وبعد أيام ا نتمى

أورد الأمين د. شوقي خيرالله في الصفحتين 138 – 139 من مؤلفه «سراديب النور»، التالي:

«فهد الباشا 1 كان من مهاجرة أفريقيا، في بلدان عدة، منها اللاغوس. في اللاغوس ـ كما في كل مكان بالطبع ـ يتأبط فهد عقيدته كأنها زوّداة وسلاح معاً فيطعم الجياع ويسقي العطاش ويطاحش الخصوم الذين هم حتماً ـ برأي فهد ـ مش ملاح بمجرد أنهم غير قوميين أم يقاومون نشر الحقيقة وأنوارها. إيلو الصغير يقول عنهم متخلّفين.

« كان فهد في اللاغوس برفقة سايد الضعيف 2 وجوزف شاغوري ـ وهما رفيقان ـ والتحم بحوار حامٍ، بصراع فكري بالحري، مع شخص آخر مش قومي وضد القومي، وراح الخصم يتباهى ويدّعي ويفتخر أنه أحبّ للبنان من الزمرة، وأنه يعشق لبنان لأنه قطعة سما كما ورد في أغنية وديع الصافي. وقال بيت زجل يؤيد نظريته.

ولكن هذه النظرية ـ إذا ما استحقت ان توسم باللفظة ـ هي بالتمام ما يمجّه فهد الباشا. فلما قال خصمه بيت الزجل، انتفض فهد وحلّت عليه الروح فأوحيَ له:

يا مدّعين إنكم حابيّنو

المحبة عقل إنتو فاقدينو

قطعة سما عالارض كيف بيكون

لبنان إل عَ إسرائيل دافشينو ؟؟

ويا كلمة اللي انقالت !! وجم الخصم معجباً وكأنه قد لفحته الومضة التي اشتعلت في «فهد الباشا» واقتدحت قريحته، فسكت المحاور وسرد وشرد وتنوّر وجهه، ثم اعتذر وابتعد. وبعد أيام انتمى الى الحزب .

اسمه غير ضروري.

هوامش

1 – فهد الباشا: منح رتبة الأمانة وتولى مسؤوليات عديدة، منها عميداً للثقافة.

2 – سايد الضعيف: من الرفقاء الذين عرفتهم في الستينات، ناشطاً حزبياً.

3 – أذكر أنّ رفقاء عديدين غادروا الى منطقة بورت هاركور نيجيريا منهم الأمين فهد الباشا والرفيقان الياس دعبول وجوزف شاغوري مزيارة والأمين لبيب غانم بسكنتا والرفيق المهندس غسان رزق اميون .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى