على خطاك نُمهِّد الطريق
آمنة بدر الدين الحلبي
امتطيتَ صهوةَ المجدِ…
فحبُّ الوطنِ ذبَّاح…
طلبتَ الحياةَ محبةً…
والموتُ عزٌّ لا يُزاح…
قيامُ أمةٍ تفدي سماها…
والأرض تعجُّ دماً ونواح…
أيُّها المنخورُ بالوجع…
كنتَ أكبرَ وفوقَ الجراح…
لن تهابَ الموتَ يوماً…
حين انفلقَ الصباح…
أعلن الطغاةُ موتكَ…
لم يدركوا معنى الصلاح…
سعيتَ جهراً ولم تيأسْ…
من خذلانٍ، ولا استراح جماح…
أشعلتَ نارَ الثورةِ…
ونورُ الشمسِ وضّاح…
أيّها القوميّ المؤمن…
بعظمة أمةٍ لا تنداحُ…
مُتَّقِدٌ، مقدامٌ في الوغى…
والحربُ توقظُ الأرواح…
في الرجولةِ عنيدٌ مناضلٌ…
وفي الحبِّ إن أردتَ الملاح…
ابنُ أمةٍ عظيمةٍ قوميةٍ…
لا تنحني أمامَ الرياح…
حروفكَ قُدّتْ من ماسٍ…
ونقاءُ فكركَ يُعلّمُ الأرواح…
إن أردتَ الموتَ حراً…
لا كمثلِ العبيدِ الكُسَاح…
وإن أحببتَ الحياةَ حراً…
تصولُ في الحبِّ والفصاح…
جِراحُكَ نزفتْ والروحُ تغدو…
في ساحاتِ الوغى لا المزاح..
قوميُّ الجذورِ تسابقُ المدى…
لا تهزمُه السيوفُ ولا الرماح…
جبَّارٌ، والحبُّ سرُّ حياته…
عاشقٌ ولتُسْكبُ الأقداح….
الشامُ تناديكَ فاعزف لها…
لحنَ الخلودِ والحب المباح..
أقِمْ صلاتكَ في محرابها…
واتلُ ما تيسّر عند الصباح…
روحُكَ في الميدان تغدو…
ترفرفُ مثل طائرٍ لمّاح…
على خطاك نمهِّدُ الطريقَ…
لتحيَا الشامُ ونبلسمَ الجراح…
ولم تدِرْ طَرْفاً للأتراح