاه قضية الأسير يحيى سكاف رغم وجود وثيقة من الصليب الأحمر الدولي عام 2000، تؤكّد وجوده في سجن عسقلان. يحيى سكاف الذي ينكر العدو وجوده رغم وجود دلائل وإثباتات تملكها عائلة الأسير يحيى سكاف من قِبل عدد من الأسرى الفلسطينيّين واللبنانيّين الذين خرجوا من الأسر والتقوا به وعايشوه، ومنهم من شاهد اسم يحيى سكاف محفوراً داخل الزنازين.

في هذه الذكرى، نقول لَك يا يحيى إنّنا لن نترك قضيّتك المحقّة، ولن نتخلّى عن مسيرتك النضالية مهما بلغت الضغوطات من قِبل بعض الغوغائيّين الذين يحاربون قضيّتك، لأنّهم لا يعرفون شيئاً عن معنى التضحية والفداء من أجل عزّة وكرامة الأمّة التي دافعت عنها وكنت من أوائل المدافعين عنها.

39 عاماً يا يحيى وأنت المقاوم الثائر الحرّ… ليس ذلك السجين الذي يُعتقل من أجل قضيّة نخجل أن نقول إنّك انتميت إليها، بل عكس ذلك إنّنا نفتخر بمسيرتك وبنضالك، ويفتخر بك كلّ حرّ وشريف في أنحاء العالم لأنّ اسمك أصبح رمزاً للمقاومة وعنواناً من عناوين النضال.

٣٩ عاماً يا يحيى وأنت حرّ حرّ حرّ، ونحن للأسف الأسرى من قِبَل بعض أصحاب العقول الضعيفة. وهنا للأسف نسمّيهم أصحاب عقول الضعيفة، ولو كان بعضهم من الذين يعتبرون أنفسهم رفاق دربك وهم يحاربون قضيّتك عن قصد أو عن غير قصد، لأنّهم نسوا أو تناسوا أنّك من أوائل من أسّسوا لخيار المقاومة، فعندما يُسيئون لقضيّتك إنّما يُسيئون للمقاومة ونهجها ولكافّة الأسرى والجرحى والشهداء.

ونؤكّد لك يا يحيى، أنّنا سنُبقي قضيّتك الوطنيّة والقوميّة الكبيرة أكبر من كلّ السياسيّين، وستبقى هذه القضيّة قضيّة كلّ الأحرار والشرفاء مهما حاولوا استغلالها، ولن ندخلها في زواريب السياسة الضيّقة لأنّها أكبر من الجميع.

نعاهدك بعد 39 عاماً من الأسر أن نبقى مع خيارك المقاوم، وأن نبقى ننشد لحن النضال وحبّ القضية التي أُسرتَ من أجلها. بعد 39 عاماً، نؤكّد لَك أنّنا سنبقى مع فلسطين وقضيّتها العادلة ومع شعبها الحرّ الأبي حتى تحريرها، ونعاهد المقاومة أن نبقى سنداً لها عند كلّ استحقاق كما عهدتنا منذ سنين طويلة، فنحن اليوم في ذكراك نؤكّد على موقفنا بالبقاء مع المقاومة في فلسطين والمقاومة في لبنان بقيادة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى