مدرسة النظام الجديد في قرية السودا 2

بتاريخ 21 حزيران 2013 عمّمنا نبذة تعريفية عن «مدرسة النظام الجديد» في قرية السودا – طرطوس.

للمزيد من التعريف، نورد ما جاء في الصفحتين 113 و 114 من كتاب الرفيق نشأت مهدي «بعد خمسين عاماً… اني أعترف…»، إذ يقول: «كان نصيبي أن أدرس في ثانوية «النظام الجديد» في قرية «السودا» القريبة من طرطوس على رأس جبل، سكانها مسيحيون والضيعة تنقسم الى فئتين، الأولى تنتمي الى الحزب الشيوعي والثانية تنتمي الى الحزب السوري القومي. وكانت السيطرة في تلك الضيعة حين افتتاح ثانوية «النظام الجديد» للحزب الشيوعي الذي افتتح ايضاً ثانوية خاصة به. وفي نهاية العام الدراسي الأول نجح في الشهادتين: الكفاءة والبكالوريا من ثانوية «النظام الجديد» كافة المتقدمين باسم المدرسة، بينما رسب معظم الطلاب المتقدمين لشهادة الكفاءة باسم المدرسة الشيوعية والتي لم يكن لديها صف بكالوريا.

«ذلك النجاح لفت أنظار أبناء المنطقة وخاصة منهم الشيوعيون، ومع إطلالة السنة الدراسية الثانية أصبحت «مدرسة النظام الجديد» تكتظ بطلابها، وفي السنة الثالثة دخل الطلاب الراسبون في المدرسة الشيوعية للقناعة التي تولدت لدى أهالي المنطقة بمن فيهم الشيوعيون بأنّ كلّ طالب ينتمي الى مدرسة النظام الجديد لا بدّ له أن ينجح في الشهادات العامة، فأساتذة المدرسة يدرّسون بوجدان منقطع النظير حتى انهم حينما يرون تقصيراً في فهم بعض المواد من قبل الطلاب فانهم يفتتحون لهم صفاً خاصاً إضافياً بعد الانتهاء من التدريس اليومي.

في تلك السنة لعام 1951 التحقتُ بتوجيه من الحزب في ثانوية النظام الجديد كمدرّس فيها.

سمعة المدرسة بنجاحها العطر انتشرت في معظم المدن السورية، فكنت أرى فيها الحلبي والحمصي والبانياسي واللاذقاني والبابي ومن جسر الشغور ومن دمشق إلخ… كلهم جاؤوا الى هذه المدرسة وهم ليسوا بقوميين اجتماعيين، بسبب الفكرة السائدة بأنّ كلّ من يدرس في هذه المدرسة لا بدّ له أن ينجح.

«في تلك السنة كان في المدرسة نقص في عدد المدرّسين والذين بمجموعهم ينتمون الى الحزب القومي ولسداد النقص في مواد التدريس لدى كافة الصفوف أخذ بعض الأساتذة على عاتقهم سدّ ذلك النقص، وكنت انا من بين المتبرّعين بذلك، فكنت أدرّس الكيمياء لصف البكالوريا الأدبي، والتشريح للبكالوريا العلمي والأدبي وبما يسمّى المعلومات الوطنية للكفاءة والفيزياء للصف السابع.

وكان الأساتذة يجتمعون يومياّ مساء لتحضير الدروس لليوم الثاني وفي حال استعصت على أحد الاساتذة إحدى فقرات مادته للتدريس فإنّ الاساتذة الآخرين يساعدونه في تلك الفقرة حتى يكتمل فهم المادة المُراد تدريسها جيداً في عقل الأستاذ المدرّس.

«وفي أوقات الفراغ أو الفرصة كنت ألاعب الطلاب في ألعابهم وبحماس شديد لفت أنظار الطلبة إليّ وشيئاً فشيئاً مما جعلهم يجاذبوني أطراف الحديث وفي بعض الأحيان يسألوني عن «الامة السورية» وكيف تشكلّت فأجيبهم باقتضاب، الى أن طلب مني قسم من الطلاب معظمهم شيوعيون، أن أشرح لهم العقيدة القومية التي أنتمي اليها…

فهمتُ انّ الغاية من هذا الطلب هو، إما إحراجي بأسئلة ضدّ العقيدة، وهذا ما أرجّحه، واما انّ وجدانهم قد استيقظ ليفهموا هذه العقيدة التي يندفع أعضاؤها بكامل وجدانهم للتدريس مجاناً سنة كاملة ولم يطلبوا من ايّ طالب أن ينتسب الى حزبهم بل على النقيض من ذلك فإنّ كافة أساتذة المدرسة يحضّون على العلم والعلم فقط، ويتناولون طعامهم مع الطلاب كأنهم طلبة…

«لبّيت طلب الطلاب على أن نجتمع في أحد الصفوف بعد الانتهاء من الدروس اليومية، وبالفعل في الموعد المحدّد ذهبتُ الى الصف المحدّد، واذ بي أفاجأ بأنّ مقاعد الصف كلها مليئة بالطلبة من الشيوعيين وغيرهم. وجميعهم أتوا ليتعرّفوا على العقيدة السورية القومية الاجتماعية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى