عهد الخيارات الاستراتيجية… جيش قويّ ومقاومة مقتدرة

معن حمية

على أهمية إقرار الحكومة اللبنانية تعيينات قادة الأجهزة العسكرية والأمنية، وما تعكسه من إرادة على تحصين لبنان أمنياً وفي مواجهة الإرهاب والاحتلال، فإنّ كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في جلسة مجلس الوزراء أمس، كان غاية في الأهمية. فهو أكد الثوابت والمرتكزات الأساسية، وحدّد الخيارات الاستراتيجية بوضوح وبالتزام عالي الوطنية، ما اعتبر رداً على الحملات كلها التي استهدفته على خلفية موقفه من المقاومة وسلاحها.

الرئيس عون قال أمس كلاماً واضحاً لا يحتمل تأويلاً، فهو لا يرى تحصيناً للبنان، إلا حينما يكون لبنان قادراً على مواجهة الخطر «الإسرائيلي»، ولا يرى قدرة على مواجهة «إسرائيل» والإرهاب معاً، من دون جيش قوي ومقاومة مقتدرة. مؤكداً ما أبلغه لمسؤولين وموفدين أميركيين بأنّ «لبنان معني بحماية حدوده والدفاع عن أرضه ومحاربة الإرهاب». وما أكده خلال زياراته الأخيرة لبعض الدول بأنّ «حق لبنان الطبيعي في الدفاع عن أرضه وشعبه ومقاومة الاحتلال «الإسرائيلي» وممارساته».

رئيس لبنان ذهب إلى أبعد من تثبيت الخيارات الاستراتيجية، فهو ملتزم تحقيق الإصلاح والتغيير، وقد دعا في جلسة أمس، إلى الانتقال من مرحلة الطائفية إلى مرحلة المواطنة الحقيقية وإلى تشكيل اللجنة التي تحضّر للخروج من الطائفية إلى المواطنة.

هذا ما خرج إلى العلن من مواقف خلال الجلسة، لكن ما هو واضح أنّ الرئيس عون رسم خطاً بيانياً لهذه المواقف لا يحيد إطلاقاً عن الخيارات الاستراتيجية. وهذا مسار إذا استُكمل بقانون جديد للانتخابات النيابية يحقّق صحة التمثيل، من شأنه أن يدفع الوضع في لبنان نحو الاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي.

وحين تكون المواقف من العيار الثقيل وطنياً واستراتيجياً، تلقى صدىً عند القوى التي تتمسّك بعناصر قوة لبنان في مواجهة العدو الصهيوني وقوى الإرهاب. لذلك كان من الطبيعي أن يشيد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير علي قانصو بمواقف الرئيس عون، ويصفها بالتاريخية، معتبراً أنّ الرئيس ميشال عون بخياراته هذه وثوابته هو فرصة للبنان كي يحصّن وحدته ويبني دولته بناءً سليماً على أساس المواطنة الكاملة. وأنّ الطريق إلى هذا التحصين هو بقانون انتخابي جديد على أساس النسبية والدائرة الواحدة وخارج القيد الطائفي بما يؤمّن صحة التمثيل وعدالته. وفتح الطريق واسعاً أمام الخروج من أنفاق الطائفيات والمذهبيات إلى رحاب المواطنة الكاملة.

وعليه، فإنّ تثبيت الرئيس خياراته الاستراتيجية، مضافة إلى ذلك التعيينات العسكرية والأمنية التي أتت بقادة يتمتعون بالكفاءة والثقة، أمور تؤشر إلى إمكانية الوصول لدولة مدنية ديمقراطية قادرة وعادلة وقوية.

عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى